هكذا وكما تعودنا طلع علينا الدكتور محمد البرادعي الذي اصبح يتقمص شخصية »أم قويق» بالنسبة للوطن المصري. انه لم يعد يظهر علينا في تغريداته الإلكترونية الحاقدة سوي بمناسبة الكوارث التي تلحق بمصر. انه يتعمد ان يتجاهل أن ما يحدث ليس الا وليدا للظروف الصعبة والسلوكيات الخاطئة المتولدة عن اخطاء ثورة 25 يناير التي تعرضت لها مصر. إن اخطر ما شهدته تلك الفترة التي حكمت فيها جماعة الارهاب الاخواني حليفة البرادعي والتي تدين بالولاء والعمالة لولية نعمته امريكا. آخر تغريدات »أم قويق» الذي يتوهم علي غير الحقيقة انه »سوبرمان» رغم احترافه الهرب من المسئولية في اي وقت يمكن الاحتياج فيه اليه.. للمشاركة في تحقيق ما نحلم به جميعا. حاول بهذه التغريدة خداع واستجداء الشعب المصري الذي اكتشف حقيقته حيث لجأ الي القيام بدور »الندابة» بالنسبة لغرق سفينة رشيد التي كانت تحمل المئات من المهاجرين غير الشرعيين من جنسيات متعددة واغلبيتهم من مصر. هؤلاء الضحايا كانوا يستهدفون الهرب تسللا بحرا من شرف المشاركة في بناء مصر إلي سراب اسمه أوروبا. في اطار عدائه وحقده حاول ان يلصق تهمة هذه الكارثة التي أبكت واحزنت كل المصريين لنظام الحكم في مصر دون مراعاة للالتزام بالامانة. تعمد اغفال ان معظم الهاربين لا يعانون ايجاد فرص عمل في مصر وانما سقطوا ضحايا لوهم إنهم سيحققون ثراء سريعا دون ان يدركوا ان مغامرتهم ستكلفهم حياتهم. الغريب والمثير في تغاريد »ام قويق» التي تحمل اسم البرادعي الذي كان يوما وقبل ثورة 25 يناير أملا للمصريين.. انه لم يتعرض يوما بالتعليق علي حوادث غرق سفن مشابهة انطلقت من دول اخري تحمل مهاجرين من جنسيات غير مصرية. هذا التعاطف المزيف الذي يمثل الندب لا هدف من وراءه سوي تشويه صورة مصر. حيث ان اهتمامه يتركز علي خدمة ولية نعمته امريكا وارضاء ادارة اوباما المتآمر. اعتقد ان »ام قويق» التي صُدمنا فيها منذ هربه من مصر ليس من هدف له سوي نيل مباركة من يقومون برعايته. انه لا يريد ان ينسي انهم كانوا وراء تعيينه في منصبه بمنظمة الطاقة النووية في فيينا حتي اصبح مديرا لها. ما يقوم به هو رد لهذا الجميل. كان المقابل الذي قدمه مساندة اهدافها العدوانية التي كان من بينها ميوعة موقفه من التبريرات التي اتخذتها لشن حربها التدميرية ضد دولة العراق العربية عام 2003 ابان رئاسة بوش الابن لامريكا.لقد جرت محاولة لاستقطابه لهويته الوطنية- بالتقدير والتكريم - بعد حصوله علي جائزة نوبل وهي الجائزة التي نالها بايحاء وتدخل واشنطن لكنه وللاسف كان قد قرر ان يظل عميلا لولية النعم التي كانت وراء وصوله الي قيادة منظمة الطاقة النووية لتحقيق مصالحها. ظهر ذلك جليا وواضحا بعد ظهوره علي سطح الاحداث بعد ثورة 25 يناير حيث كانت مهمته خدمة المخطط الامريكي في اشاعة مايسمي بالفوضي الخلاقة والتمهيد لوصول جماعة الارهاب الاخواني الي حكم مصر. انكشف هذا الدور في تأييده لواقعة تجمعات الاخوان الارهابية في رابعة العدوية الموجهة ضد سيادة الدولة المصرية ورفضه اتخاذ اجراءات فضها باعتباره عملا غير مشروع موجها ضد ارادة الشعب المصري الرافض لحكم هذا الكيان الارهابي. وكعادته دائما وتناقضا مع دعوي الديمقراطية التي يتشدق بها فقد رفض الاجماع الشعبي المعارض المتمثل في ثورة عشرات الملايين من المصريين ضد الجماعة الارهابية عميلة الولاياتالمتحدةالامريكية. كان سلاحه امام هذا الاجماع المنقطع النظير .. الاستقالة والهرب من المسئولية الوطنية المتمثلة في منصبه كنائب لرئيس الجمهورية الي خارج مصر. اختار طواعية ان ينضم الي جوقة العداء للدولة المصرية بعد نجاح ثورة 30 يونيو. ما كان يمكن بأي حال من الاحوال القبول بان تكون شخصية بهذا الشكل رئيسا أو مسئولا للدولة المصرية ليجعل منها تابعا و»دلدولا» لراعيته أمريكا. ان كل ما هو مطلوب من »ام قويق» البرادعي ان ينقطنا بسكوته حتي يغفر الله له ما ارتكبه من ذنوب في حقنا وحق هذا الوطن.