البلح مثله مثل الزيتون والخوخ لدي أهالي شمال سيناء، فموسمه أيام عيد وفرج وفرح يأكلونه طازجا في موسمه، ويصنعون منه العجوة لتكون لهم من مكونات وموارد الغذاء طوال شهور الشتاء الباردة، كما يعتبر موسم حصاد البلح في بعض مناطق سيناء موسما للزواج بعد بيع المحصول كما هو الحال أيضا للزيتون أو الخوخ، وتشتهر مدينتا العريش وبئر العبد، بصناعة »العجوة»، حيث تتجمع العائلات في مثل هذه الأيام وحتي شهر أكتوبر من كل عام لجمع البلح من أشجار النيل ونشره في حرارة الشمس حتي يصبح شكله أسمر ويطلق عليه »الرُطب». لتجهيزه لصناعة العجوة بالطريقة اليدوية. و يقول المهندس ناصر الشوربجي إن أول خطوة هي جمع الرطب وهو البلح، وذلك عن طريق الصعود للنخلة وهز القنوان واستقبال الرطب الساقط علي المشنة التي يحملها صاعد النخلة، ويتام تجميعه علي فرش قطعة من القماش ويجمع كل ذلك ويذهب إلي أماكن التجهيز، ويشير إلي أن العجوة لابد أن تكون مرنة، بحيث يمكن أن يتم تشكيلها علي هيئة أقراص كبيرة يصل وزن القرص فيها إلي 3 كيلوجرامات، ووضعه تحت أشعة الشمس علي »القنوان» لمدة عشرة أيام ويتم تقليبها كل ثلاثة أيام ثم يتم تغليفها وبيعها للأهالي الذين ينتظرون موسم العجوة، ويشير إلي أن أهم خطوة هي الحفاظ عليها من الرمال لأنها معروضة في الشمس وكذلك من العصافير التي تواكب موسم هجرة الطيور إلي سيناء. أما السيدة آمال إبراهيم من العريش، فتحكي لنا دور»المشرات» في صناعة العجوة وتقول إنه يتم فيها تجميع وتصنيع العجوة بداخلها أكشاك مؤقتة يتم تشييدها من جريد النخل، ويتم فيه نشر البلح الرطب والعجوة، وتشير إلي أن النساء وأحيانًا الرجال يقومون بعملية فصل القشرة عن الرطبة بضغطة خفيفة، لتبدأ مرحلة إخراج النواة من الرطبة وفتحها وفرشها علي أجولة الدقيق، و يتم بعدها نقل الرطب إلي »المشرة» علي فرش من الجريد، ثم يوضع علي أجولة الدقيق لمدة ثلاثة أيام يتعرض خلالها للشمس لكي ينضج تمهيدا للصناعة اليدوية للعجوة.