بالرغم من مرور 3 سنوات علي ثورة يناير إلا أن الانفلات الأمني لا يزال هو الحاكم الفعلي في بعض المناطق التي يبدو انها خارج السيطرة الامنية وكأننا أصبحنا في غابة تسودها البلطجة ويتحكم فيها الخارجين على القانون.. الأسبوع الماضى شهدت المعادى جريمة بشعة ضحيتها طفل يبلغ من العمر 11 سنة بطل السباحة بنادى وادى دجلة خرج من النادى بصحبة والده مستقلين سيارة في طريق عودتهما إلى المنزل وفى شارع زهراء المعادى انشقت الأرض وخرجت منها سيارة جيب بداخلها 3 مسلحين قطعوا الطريق عليهما في محاولة لسرقة السيارة بالإكراه وعندما حاول الأب الهروب منهم أطلقوا النار بشكل عشوائي على السيارة مما أدى إلى مقتل الطفل برصاصة في الرأس أمام والده الذى اصيب بصدمة نفسية وعصبية، وبعد ايام من الجريمة البشعة تمكنت الشرطة من تصفية احد المتهمين وضبط باقي الجناة.. التفاصيل في السطور القادمة محمد عسكر رجل في العقد الرابع من العمر .. تاجر ملابس بمنطقة المقطم.. الاسبوع الماضي فقد نصف قلبه وفقد احساسه بالسعادة والامل بعد مقتل نجله أحمد بطل نادى وادى دجلة في السباحة أثناء محاولة مسلحين سرقة سيارته بالإكراه.. محمد من أسرة مرموقة بالمقطم ليس له أى خصومات مع أحد.. رزقه بطفله الراحل والذي أطلق عليه اسم احمد منذ 11 سنة ولديه ايضا طفلتين في عمر الزهور.. الأب الذي يعمل في تجارة الملابس رجل متواضع الكل يقدره ويحترمه لأخلاقه الرفيعة ومساعدته للفقراء.. كان يعشق نجله أحمد بكل جنون ولم يعتبره نجله فقط بل كان بمثابة شقيقه يقص له أسراره ويحكى له همومه.. وعندما أخبراحمد والده أنه يعشق السباحة وطلب منه أن يشترك له في نادى وادى دجلة لممارسة رياضته المفضلة.. وافق الأب بدون تردد وكان أحمد يذهب باستمرار إلى النادى ويواظب على حضور التمارين اليومية حتى أصبح بطل النادى في السباحة.. وبالرغم من ذلك لم تشغل السباحة أحمد عن دراسته بل كان تلميذاً متفوقاً جميع المدرسين كانوا يتوقعون له مستقبل مشرق.. كان أحمد يذهب كل يوم إلى مدرسته بالتجمع الخامس بعد أن يودع والديه ويعود بعد انتهاء اليوم الدراسى وفي أيام العطلة يذهب أحمد بصحبة والده إلى النادى ليمارس السباحة.. واستمر على ذلك عدة سنوات حتى حدث ما لم يتوقعه أحد. سيارة الموت! يوم الخميس الماضي خرج أحمد بصحبة والده إلى نادى وادى دجلة وبعد انتهاء اليوم استقل السيارة بجانب والده في طريق عودتهما إلى المنزل.. عقارب الساعة تجاوزت العاشرة مساءًا أثناء سير الأب ونجله بشارع زهراء المعادى وبالتحديد بالقرب من كارفور المعادى.. فوجئ بسيارة جيب تسير خلفه وقطعت عليه الطريق مرة واحدة في محاولة لسرقة السيارة بالإكراه.. وترجل من السيارة 3 مسلحين أشهروا البنادق الآلية في وجه الأب ونجله.. وظل الأب بضعة ثوانى عاجزاً عن التفكير لا يدرى كيف ينجو من هذه الورطة.. وقرر أن يهرب منهم بسرعة البرق وأثناء محاولته الرجوع للخلف أطلق الجناة النار بشكل عشوائي على السيارة حتى استقرت طلقة في رأس الأبن ولفظ أنفاسه الأخيرة على الفور، وفر الجناة هاربين ووقف الأب في حالة ذهول بعدما أصيب بصدمة نفسية وعصبية وأخذ يسير بسيارته لعل وعسى أن يجد أحد من رجال الشرطة ليخبره بالحادث، وحاول الاتصال بالإسعاف.. ولكن للأسف لم تحضر سيارة الإسعاف وحضرت قوة من قسم شرطة البساتين برئاسة العميد يحيى الجابرى مأمور القسم وبمناظرة السيارة عثر على جثة طفل يبلغ من العمر 11 سنة بها طلق ناري بالرأس.. وبإخطار اللواء على الدمرداش مدير أمن القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواء أحمد حسن رئيس قطاع الجنوب واللواء عبد النعيم حامد مساعد مدير الأمن والمقدم خالد الدمرداش رئيس مباحث البساتين لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه في أسرع وقت.. ورجحت تحريات المباحث الأولية بأن الجناة من الأعراب وأنهم كانوا يحاولون سرقة السيارة بالإكراه. تم تحرير محضر بالواقعة، وأمر المستشار عمرو حلمى مدير نيابة البساتين وبإشراف المستشار طارق أبو زيد المحامى العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة بتشريح جثة المجني عليه لمعرفة سبب الوفاة واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة. عملية ناجحة وقد أسفرت جهود البحث أن وراء ارتكاب الواقعة كل من علاء الدين سعد عبد البديع عبد التواب31 سنة عاطل ومقيم دائرة قسم شرطة حلوان، وتاج الدين علي تاج الدين علي29 سنة عاطل ومقيم دائرة قسم شرطة حلوان، وعلاء عطيتو كامل عبد الرحيم عاطل ومقيم دائرة قسم شرطة حلوان والسابق اتهامه في عدد 14 قضية أخرهم 3214 لسنة 2010م حلوان " سرقة متجر "، ومحمد سيد قاسم كليب وشهرته " محمد بيضه "عاطل ومقيم دائرة قسم شرطة حلوان مسجل خطر تحت رقم 2005 فئة " ب " سرقة بالإكراه حلوان والسابق اتهامه في عدد 5 قضايا أخرهم 23880 لسنة 2001م حلوان " سرقة بالإكراه "، وأضافت التحريات أن المتهمين مقيمين طرف المدعو عمرو محمد سعد جوده وشهرته"عمرو حمامه " عاطل ومقيم بولاق الدكرور / جيزة والسابق اتهامه في عدد 6 قضايا أخرهم 31998 لسنة 2010م جنح العمرانية / جيزة " خطف حقائب " والهارب من المراقبة علي ذمة القضية رقم 111 لسنة 2010م جنح تدابير بولاق الدكرور لمدة 3 سنوات في القضية رقم 10830 لسنة 2007م بولاق الدكرور " سرقة بالإكراه ". تم استهدافهم بمأمورية ضمت كل من العقيد أشرف عبد العزيز مفتش مباحث جنوبالقاهرة والمقدم خالد الدمرداش رئيس مباحث البساتين والرواد أحمد إبراهيم وأحمد مختار وعمار عبد الحميد ومحمد السيسي وعمرو سالم ضباط المباحث وسمير صبرى ورشاد محمد أمينى البحث بالتنسيق مع قطاع مصلحة الأمن العام وأمن الجيزة والإدارة العامة للعمليات الخاصة وفور استشعار المتهمين القوات أطلقوا أعيرة نارية تجاههم فبادلتهم القوة إطلاق النيران وأمكن ضبط الأخيروبحوزته سلاح ناري " فرد خرطوش عيار 12مم و11 طلقة عيار 8 مم ، فارغ طلقة خرطوش " ، سلاح أبيض " مطواه قرن غزال "، كما تم ضبط محمد شداد عباس سائق ومقيم دائرة قسم شرطة التبين قائد السيارة رقم ي ق ر 217 ماركة هيونداي فيرنا " أجرة " ملك والده مصاب بطلق ناري بالقدم اليسرى وبحوزته سلاح ناري " فرد روسي عيار 7.62×39مم و5 طلقات من ذات العيار " وفر باقي المتهمين هاربين، وفي وقت لاحق وردت معلومات مفادها تواجد المتهمين بدائرة قسم شرطة المعصرة حيث أمكن ضبط كلا من الأول والثاني وبحوزتهما السيارة رقم ط ف ف 821 ماركة جيب شروكي سوداء اللون والمستخدمة في ارتكاب الواقعة الأولي "والمبلغ بسرقتها بالإكراه في المحضر رقم 7685 لسنة 2014م جنح القاهرة الجديدة أول ملك أحمد محمود محمد مهندس ومقيم دائرة قسم شرطة مدينة نصر أول،2 سلاح ناري " بندقية ألي عيار 7.62×39مم أحدهما تحمل رقم 19782 والثانية تحمل رقم 204181 غير مبلغ بسرقتهما وبداخلهما 25 طلقة من ذات العيار ، و3 خزينة ألي بداخلهم عدد 57 طلقة من ذات العيار "، وحقيبة بداخلها جاكيت أسود وقفاز، و3 شال قماش،2 هاتف محمول ، خط محمول ملك المجني عليه الثاني وفر الثالث والرابع هاربين، وبتكثيف الجهود أمكن التوصل إلي اختباء الثالث والرابع بدائرة مركز شرطة الصف جيزة حيث تم استهدافهما وفور وصول القوات قاما بإطلاق أعيرة نارية مما دعا القوة إلي إطلاق النيران مما نتج عنه مقتل المتهم الثالث " عثر بجوار الجثة علي فرد خرطوش عيار 12مم وعدد 2 طلقة من ذات العيار " بينما تمكن الرابع من الهرب. وبمناقشتهم اعترفوا باشتراكهم والمتهمين الهاربين في تكوين تشكيلا عصابيا تخصص نشاطه الإجرامي في سرقات السيارات كرها عن قائديها تحت الأسلحة النارية وارتكابهم عدة وقائع سرقة بالاكراه. قتلوا ابنى! "أخبار الحوادث" انتقلت إلى منزل المجني عليه بالمقطم وتحدثنا مع والده الذي تحول إلى حطام انسان .. بنبرة حزينة ودموع باكية بدأ حديثه قائلا : اسمى محمد عسكر اعمل في تجارة الملابس .. الاسبوع الماضى فقدت فلذة كبدى أحمد بطل السباحة في حادث اجرامي بشع.. خرجنا يوم الخميس إلى نادى دجلة وبعد انتهاء أحمد من التمارين قررنا العودة إلى المنزل وأثناء سيرى في شارع زهراء المعادى بالقرب من عمارات بيتشو كان الشارع مظلم تمامًا وفوجئت بسيارة جيب قطعت الطريق علينا ونزل منها 3 أشخاص يحملون أسلحة نارية ووقفوا أمامنا بضعة ثوانى لا ادرى ماذا يريدون؟ّ! وكيف اتصرف هل انزل من السيارة انا ونجلى ولكننى خفت من قتلى انا وأحمد.. وقتها لم أشعر بنفسى إلا وانا احاول الهرب ورجعت بالسيارة إلى الخلف حتى قاموا بإطلاق النار بشكل كثيف على السيارة واستقرت رصاصة في رأس أحمد وشاهدت مخى ابنى بيطير قدام عيني.. وقفت كالمجنون لا ادرى كيف اتصرف وطلبت سيارة الإسعاف إلا أنها لم تحضر على الإطلاق وأبلغت الشرطة التى جاءت بعد الحادث بساعتين وقالوا لى " دم ابنك في رقبتنا ". وفي نهاية حديثه طالب محمد عسكر اللواء على الدمرداش مدير أمن القاهرة بسرعة القبض على الجناة حتى يهدأ قلبه ويقتص منهم.