من الملاحظ في هذه القضية بالذات إنه ليس هناك شريحة واحدة تضم كل المؤيدين لموقف الحكومة وما اتخذته من إجراءات، بل نحن أمام مجموعة تضم شرائح ونوعيات متعددة،...، وكذلك أيضا المعارضون لموقف الحكومة والرافضين للخطوات التي قامت بها، ليسوا جميعا علي قلب رجل واحد.. بل قلوبهم شتي. أتحدث هنا عن المؤيدين والمعارضين للاتفاق مع صندوق النقد الدولي، والقرض الذي تمت الموافقة عليه بصفة مبدئية، وما يتبع ذلك بالضرورة من إجراءات وقرارات تقشفية لابد من اتخاذها، رغم مرارتها وقتامتها الزائدة، وبالرغم من الأعباء التي ستضيفها علي المواطنين. وأحسب انه بات واضحا ان المؤيدين للاتفاق والقرض هم عدة شرائح، تضم في مقدمتها شريحة المدركين لحقيقة الأوضاع الاقتصادية وما بلغته من تدهور شديد ومتراكم، وما وصلت إليه من خلل في الهياكل الرئيسية للاقتصاد، تمثل في الارتفاع الكبير في عجز الموازنة والزيادة الخطرة للمديونية الداخلية وارتفاع نسبة التضخم، ونقص موارد الدولة من العملات الأجنبية، ونقص الإنتاج وزيادة الاستهلاك وتدهور التصدير وزيادة الاستيراد.وهذه الشريحة تؤمن أن كل الظروف والملابسات المحيطة بنا الآن تحتم البدء وفورا في الإصلاح الاقتصادي الشامل، وأن القرض وما سيتبعه من إجراءات تقشفية أصبح ضرورة لازمة ولابد منها رغم المرارة والقتامة،..، ولذلك فهم يؤيدون الحكومة فيما اتخذته وما تنوي اتخاذه من إجراءات وقرارات في هذا الخصوص. وفي موقع وصف التأييد أيضا مجموعة واسعة من الشرائح الاجتماعية المتنوعة في مستوياتها الثقافية والفكرية وأيضا الاقتصادية،..، لكن يجمع هذه الشرائح الأمل والطموح في خروج مصر من أزمتها الحالية، وانطلاقها علي طريق الإصلاح الشامل، كما يجمعهم أيضا الإيمان بأن تحقيق هذا الطموح وبلوغ ذلك الأمل، يتطلب البدء فورا في السير الجاد علي طريق الإصلاح رغم المرارة والقتامة، ورغم الأعباء المتوقعة. هذا عن المؤيدين،....، ولكن ماذا عن المعترضين؟! »وللحديث بقية»