هذه الأبيات من ديوان «بعد الأعاصير» لأستاذنا عباس محمود العقاد يخاطب فيه زمانه لعله يرد على من يفترى على تاريخه فى زماننا اليوم الذى أصبح فيه التاريخ ملطشة للمزيفين والمدعين!! قال العقاد يصفهم: فشت الجهالة واستفاض المنكر فالحق يهمس والضلالة تجهر والصدق يسرى فى الظلام ملثما والزور يمشى فى النهار فيسفر إنا لفى زمن كأن كباره يسوى الكبائر شأنها لا يكبر بئس الزمان لقد حسبت هواءه دنسا وأن بحاره لا تطهر وكأن كل الطيبات يردها فيه إلى شر الأمور مدبر وثب اللئام إلى ذراه فقهقهوا إن القرود لبالتسلق أخبر رحم الله أستاذنا عباس محمود العقاد ورحم زمنه وناس زمنه، أما هذا فبضع من مهازل زماننا وما يجرى فيه.. أدهشنى ما قيل عن عباس محمود العقاد فى أحد البرامج الثقافية، كما أدهش أستاذنا أنيس منصور ما أنكرته المتحدثة على الأستاذ العقاد صاحب العبقريات أنه أحد عظماء التنوير فى الفكر والأدب وأنكرت على العقاد كل أعماله فى النقد وقواعد النقد فى الأدب وفى الشعر وما دعا إليه فى الفكر الفلسفى ودراسة الشخصيات والتحليل العقلى والنفسى، كما كتب أستاذنا أنيس منصور فى رده عليها فى «عموده اليومى»: (مواقف) وإنكارها عظمة تاريخ العقاد لحساب تاريخ طه حسين!! هذه الحدوتة أو المناقشة الأدبية عن عظماء الأدب العقاد وطه حسين.. تذكرت.. ما يحدث اليوم فى البرامج والصحف بين أبناء الزعيم العظيم جمال عبدالناصر وبنات زعيم الحرب والسلام أنور السادات.. وبين أبناء المشير وأبناء الرئيس جمال عبدالناصر وأخيرا ما يحدث بين أبناء صلاح نصر رئيس المخابرات الراحل وبهدلة سيرة والدهم بينهم ومن تعتبر نفسها عالمة ببواطن الأمور حتى لو أدانت نفسها.. ومن جراء هذه المهاترات العقيمة التى أساءت إلى رجال من أعظم رجالات مصر «وشركت» أعمالهم وأيامهم.. ولم يستفد منها غير كل من ظلم فى عهد عبدالناصر زاد افتراء على زمنه.. ومن ظن أنه ظلم فى عهد السادات زاد افتراء على زمنه.. وهكذا زاد الافتراء على المشير وصلاح نصر.. وحتى يومنا هذا مازال المتقولون يسألون ويفتون من قتل جمال عبدالناصر وكيف قُتل مستشهدين بأموات، لم يخافوا عقاب نبش القبور فى تزييف التاريخ!! وبمناسبة الخوض فى تاريخ الزعماء والافتراء على الأموات لقد تفضلت أستاذة علم الاجتماع الدكتورة هدى زكريا فى برنامج «البيت بيتك» بالافتراء وترديد كذبة عن عبدالحليم حافظ قائلة أنه رأى فى المنام «ستنا مريم» وكتب لها شكراً فى كنيسة القديسة تريزا فى شبرا على لوحة رخام.. سمعت الدكتورة الكذبة وصدقتها لدرجة أنها تؤكدها فى البرنامج.. أما الحقيقة التى أعرفها أنا والزميل العزيز كبير رسامى الكاريكاتير جورج البهجورى.. يا دكتورة أنه فى يوم كان يزورنا عبدالحليم حافظ فى «روزاليوسف» وكان تعبان وخايف لأنه بصق دما وكان جورج أيضا تعبان مش عارف من إيه فأخذتهما إلى الدكتور المرحوم زكى سويدان لأنه كان يربطنا به علاقة عائلية ويومها كان أول من اكتشف مرض عبدالحليم أنه مرض فى الجهاز الهضمى والكبد بالذات واكتشف الدكتور سويدان أن جورج عنده مياه على الرئة وأخذتهم - جورج وعبدالحليم مع الدكتور سويدان - إلى مستشفى العجوزة.. وحتى اليوم كلما التقى بى جورج يقول مديحة أنقذت حياتى وحياة عبدالحليم.. المهم بعد أن اطمأن عبدالحليم وتماثل جورج للشفاء أخذتهما أنا والعزيزة الراحلة زميلة عمرى أمانى ناشد أشهر إعلاميات الزمن الجميل، وذهبنا أنا وأمانى وعبدالحليم وجورج إلى كنيسة القديسة تريزا والتى كانت من أهم معالم القاهرة وكان يزورها المسلمون قبل المسيحيين.. وأثناء زيارتنا ومشاهدة اللوحات الرخامية التى يشكرها فيها كثيرون من زوار الكنيسة وقع نظر عبدالحليم على لوحة كان كاتبها الموسيقار فريد الأطرش وصمم عبدالحليم على ضرورة عمل لوحة ولم نخرج يومها من الكنيسة إلا بعد أن اتفق عبدالحليم على اللوحة وبعد أسبوع احتفل معنا فى تعليق اللوحة الموجودة حتى اليوم. ورحل عبدالحليم ورحلت أمانى ناشد.. وعشنا أنا وجورج لنحاول تصحيح بعض الافتراءات على عبدالحليم وترويج الأكاذيب عنه، ومنها أكبر كذبة وهى حكاية زواجه التى للآن لم يتعبوا من ترديدها سواء من أهل العروسة أو من أصدقائه وهم متأكدون أنهم يكذبون كذبة ملونة وليست بيضاء هذا لأنهم يعلمون علم اليقين أن مرض عبدالحليم يمنعه من الزواج ويجعله غير قادر على الزواج!! وبمناسبة الكنيسة.. هذه حكاية من حكايات الشارع وما حوله.. فى شارع صبرى أبوعلم كنيسة الأرمن فيها العمل على قدم وساق كل يوم تنظيف وتحديث وتجديد الدهانات وتقليم الحديقة حتى أصبحت صورة جميلة نظيفة مضيئة فى الشارع.. حاجة تفرح، المسلم قبل الأرمنى!! للأسف إلى جوارها وعلى الناصية الثانية من شارع يوسف الجندى فى نفس شارع صبرى أبوعلم يقع موقع مسجد الرحمة وهو جامع محترم يتبع وزارة الأوقاف، للأسف «حيطانه» متسخة مبقعة.. بياض ساقط.. سلالم غير نظيفة.. مياه سائلة على حيطانه.. تجلس أمامه بائعة رصيف.. سلالم رخام، ولكنها مخلعة ..للأسف بالمقارنة منظر يوجع القلب..منظر مؤلم للمسلم والقبطى!! وأخيرا هذه ظاهرة «السلاسل» المؤذية للنظر قبل مخاطرها.. وهى ظاهرة حجز الشوارع أمام المرافق والبنوك وبعض الهيئات بالسلاسل لركن سياراتهم حاجزين نصف الشارع.. أمام وكالة أنباء الشرق الأوسط شارع هدى شعراوى وبنك قناة السويس بشارع صبرى أبوعلم وأمام وحول كنيسة «الكاثوليك» وأمام بنك مصر بشارع محمد فريد وشارع طلعت حرب حتى بعض المحلات العامة تستعمل ظاهرة السلاسل حتى إن المنظر العام قد يعلن عن سلسلة شوارع القاهرة التى تعرض كل من يحاول تعدية الشارع إذ نجا من سرعة السيارات سقط من «كعبلة» السلاسل.. ما رأى سيادة قانون المرور فى إعلان قانون جديد لحماية المشاة الذى قضى على أمانهم وتأمينهم من اختفاء الأرصفة وسلسلة نصف الشوارع.. وكل ظاهرة مؤذية وأنتم بخير!! وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.؟