رغم أهمية وحيوية وتوقيت المؤتمر العالمي الأول، للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الذي عقد بالقاهرة يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين تحت عنوان: »التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة» فقد كشفت كلمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عن عورات وثغرات وأخطاء في ممارسات المتصدرين للفتوي في العالم الإسلامي، أولها : اسم المؤتمر نفسه الذي كان ينبغي أن يحمل عنوان »فقه الجاليات المسلمة» وليس الأقليات المسلمة، لأن الإسلام لا يعرف مصطلح الأقليات ولكنه يعتبر كل إنسان يعيش علي أرض بلد معين هو مواطن له كل الحقوق وعليه كامل الواجبات، وقد أكد الرسول صلي الله عليه وسلم ذلك في وثيقة المدينةالمنورة بين المسلمين واليهود.. وهذا ثابت ومؤكد في التشريع والفقه الإسلامي. كما تحدث فضيلته عن كثير من الإشكاليات في الفتوي، منها جمود الفتوي وعدم التجديد وإغفال إنزال الفقه علي الواقع، وعدم مراعاة روح العصر وإهمال مشكلات الناس اليومية، مما فتح الباب للدخلاء والمتشددين وغير المتخصصين ليلعبوا بعقول الناس، ويبثوا أفكارا ضارة، تهدم ولا تبني، وتدمر ولا تعمر، وتنشر الفُرقة والصراع والكراهية، بدلاً من الحب والتسامح والتعاون والتراحم. وبغض النظر عن توصيات وقرارات المؤتمر التي نعرف سلفاً أنها لن ينفذ منها إلا القليل، فإننا نأمل من الأزهر ودار الإفتاء المصرية، أن يكون لهما قصب السبق في هذا المضمار فالأزهر بإماكاناته وعلمائه وكوادره، وبما له من مصداقية ومكانة في العالم كله، يمكن أن يضطلع بهذا الدور الحيوي والمهم، ومن يساهم في ذلك من الهيئات الإسلامية في العالم فمرحباً به.
ومما يؤخذ علي المؤسسة الإسلامية في مصر، أن تعقد مؤتمرين إسلاميين عالميين في نفس التوقيت وهما مؤتمر دار الإفتاء يومي الاثنين والثلاثاء، ومؤتمر دور المرأة المسلمة في التنوير بجامعة الأزهر يوم الثلاثاء، وهذا عدم تنسيق كان ينبغي تلافيه، خاصة أن الأزهر وجامعته والأوقاف ودار الإفتاء يكمل بعضهم بعضاً وتعودنا دائماً منهم علي التعاون والتكامل فيما بينهم .. وهو ما نرجو أن يستمر ويترسخ.
شكر مستحق للدكتور إبرهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر ونوابه ورؤساء المدن الجامعية، فلأول مرة منذ سنوات يتم تسكين أغلب الطلاب خاصة في الأقاليم خلال أسبوعين من بدء الدراسة، كما وعد رئيس الجامعة، ومن المنتظر تسكين باقي الطلاب خلال الأسبوع القادم بإذن الله. ولكن السؤال المحير هو لماذا تم إخراج الطلاب الحاصلين علي تقدير جيد من المدينة، بحجة عدم تسكين الطلاب الحاصلين علي أقل من جيد جداً!! وهناك عدد كاف لملء المدن الجامعية من الطلاب الحاصلين علي تقدير جيد. نرجو أن تراعي جامعة الأزهر ظروف الطلاب المغتربين، خاصة عندما يكونوا فقراء ومتفوقين.
إلي متي سيظل أبناؤنا الجنود في سيناء يقتلون بدم بارد؟ وإلي متي سيظلون يدفعون ضريبة الوطن من أرواحهم ودمائهم؟ وهل نحن عاجزون عن حمايتهم من عصابات الإرهاب والخارجين علي القانون؟! ولماذا لا يتم تسليح هؤلاء الضحايا وحمايتهم الحماية الكافية حتي لا يظلون لقمة سائغة لعصابات الدم والخيانة والإرهاب؟ إن قلوبنا لتتقطع ألماً وحسرة وحزناً علي زهرات شبابنا وفلذات أكبادنا الذين تزفهم نعوش الموت بدلاً من أن تزفهم الأفراح والأعراس.. رحم الله شهداء الواجب ولعن الله تجار الدماء وعصابات القتل والإجرام.