لم تبلغ نور طارق، عامها ال20 بعد، لكنها استطاعت احتراف الرقص الحركي منذ أن كان سنها 12 عامًا، حينما شاهدت الفنان العالمي مايكل جاكسون، وجذبتها حركاته الراقصة دون أن تعرف بأن هذا النوع من الفن يُطلق عليه ال "POP. تُعد نور أول فتاة مصرية تحترف رقص ال"POOPING ANIMATION"، واشتهرت باسم "روبوتيكا"، بعد أن خاضت جميع تجاربها البدائية لمدة عامين داخل منزلها، لعدم وجود صالات أو أماكن للتدريب عن تلك النوعية من الرقصات. نور تقول إنها واجهت الجمهور من خلال مشاركتها عن طريق أصدقائها المعجبين بما تفعله في إحدي مسابقات الرقص لتحصل علي المركز الأول، ثم اتجهت لتحميل فيديوهات رقصاتها علي مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، و"يوتيوب"، و"إنستجرام"، لتعريف الفتيات أكثر بذلك الفن. تضيف، أنها سعت للالتحاق بهذا المجال أكثر حينما شاهدت فيلمًا أجنبيًا صدفة عن الرقص، وقلدت حركة الرقبة التي كان يفعلها أحد الممثلين، واستطاعت تقليده فعلًا فبدأت رحلة البحث عبر موقع "يوتيوب"، لتبحث عن أنواع الرقص الغربية الحركية لتجد ما رأته وأعجبت به دون معرفة أي معلومات عنه، وأبسطها اسمه حتي وجدت فيديوهات عن فن ال"کOBOT"، وبدأت في رحلة التقليد. وعن سر إعجابها وارتباطها الشديد بهذا الفن، قالت إنها حينما تعلو بخفة عن الأرض، وهي تقف علي أطراف أصابع قدميها، وتمدد يديها للأعلي ليتشابكا، وتتمايل كما تفعل راقصات البالية اللاتي كانت تشاهدهن علي التلفاز، دون أن تعرف اسم ما يفعلنه، تشعر بمُتعة غريبة، وتكتشف نفسها فجأة وكأنها فراشة طائرة فوق الأرض وتكاد يدها تلمس السماء، مضيفة: "لم أكن أتوقع أن تقليد تلك الحركات التي كنت أشاهدها وأنا صغيرة، وأجوب المنزل بها، ستصبح يومًا ما هي كل حياتي، لقد كانت تلك الخطوات الصغيرة بدايات حقيقية لاحترافي ال"POOPING ANIMATION". المحترفة الصغيرة، تري أن موضة "الرقص" بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة، لكنها كانت من أوائل الفتيات اللاتي رقصن ال"بوبينج أنيمشين"، منذ عام 2009، ولذلك قررت عدم الابتعاد نهائيًا عن المجال الذي تعشقه فاختارت أن تكون دراستها في كلية التربية الرياضية حتي تصير "مُدربة" "POOPING ANIMATION" في يوم من الأيام. وقالت نور: "من خلال ال"POOPING ANIMATION" أُخرج مشاعري، وأُعبر عن الموسيقي بجسدي بطريقة مناسبة، فالرقص يُمثل لي السعادة.. مبسوطة.. متضايقة.. برقص.. هو أحلي حاجة في حياتي"، مشيرة إلي أن لها حركاتها الخاصة غير القواعد المعروفة للرقص مثلما ينص ذلك النوع من الفنون بأن يكون لكل فنان ال"ستايل" الخاص به، والذي يتفرّد به دون غيره. مؤخرًا خضعت المحترفة الصغيرة لجلسة تصوير مع المصور الشاب جهاد سعد صاحب صفحة "روبابيكيا" علي "فيس بوك"، وكانت الفكرة مجنونة، حيث قرر الثنائي أن يكون ال"سيشن" من قلب شوارع القاهرة، لتُسجل لحظاتها أثناء ممارسة رقص ما تحبه وسط الشوارع وبين الناس دون قيد، لإيمانها بأنها لا تفعل ما تُلام عليه فهي ليست عارية أو ترقص بشكل مستفز. جلسة التصوير هذه لاقت ردود أفعال كبيرة علي صفحات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون نموذجًا للتحدي والإصرار علي مواجهة العادات والتقاليد البالية، والتغلب علي أي قيود تمنع الشخص من ممارسة ما يحب أمام الجميع. وقال المصور الشاب، جهاد سعد، عن التجربة، إنه أُعجب بشدة بما تُقدمه نور من خلال مشاهدته لأحد العروض لها علي اليوتيوب، فتواصل معها وعرض عليها تصويرها بين الناس وهي تؤدي تلك الرقصات المُدهشة، فوافقت علي الفور رغم اعتبارهما أن التجربة قد تكون جريئة، مضيفًا: "نظرات الناس الغريبة لنا بقدر كبير واندهاشهم بما تفعله نور كان أمرًا مُثيرًا، لكنهم سرعان ما اندمجوا معها والتفوا حولنا وظلوا يصفقون بحرارة مع كل حركة مميزة لنور". الصور إهداء من/ جهاد سعد - »روبابيكيا»