»السينما وطن لايستطيع أن يحتله أحد».. وهي أيضا سلاح مقاومة لكل عناصر الفساد والاحتلال.. السينما حافظة للتاريخ.. عاكسة للواقع ومرآة المستقبل. »السينما وطن لايستطيع أن يحتله أحد».. كلمات لأحد رموز المقاومة في الحياة والفن.. المخرج الفلسطيني القدير »رشيد مشهراوي»: الذي يعرض له في إطار الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي »أرض الحكاية» وذلك في إطار ستة أفلام تعرض عن »القدس في السينما» تركز وتوضح أهميتها العربية.. خاصة أن هذه الدورة تحمل عنوان »السينما والمقاومة» وتتخذ منه شعارا.. وتحتفي بثلاث دول عربية ضيوف شرف »سوريا .. فلسطين .. الجزائر».. مازالت فلسطينوسوريا تقاومان مايحدث علي أراضيهما سواء من قبل المستعمر الإسرائيلي في فلسطين أو جماعات الإرهاب والتطرف في سوريا، بينما الجزائر »نجَّاها» الله وأنقذها بفضل المقاومة الباسلة لأبنائها رجالا ونساء وأطفالا سواء للمستعمر الفرنسي أو خلال العشرية السوداء التي عانت فيها من الإرهاب والتطرف. وإذا كانت دورة هذا المهرجان تحمل اسم الفنانة القديرة »يسرا» التي تعد واحدة من أهم فناناتنا اليوم وتمتلك تاريخا سينمائيا طويلا مشرفا تستحق أن يتم تكريمها عليه فإنه بهذه المناسبة يصدر عنها المهرجان كتابا من تأليف الصديقة العزيزة الناقدة (علا الشافعي) وهو قراءة نقدية لأدوارها وأفلامها. في هذه الدورة التي يرأس لجنة تحكيم أفلام المسابقة الدولية للأفلام الروائية المخرج والكاتب الأفغاني الكبير »عتيق رحيمي» الذي يعيش في فرنسا منذ ثلاثين عاما وأكثر بعدما غادر بلاده في ظل ظروف شديدة الصعوبة.. وتضم اللجنة في عضويتها كلا من الممثلة الأسبانية القديرة »لويزا جافاز» التي تعد واحدة من أكبر وأهم ممثلات أسبانيا.. وسوف يتم تكريمها هي والمخرج الكبير »عتيق رحيمي».. كما تضم اللجنة الممثلة اليونانية »ماريا زو باناكي».. ومن مصر المخرجة القديرة »هالة خليل».. والممثلة الشابة »حنان مطاوع». وتضم المسابقة 15 فيلما من خمس عشرة دولة.. أما الدول المشاركة في مختلف أقسام المهرجان فيبلغ عددها 29 دولة. هذه الدورة شديدة الثراء ببرنامجها المتعدد.. وأفلامها المختارة بعناية شديدة.. وندواتها المتنوعة.. وضيوفها الذين يمثلون علامة فنية كل في مجال تخصصه يعود الفضل فيها لذلك للصديق الناقد »أمير أباظة» رئيس المهرجان ورئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما. يشاركه فيها فريق عمل كتيبة مميزة يقودها بحرفية شديدة علي رأسهم الصديقة الغالية »مرفت عمر» المدير الفني للمهرجان. المجموعة الكبيرة من الأفلام الجادة التي يعرضها المهرجان وتمثل أحدث ما أنتج في السينما العالمية.. والكثير يعرض لأول مرة عرضا عالميا أول مثل الفيلم الفرنسي »الحالم المستيقظ» للمخرج الفرنسي »بول فاكيالي» الذي تدين له السينما الفرنسية بالكثير خاصة في السبعينيات والثمانينيات حيث إنه استطاع من خلال شركته الإنتاجية أن يساند الكثير من شباب المخرجين. في هذا الفيلم استطاع »بول» أن يجمع أربع أيقونات من السينما الفرنسية »كاترين دينيف»، »إديت سكوب»، »فرانسواز آمول» و»آني كوردي» بالإضافة إلي قيامه بالدور الرئيسي والممثل الشاب باسكال سيرفو. وقد عرض الفيلم في البرنامج الرسمي لمهرجان كان وهذا هو عرضه الأول خارج فرنسا. والفيلم شديد الإنسانية ممتع في حواره مثل خيوط الدانتيلّا متشعب في علاقته من خلال العجوز »رودولف»، »وابنه لوران» الذي يعيش معه.. ولمدة تزيد عن الثماني سنوات يستعرض مع والده تاريخ وأسلوب حياته أو بمعني أدق غرامياته وعلاقاته النسائية. في البداية تعتقد أن الابن الكسول يفضل الإقامة مع والده ليرث كل ممتلكاته لكننا نكتشف عمق العلاقة الإنسانية التي تجمع بينهما.. ليظل الحوار الممتع الجميل أجمل ما في الفيلم الذي يحمل في طياته الكثير من ملامح من كبروا في السن وباتوا يعيشون بمفردهم بالإضافة لمعانٍ راقية عن الحب في حياتنا. »حظ سعيد يا جزائر» فيلم رائع لمخرج شاب واعد (فريد بن تومي) يشارك في بطولته الممثل القدير »سامي بوعجيلة» ذو الأصل التونسي والذي يعيش في فرنسا منذ زمن طويل.. الفيلم كانت مجلة (آخر ساعة) أول من عرضته منذ فترة.. وهو عن رجل يحاول أن ينقذ شركته للتزحلق علي الجليد فيقرر أن يشترك باسم الجزائر في المسابقة الرسمية. الفيلم مليء بالمواقف الإنسانية من خلال صداقة جميلة تجمع بينه وبين شريكه.. وبين زوجته التي تناصره بشدة وأهله الذين يدعمونه وكل أبناء الجالية الجزائرية في فرنسا.. إنه فيلم عميق شديد المتعة.. يجعل من مخرجه الشاب »نجما» في عالم الإخراج.. الجدير بالذكر أن »فريد» رفض أن يشارك بفيلمه في عديد من المهرجانات العربية محتفظا به لمهرجان الإسكندرية الذي يعد اليوم واحدا من أهم المهرجانات العربية كلها.