إنتقد د. أحمد الطيب الإمام الأكبر مؤسسات الافتاء ولجان البحوث الفقهية، واتهمها بالتمسك بفقه النصوص، وطالبها بتفعيل مباديء فقه الواقع، كما انتقد الإمام الأكبر مصطلح "الأقليات" وبرأ الإسلام منه مدللاً بوثيقة المدينةالمنورة، وطالب بترسيخ مفهوم المواطنة في الفقه والفكر الإسلامي، مطلقاً مباديء هامة في تجديد الخطاب الديني، وطالب الإمام الأكبر في غضون ذلك بتفعيل الرؤية المقاصدية، التي تسبب غيابها في وقوع الأحداث التي ألمت بالعالم الإسلامي، وقال إن الرؤية المقاصدية تخدم النظرة الإجتهادية. .. وفاجأ الإمام الاكبر الحاضرين بمؤتمر دار الافتاء عندما هتف: أنا قبلكم أول من يتحمل المسئولية أمام الله وأمام المسلمين" قاصداً عدم إفادة ملايين المسلمين من فتاوي وفقه علماء المجامع ولجان البحوث الفقهية وتركها حبيسة المجلدات بدلاً من تبليغها للمسلمين. وضرب د. الطيب مثلاً لانفصام فقه النص عن الواقع، قائلاً إن الإحصائيات أثبتت أن ما يزيد عن 90 بالمائة من أطفال الشوارع، هم ضحية فوضي الزواج وفوضي الطلاق. وأكد د. شوقي علام مفتي الديار المصرية أن المؤتمر يأتي في وقت بالغ الأهمية والخطورة، كما أن هناك تيارات متطرفة تشرع للفتاوي الضالة التي تأخذ العنف سبيلاً لها؟! مضيفاً بأن حالة من الفوضي الإفتائية التي تصدر عن غير المتخصصين خاصة في الجاليات الإسلامية في العالم كما في حالة داعش التي تصدر فتاواها في إعلام داعشي ب 12 لغة فهي تصل إلي القاصي والداني وهذا هو الخطر الكبير. لهذا فإن دار الإفتاء تتبني فكرة تدريب الأئمة والدعاة في هذه الأقليات للتعاطي مع الواقع ونشر الفكر المستنير الفاهم لتعاليم الدين الحنيف. وطالب فضيلة المفتي في كلمته بضرورة إيجاد منظومة علمية يكون من شأنها تحديد المفاهيم الإفتائية وضرورة الوقوف علي واقع الأقليات المسلمة لفهم قضاياهم ويتجلي في هذه الحالة فقه الأولويات لهذه الأقليات خاصة فيما يتعلق بالفتوي. وأختتم المؤتمر أعماله بعدة توصيات، تضمنت المسارعة إلي العناية بتقريب الفقه الإسلامي المعاصر للجاليات المسلمة حول العالم وترجمة عيون الفتاوي المناسبة لاحوال المسلمين في الخارج للغات البلاد المختلفة. والدعوة إلي الالتفاف حول المرجعيات الإسلامية الكبري في العالم وعلي رأسها الأزهر الشريف ومنهجه الوسطي الجامع بين الحفاظ علي النصوص والتراث والحفاظ علي المقاصد والمصالح. وأعتماد فتاوي المجامع الفقهية مثل مجمع الفقه الاسلامي بجدة ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ومجمع الفقه بالهند فتاوي مرجعية مع مراعاة تغير الفتاوي بتغير المكان والأحوال والأزمان. ودعم جولات الزيارات المتبادلة للمفتين المؤهلين المعتمدين وللمتدربين علي الإفتاء في قضايا المسلمين في الخارج. والعناية الخاصة بالمسلمين الجدد بإصدار مناهج تعليمية معتمدة لتعليمهم صحيح الدين، وإصدار برامج تدريبية ومعسكرات تثقيفية يرد فيها علي فتاواهم وأسئلتهم بشكل صحيح. والدعوة لعمل قاعدة بيانات للمراكز الإسلامية الموجودة في دول العالم المختلفة، مع التعريف بها، والتعاون معها لكونها وسيلة للتواصل بين المسلمين حول العالم، ووسيلة للحوار بين العالم الإسلامي والآخر، الدعوة إلي أهمية إصدار تشريع يجرم الفتوي من غير المتخصصين ودعوة الجميع إلي تفعيله والالتزام به. ودعم البرامج التدريبية التي تقدمها الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لرفع مهارة، وكفاءة الدعاة وأئمة المساجد الإفتائية. إنشاء لجان علمية لتنفيذ توصيات المؤتمر ترفع تقارير دورية للأمانة حول سبل وضع هذه التوصيات موضع التنفيذ. علماء العالم يتحدثون ل »اللواء الاسلامي» ص 8