عيون العالم من عشاق الفن السابع المغرمين بالسينما.. تتجه نحو مدينة «كان» أجمل شواطئ الريفييرا الفرنسية.. التي يقام بها أشهر مهرجان سينمائي في العالم يحمل اسمها وهو يحتفل هذا العام بدورته التاسعة والستين.. وكان من المفترض أن تكون الدورة السبعين لولا أن المهرجان توقف عام 1939 ولم تقم الدورة بسبب الحرب العالمية الثانية. علي لطفي.. و»علوش« في مسابقة الأفلام القصيرة »ربيع« اللبناني.. وأسبوع النقاد في هذه الدورة التي جاء شعارها من أحد أفلام «جودار»، «الاحتقار» الذي عرض عام 1963 وكان من بطولة بريجيت باردو وميشيل بيكولي وهو يعد «أفيشا» مبتكرا للغاية حيث تم أخذه من إحدي لقطات الفيلم. المخرج الأسترالي الكبير «جورج ميللر» يرأس لجنة التحكيم الدولية التي تضم أربعا من النساء من بين ثمانية أعضاء.. يحكِّمون بين واحد وعشرين فيلما من ست عشرة دولة. من الولاياتالمتحدةالأمريكية الممثلة «كريستين دانست» والمنتجة والمخرجة والممثلة الإيطالية الشهيرة «فاليريا جولينو» والمخرجة الإيرانية «كتايون شهابي» التي تعد من أبرز الوجوه السينمائية في إيران خاصة في مجال الإنتاج، هذا بالإضافة لكل من الفنانة الفرنسية القديرة «فانيسا بارادي» والممثل الكندي دونالد سوزرلاند.. وكل من الممثل المجري «لازلوتيمز» والدانمركي مادزميكليش». أما لجنة تحكيم «نظرة ما» التي تفتتح بالفيلم المصري «اشتباك» للمخرج الشاب «محمد دياب» فبعد غيبة مصر عن المهرجان مدة أربع سنوات فإن رئيستها هي «مارثا كيللر» السويسرية الممثلة الشهيرة.. وعضوية كل من المنتجة والممثلة النمساوية «جيسكا هوستي» والمخرج والممثل والمنتج المكسيكي «دييجو لونا».. والمخرج السويدي «روبن أوستلاند» وأخيراً الممثلة الفرنسية الشابة «سيلني سالتي».
وللمرة الثالثة يتم اختيار المخرج والممثل الأمريكي «وودي آلان» ليكون فيلمه الأخير «مجتمع القهوة» فيلم الافتتاح الذي تدور أحداثه في الثلاثينيات في هوليوود.. وحنين لهذا العصر الذهبي لهذه المدينة من خلال شابين «شاب وفتاة» يخطوان أولي خطواتهما في عالم الفن والشهرة. والحقيقة أن هذه تعد سابقة في تاريخ مهرجان «كان» أن يُختار فنان ثلاث مرات لافتتاحية المهرجان.. ففي هذا تكريم «لوودي آلان» الذي تجاوز الثمانين من العمر ومازال يعمل. والفيلم بطولة كل من «ستيف كاريل».. جيس إيزنبرج.. وكريستين ستيوارت. وإذا كان «وودي آلان» هو نجم حفل الافتتاح في «كان».. فإن السينما الأمريكية محتفي بها أيضا من خلال تكريم خاص لواحد من عمالقة التمثيل بها الفنان «روبرت دي نيرو» الذي سوف يعرض له أحدث أفلامه «يد من حجر» وذلك يوم السادس عشر من مايو حيث سيقام عرض سينمائي واحد خاص في إطار البرنامج الرسمي للمهرجان، الفيلم من إخراج المخرج الفنزويلي «جوناثان جاكوبوفيتش» وفيه يقوم «دي نيرو» بدور «راي راسل» المدرب الشهير ومدير أعمال بطل الملاكمة الشهير «روبرتو دوران» من «بنما» الذي ذاع صيته من جراء بطولاته في الملاكمة أيام السبعينيات والثمانينيات ويقوم بدور «روبرتو» الفنان «إدجار راميراز». والمعروف أن «دي نيرو» عاشق لرياضة الملاكمة ومتابع جيد للغاية لكل بطولاتها. «دي نيرو» أعلن عن سعادته لعودته إلي «كان» فقد كان رئيسا للجنة التحكيم بها عام 2011.. كما أنه حصل علي سعفتين من المهرجان الأولي عام 1976 عن دوره في فيلم «سائق التاكسي» «لمارتن سكورسيسي» والثانية عن فيلم «مهمة» عام 1986 وهو من إخراج «رولاند جوفيه». وتضم المسابقة الرسمية أسماء مخرجين معروفين شاركوا في دورات سابقة لمهرجان «كان» علي رأسهم «كين لوتش».. «جيم جارموش» «أوليفييه أسايس»، «إلمو دوفار» و«الأخوان داردين».
وفي مسابقة «نظرة ما» الذي يفتتح بالفيلم المصري «اشتباك» للمخرج «محمد دياب» بطولة «نيللي كريم».. و»هاني عادل».. ويدور داخل عربة الترحيلات عام 2013 أثناء حكم (محمد مرسي) الرئيس الإخواني السابق.. ليتنافس مع سبعة عشر فيلما أخري. أما في مجال مسابقة الأفلام القصيرة فيشارك فيها الفيلم التونسي «علوش» أو «صوف علي الظهر» للمخرج لطفي عاشور والجدير بالذكر أن عدد الأفلام التي تمت مشاهدتها بالنسبة للأفلام القصيرة وصلت إلي (5008) أفلام. وكعادة مهرجان «كان» فإن فرنسا يكون لها عادة نصيب الأسد في المسابقة الرسمية حيث تشارك بأربعة أفلام. أما «درس السينما» فسوف يقوم بتقديمه هذا العام الأمريكي «وليم فريدكين» وذلك بعدما قدمه من قبل «مارتن سكورسيسي» و»ناني موريني» و«تارنتينو»، وهذا «الدرس في السينما» سيقام بقاعة «يونيل» ويديره الناقد «ميشيل سيمون». و«وليم فريدكين» هو واحد من أهم الوجوه السينمائية البارزة والحاصل علي أوسكار أفضل مخرج عام 1972 بالإضافة إلي العديد من الجوائز من أنحاء العالم. أما في «أسبوع النقاد» الذي يعد واحداً من البرامج المميزة في مهرجان «كان» فقد استطاع اللحاق به الفيلم اللبناني «ربيع» إخراج «فاتش بولفوجيان» وهو فيلم شديد الإنسانية يعكس واقع الإنسان في البحث عن هويته وجذوره.. وذلك من خلال شاب ضرير يعزف في إحدي الفرق الموسيقية وأثناء استعداده للسفر لأوروبا مع الفرقة وتجهيزه للأوراق اللازمة يكتشف أنه ابن «متبني».. فيحاول أن يبحث عن جذوره.
وكعادة إسرائيل في استغلال الأحداث الفنية لتبحث لنفسها عن مزيد من التأييد فإنها تشارك للمرة الأولي في سوق الفيلم وتنتهزها فرصة لتقدم برنامجا باسم (القدس) وهو عن تلك المدينة في السينما وذلك احتفالاً بمرور 60 عاماً علي إقامتها.. ولا أدري متي نستفيق نحن كعرب لنتحد علي الأقل فنياً وسينمائياً لدعم قضايانا بشكل ذكي من خلال أعمال فنية ترسخ في الذاكرة أكثر من مئات الخطب.. إن الصورة تظل عالقة في ذهن المشاهد ربما أكثر من الكلمة. فهل سيتحول «كان» هذا العام إلي ساحة قتال» سياسية تستغلها إسرائيل وتنجح فيها؟