منذ سنوات طوال ومشاكل التحكيم في الكرة المصرية لا تنتهي، الجميع يتهم الحكام بمجاملة الكبيرين الأهلي والزمالك، وهذا كان واقعا إلي حد كبير، حتي التصقت التهمة بجميع الحكام وعندما يظهر حكم شجاع ويحاول أن يقف أمام سطوة الكبار، يخرج عليه الاعلام بلونيه الأبيض والأحمر محاولا كسر شوكته وترويضه، وفي كثير من الأحيان كان يهادن ويدخل في حماية أحد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، إلي أن أصبح للحكام ممثلون داخل الاتحاد فشعرنا أن الأمور سوف تتحسن، لكن الأصوات التي تهاجم الحكام انتقلت من الاعلام للملاعب وإدارات الأندية، حتي ان كل فريق يخسر مباراة يُرجِع إخفاقه إلي ظلم الحكام لفريقه، مديرين فنيين ومديري كرة ورؤساء أندية، و»العيار اللي ميصبش يدوش». ومع تقدم التصوير التليفزيوني بدأت تظهر كثير من الأخطاء للحكام، بعضها أخطاء ساذجة، تنم عن ضعف في مستوي بعض الحكام لأنها لا يمكن أن تكون أخطاء مقصودة مثل ما حدث في مباراة الإسماعيلي والنصر للتعدين، التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، عندما لم يقم حكم المباراة شريف حسن بطرد محمد عواد حارس مرمي الإسماعيلي الذي منع انفراد مهاجم النصر للتعدين بيده من خارج منطقة الجزاء، إلا أن حكم المباراة لم يحتسب أي خطأ، واستمر اللعب وكأن شيئاً لم يحدث، دون اعتراض من لاعبي النصر في واقعة طريفة تناولتها وسائل الإعلام الخارجية، وقتها قررت اللجنة إيقاف الحكم سراً.. وهذا مثال وهناك أخطاء أخري ترتب عليها أيضا إيقاف الحكام أبطال هذه الوقائع. لكن السؤال: هل الأخطاء فقط من الحكام، وهل باقي أعضاء المنظومة لا يصدر منهم أخطاء في حق اللعبة وحق الجماهير وحق الحكام أيضا؟ وهل يقوم اتحاد الكرة برئاسة المهندس هاني أبوريدة بحماية الحكام كما يحدث في كل بلاد الدنيا؟ فالتحكيم في كرة القدم كثيرا ما يكون ظالما وكثيرا أيضا ما يكون مظلوما، لكننا نريد لحكامنا أن يعملوا في مناخ صحي، بتشديد العقوبة علي من ينتقد التحكيم أياً ما كان سواء رئيس ناد أو مديرا فنيا أو لاعبا، ويكون هناك لجنة من رئيس الاتحاد ورئيس لجنة الحكام وممثل للأندية (ينتخب) ولا يكون من بينهم رئيسا الأهلي أو الزمالك.. وهذه اللجنة تتلقي شكاوي الأندية من الحكام، وصاحب الحق يأخذ حقه حتي لا يكون التحكيم حجة البليد، ولا يكون ظالما أو مظلوما.