شقت طريقها منذ القدم من أجل تغذية الأراضي الزراعية بالماء، لمدها بكل ما تحتاجه من أجل زيادة معدلات الإنتاج، ولكنها بمرور الوقت تحولت لمصدرًا للخطر والوباء، بدلًا من الخير والنقاء، إنها حال المصارف الزراعية فى القرى، فقد تحول المصرف الموجود بقرية، مناوهلة التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، إلى مستنقعًا بيئيًا يصدر للقرية الأمراض والأوبئة وفي مقدمتها الفشل الكلوي، والفيروسات الكبدية المختلفة، وهو ما يجعل الداء يحاصر أهالي القرية من جميع الجهات. فقد أكد أهالي القرية، أن الترعة تعج بالفئران والحشرات، لاحتوائها على كميات كبيرة من القمامة المتراكمة، مؤكدين أنها تمثل تهديد لصحتهم وخطر على حياة أطفالهم، مؤكدين أن الترعة تحولت إلى مستنقع يفوح بالروائح الكريهة، مطالبين المسئولين بتطهيرها أو ردمها وتخليصهم من خطرها. وأضاف مصطفي جمال أحد أهالي القرية، إن ترعة قرية مناوهلة، مرتعًا آمناً ومحبب للكثير من الحشرات والحيوانات النافقة، فلا مكان للمياه وسط تلال القمامة التي تحيطها من كل جانب، وانبعاث الرائحة الكريهة والأمراض التي تنهش المئات من الأطفال والشيوخ والنساء من أهالي القرية . وأتفق معه عزت فرحات العادلي بقوله "لايوجد مسئولين": فكل شيء تحول في هذه القرية المنسية إلى وباء ينهش أجساد الفقراء، حيث تخاذل المسئولين أدى إلى شح وجفاف الترعة، وعدم توافر المياه اللازمة لري الأراضي الزراعية، الشيء الوحيد الذي يفيض وينتشر ويتوغل هو القاء مياه الصرف الصحي في الترعة مما تسبب الكثير من الامراض مثل الفشل الكلوي وفيروسات كبدي. وأكد" عطيه عبد ربه" موظف بشركة بدر الدين للبترول، وهو أحد أهالي القرية إن الترعة لم يحدث لها تطهير منذ أكثر من 3 شهور ، ولم يأت مسئول واحد ليرى الروائح الكريهة والأمراض، التي يُصاب بها الأطفال بالقرية بسبب القمامة الموجودة في الترعة، وطالب المسئولين بسرعة التدخل وإنقاذ أهالي القرية من الموت بدلًا من هذا التجاهل المميت. وتساءل "عابد فرحات " عمن يعوض الفلاح عما يخسره من صحة وأموال نظرًا لما تسببه الترعة من أمراض للمزارعين، وكذلك عدم توافر المياه بها لوجود الحيوانات النافقة والقمامة، مما يهدد ببوار الأرض الزراعية التي هي مصدر الرزق الوحيد للفلاح.