بابتسامة ربيعية وطلة مميزة تسحر القلوب نجحت الفنانة الاعلامية نجوي إبراهيم في جذب مخرجي السينما إليها، فرشحها المخرج يوسف شاهين في أول أعمالها فيلم »الأرض» عام 1970، الذي أظهرت فيه موهبة حقيقية ثم قدمت فيلم »فجر الإسلام» عام 72 للمخرج صلاح أبو سيف، ثم توالت بعدها الأفلام منها »العذاب فوق شفاه تبتسم» لحسن الإمام و»خائفة من شئ ما» ليحيي العلمي، و»المدمن» ليوسف فرنسيس، و»السادة المرتشون» لعلي عبد الخالق. ولكنها تعتبر فيلمي »الرصاصة لا تزال في جيبي » لحسام الدين مصطفي عام 1974، و»حتي آخر العمر»عام 1975 لأشرف فهمي - وكلاهما عن حرب أكتوبر المجيدة - من أحب الأفلام إلي قلبها وتشعر بفخر وسعادة لانها ساهمت في تخليد هذه الذكري الغالية.. وعن ذكرياتها في تصوير الفيلمين تفتح الفنانة نجوي ابراهيم قلبها في السطور التالية. كيف تم ترشيحك للمشاركة في بطولة فيلم »الرصاصة لا تزل في جيبي»؟ - في البداية أحب ان اقدم تحية واجبة لكل رجال القوات المسلحة الذين صنعوا النصر في حرب أكتوبر المجيدة، وما زالوا يصنعونه حتي الآن ويوفرون لنا الأمن والأمان والحماية من كل أعداء الوطن في الداخل والخارج، حرب أكتوبر التي أثبتت قدرة القوات المسلحة المصرية علي قهر الصعاب ومواجهة التحديات وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الزائفة التي صنعتها أجهزة الإعلام الغربي لقد فوجئت عام 74بالمنتج القدير رمسيس نجيب يرشحني لبطولة فيلم »الرصاصة لا تزال في جيبي » بعد العبور بشهور قليلة وعندما علمت أن القصة عن حرب أكتوبر رحبت علي الفور دون ان اعرف اي تفاصيل ثم وجدت فريق عمل متميز وكنت سعيدة لمشاركتي في أول فيلم يتناول العبور العظيم وأجسد من خلاله شخصية فاطمة التي ترمز لمصر. كيف كانت كواليس الفيلم وفريق العمل؟ كانت كواليس رائعة، حيث جمع الحب والاحترام والالتزام فريق العمل من كبار الفنانين محمود ياسين ويوسف شعبان وحسين فهمي وعبد المنعم إبراهيم حيث كان موعد تجمعنا 5 صباحا وكنا نصور مشهد الريف في قرية »تفهنا العزب» احدي قري مركز زفتي التابعة لمحافظة الغربية في منزل اللواء محمود إمام الذي إستضاف طاقم التصوير والفنانين، وطوال فترة التصوير كان يوجد حماس وفرحة كبيرة بهذا الفيلم والكل يبذل أقصي جهده ليخرج الفيلم في أفضل صورة لدرجة أن المنتج رمسيس نجيب كان يحضر التصوير يوميا رغم ظروفه الصحية واستعان بخبراء معارك من ايطاليا وفرنسا لتنفيذ المشاهد الحربية كما أن القوات المسلحة كان لها فضل كبير في أن يخرج هذا الفيلم إلي النور حيث وفرت لنا الجنود والمعدات المستخدمة في المعارك في أمكان الحرب الحقيقية. ما أصعب مشهد تعرضت له أثناء التصوير ؟ - مشهد وقوعي في الترعة عندما يستقبلني الفنان محمود ياسين وقد تمت إعادته أكثر من خمس مرات حيث تم حفر ترعة صغيرة لتصوير هذا المشهد والمفروض أن أقع في الطين أثناء عبوري إلي محمود ياسين وهو يساعدني علي النهوض فكانت كل مرة أقع فيها يطلب المخرج حسام الدين مصطفي إعادة المشهد فأذهب واستبدل الملابس وأعود وأقع في الطين ثم أعيد المشهد مرة أخري وظللنا هكذا طوال اليوم حتي أقتنع حسام الدين مصطفي بالمشهد في المرة الخامسة ولا أنسي رقي الفنان يوسف شعبان معي أثناء تصوير المشاهد التي تجمعنا حيث كان يراجع معي كل مشهد قبل التصوير والحمد لله انتهي التصوير بعد 9 شهور من العمل المتواصل ليخرج إلي النور ويحقق نجاحا كبيرا. شاركتِ في فيلم آخر عن حرب أكتوبر هو »حتي آخر العمر».. فماذا عن كواليسه وأبرز الذكريات؟ - بدأ تصوير أحداث الفيلم عام 1975وكانت روح النصر مؤثرة علي فريق العمل ولهذا تم التصوير في مستشفي القوات المسلحة بالمعادي والعجوزة وتم تصوير جنود حقيقيين كانوا لايزالون يعالجون من آثار حرب أكتوبر واستقبلونا بروح حلوة.. ومن ذكرياتي مع هذا الفيلم أنني ظللت شهرا كاملا أذهب يوميا إلي نادي الفروسية لكي أتعلم ركوب الخيل حتي أصور مشهدا مدته ثوان وأثناء التصوير في نادي المعادي أحضر لي المخرج أشرف فهمي حصانا هادئا وكنت فوق الحصان أصور المشهد مع الفنان عمر خورشيد وكان المفروض ان أنصرف بالحصان فرفض الحصان ان يمشي فطلب مني المخرج ان اضربه في نهاية المشهد حتي يتحرك لكنه جري بي بأقصي سرعة ووقعت من عليه وأغمي عليّ وبعد ذلك طلب المخرج إعادة تصوير المشهد مرة أخري.. في رأيك هل نجحت السينما المصرية في توثيق حرب أكتوبر؟ - بالتأكيد حرب أكتوبر تحتاج إلي عدد كبير من الأفلام الضخمة حتي تلقي الضوء علي هذا الحدث العظيم من جميع جوانبه وعلي قصص البطولات الرائعة التي تتضمنها، وإذا كان ما تم إنتاجه من أفلام تناولت حرب أكتوبر قليلا جدا فهذا يرجع لأنها كانت من إنتاج القطاع الخاص الذي حاول ان يشارك الشعب المصري والعربي فرحة الانتصار فأقبل علي إنتاج بعض الأفلام لكن الأفلام الحربية تحتاج إلي إنتاج ضخم جدا ومن الصعب ان تتحمله شركات إنتاج خاصة بل علي الدولة ان تتولي هذا حتي نقدم عملا فنيا ضخما يوثق لحرب أكتوبر المجيدة.