انتهت أحداث مسلسل »الخروج» نهاية تراجيدية، حيث اكتشف الضابطان »ظافر العابدين» و»شريف سلامة» أن المجرم والمتسبب في حوادث القتل صديق البطلين »أمجد»، والذي اعترف في المسلسل بأنه فعل ذلك بدافع الحب، حيث انتقم من صديقه »ظافر العابدين» لارتباطه بدرة » ليلي» وقام بقتلها غرقا في حمام الشقة، وبرر »أمجد»، ما قام به كنوع من تحقيق العدالة في مواجهة مع الضابط »ناصر» شريف سلامة، وهي الرسالة التي أراد المسلسل توصيلها.. »الخروج» بطولة ظافر العابدين، وشريف سلامة، ودرة، وعلا غانم، وإخراج محمد جمال العدل، ومن تأليف محمد الصفتي، الذي يتحدث ل»آخر ساعة» في هذا الحوار عن كواليس العمل والنجاح الذي حققه. رسالة المسلسل »غياب العدل يعني الفوضي» كيف جاءتك فكرة مسلسل الخروج؟ نتحدث في المسلسل عن فكرة العدل، التي نؤكد من خلالها أنه إذا لم يوجد العدل فلن يكون هناك بديل غير الفوضي، وهذا هو الهدف من المسلسل، ونحن قدمناه من خلال قصة بها تشويق وإثارة لكي تجذب المشاهد لاتباعها وكانت وجهة نظري طرح العمل فكرة عميقة في موضوع محبب للشباب في أجواء مشوقة من خلال استعراض للمجتمع وطبقاته العالية والتي مثلها رجال الأعمال الفاسدون وخلل هذه الطبقة، والوسطي والتي تمثلت في حياة الضباط وأسرهم والتقلبات الاجتماعية لديهم والفقيرة التي شاهدناها في شهيرة وشقيقتها وبرجو ومعاناتهم لانحدار حياتهم دائما للأسوأ. لماذا اخترت أن يكون بطل المسلسل ضابط شرطة؟ ضابط الشرطة دائما عنصر جذب في الكتابة بالذات في مصر لأن الشرطة دائما موجودة وحاضرة بصورة قوية في جرائم العنف والقتل بأي صورة أو بأخري وهنا قصدت أن أقوم بتحليل لشخصية ضابط الشرطة من خلال ما نشاهده في حياته الشخصية ومدي انعكاسها علي عمله وأيضا العمل ومدي تأثيره علي حياته الشخصية وكيف أن الاثنين يتبادلان مع بعضهما البعض ومن خلال نمطين لرجلي شرطة مختلفين تمام الاختلاف »ناصر» و»عمر» رغم أني قصدت أن يكونا نموذجين ليس لديهما انحرافات مهنية من خلال عملهما إنما كل مشكلاتهما مجرد مشاكل شخصية ونفسية وهذا أمر طبيعي لدي كل البشر فكان اهتمامي عرض صورة رجل الشرطة في دول العالم الثالث كيف يكون مع طبيعة المشكلات في المجتمع وأيضا قلة الإمكانيات المتاحة وكيف يتعامل في قضية يتعامل فيها »القاتل» بنوع من التحدي والذكاء بشكل جديد ومختلف حتي نموذج لدور اللواء الذي قدمه محمد أبو داوود ليس منحرفا أو فاسدا وإنما شرس في عمله فهو نموذج واقعي لشخصية من مجتمعنا موجودة بالحياة فلم يكن الغرض الأساسي من العمل مهاجمة الشرطة وطرحنا بعض التجاوزات لكن قدمناه بدون أن نفقده مهنيته أو إنسانيته. هل تم تنفيذ سيناريو المسلسل كما كتب أم دخلت عليه بعض التعديلات؟ - كان هناك التزام بالنص المكتوب ولكن بالنسبة لأعمال الأكشن والمطاردات ولاعتبارات كثيرة وضعف التنفيذ هنا بالنسبة لتطبيق هذا النوع علي أرض الواقع يصعب تنفيذها بشكل محترف ولكن بصورة عامة كان هناك التزام بالنص أما بالنسبة لأبعاد مشاهد الأكشن التي تتطلب وقتا طويلا ومصاريف هائلة فاضطررنا إلي تقديم ما يشبه الأكشن لتقديم ما تيسر ولو أنه في النهاية ينعكس علي النتيجة النهائية للعمل ولكن جاء بشكل مرض أحبه المشاهد. هل هناك جزء ثان للمسلسل؟ - مثل هذه النوعية من الدراما تحتمل تقديم أجزاء ولكن لن نقدمها لأن التيمة حرقت، ولو افترضنا وقدمنا جريمة أخري سيصاب المشاهد بملل باختلاق جريمة أخري يتم التحقيق فيها أيضا فهذا أعتبره نوعا من الإفلاس. مبرر القاتل لارتكاب جرائمه هو تطبيق العدالة من وجهة نظره، هل تتفق معه؟ أي مجتمع به مجرم ولم تتم محاسبته يصبح هناك ثأر للانتقام الذي يظل في الصدور كامن حتي يأتي التوقيت المناسب ويحقق الانتقام بشراسة وتعم الفوضي، وما يفعله القاتل في المسلسل هو مثل ذلك، له ثأر مع ناس مجرمة أجرمت ولم يحاسبوا مما يجعله متحفزا أن يأخذ حقه بيده هو نموذج للفوضي.