رغم أن اسمها »النجوم » إلا أنها تعيش في »سابع أرض».. حاصرت أكوام القمامة سكانها ، واختلطت مياه الشرب فيها بمياه0»مجاريها »، و»مصرفها » تحول إلي مستنقع للحيوانات النافقة والقوارض ومزرعة للناموس،وهكذا هو الحال في منطقة » النجوم» التابعة لبولاق الدكرور،وفيها سمعنا ورأينا وشاهدنا حكايات وحكايات تدعو إلي الأسي،وكانت البداية من امام مصرف »الرشاح» الذي يتوسط منطقة النجوم، والذي تحول إلي مأوي لالقاء الحيوانات النافقة ومقلبا لالقاء القمامة ناهيك عن الرائحة الكريهة المنبعثة من مياه المصرف الذي يروي الاف من الافدنة المجاورة له.. وكما يقول سعد دياب أحد سكان المنطقة،فالمصرف يمر داخل الكتلة السكنية وأصبح يمثل خطورة كبيرة علي المواطنين ويتسبب في حدوث تلوث خطير وإصابة كثير من الأطفال بأمراض صدرية بسبب حرق القمامة الموجودة به ولكثرة البعوض الناقل للأمراض،مشيرا إلي ان المصرف تم ردم جزء منه وترك جزء آخر بدون تغطية، وتقدم كثير من الاهالي بأكثر من شكوي لإنقاذهم من المصرف الذي أصبح لا يطاق بسبب رائحته الكريهة،موضحا ان الاهالي اعتادوا علي » انزال الحمير والاحصنة للاستحمام » فيه. ويضيف حمدان محمد حسن من سكان المنطقة أن ترعة الرشاح المارة داخل منطقة النجوم تحولت إلي كارثة بيئية حقيقية،فهي تمر علي بعد خطوات من منازل الاهالي،و يقوم أصحاب سيارات »كسح المجاري» بالصرف فيها لعدم وجود صرف صحي بالمنطقة،كما تحتاج الترعة التي يستخدمها الفلاحون في ري زراعاتهم إلي تغطية لأنها علي وضعها الحالي تنقل الكثير من الأمراض الخطيرة والفتاكة خاصة أن هناك مواسير مياه للشرب تمر من خلال الترعة حدثت بها ثقوب أدت إلي اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف، مما جعلنا نشرب مياها طعمها ورائحتها »مجاري» وقمنا بالاتصال مرارا وتكرارا بشركة مياه الشرب ولم يستجب لشكوانا احد. ويشير محمد عبدالمنعم ان حفار الري لا يقوم بتطهير الترعة إلا مرة واحدة في العام،ولا يتم تنظيفها إلا أثناء الانتخابات مضيفا أنه عند مرور المسئولين يقوم جرار التطهير بخلط القمامة بمياه الترعة دون إزالتها،مشيرا إلي أن جميع قمامة سوق بولاق الدكرور من مخلفات الأسماك وفضلات محلات الفراخ تلقي في الترعة. ويضيف عادل سليم :» الميه بتكون صفراء في كل مكان ومصدّيّة والمجاري في الشارع.. ولو عايزين نمشي في شارعنا بنركب توك توك ب5 جنيهات عشان يعدّينا واحنا نجيب منين كل يوم خمسة جنيه عشان نعدّي بس ».يستكمل محروس حمزة : »بنشرب مياه مجاري والأطفال عندها فشل كلوي كل يوم نعملهم غسيل كلوي، شوفولنا حل..احنا بني آدمين »..وتشيرأم ملك إلي أنها عندما تفتح صنبور المياه تكون المياه صفراء أو سوداء اللون ورائحتها سيئة للغاية،فيما يوضح ويقول سيد كمال إن أكوام القمامة ادت إلي توحش الفئران بشكل مبالغ فيه، وتحولت المنازل القريبة من الترعة إلي جحور لتلك الفئران، ولم يجد الأهالي حلا سوي التعايش معها... أما المهندسة مي اسامة،فتشير إلي أن بعض الأهالي يلجأون في بعض الاحيان إلي حرق القمامة ما يسبب الاختناق لنا ولاطفالنا. يأتي ذلك في الوقت الذي يحذر فيه الدكتور علاء اسماعيل أستاذ الأمراض المتوطّنة من أن خلط مياه الشرب بمياه الصرف الصّحي تؤدي إلي أمراض كثيرة مثل الفشل الكلوي والبكتيريا بجميع أنواعها والتي تصيب الاطفال بصفة عامة بسبب مناعتهم الضعيفة مشيرا إلي أنه ثبت من خلال تحليل مياه الشرب وجود نسبة عالية من التلوّث بها،ويقدم الدكتور مدحت الباجوري اخصائي العناية والحالات الحرجة روشتة مؤقتة لسكان كل منطقة تعاني مثل هذه المشكلة،وتتمثل في عدم استعمال مياه الترع والمصارف في غسيل الفواكه والخضراوات او الاستعمال الشخصي،بالاضافة إلي اتباع العادات الصحية السليمة من غسل الايدي بعد قضاء الحاجة وعدم مشاركة الاخرين الادوات الشخصية كالشرب من كوب أو وعاء واحد.