"العائدون من سوريا" ملف شائك أمام أجهزة الأمن المصرية وخطر يهدد الأمن القومي للبلاد ليس لأنهم قد يكونوا أداة لتنفيذ عمليات إرهابية وتفجيرات جديدة ولكن لكونهم مصدر للفكر الجهادى والداعشي داخل مصر وخاصة ان هناك الكثير من اعضاء الجماعة الإرهابية يرحبون بهذه الأفكار من أجل الحصول على مكتسبات لجماعتهم حتى وان كان ذلك على حساب الوطن .. فهم يجيدون الرقص على جثة الوطن .. يتلاعبون بالنار من أجل مصالحهم.. لذلك فإن أجهزة الأمن تضع هذا الملف الشائك في مقدمة أولوياتها.. وخاصة ان هناك تقارير أمنية تؤكد خروج مئات الشباب أيام الرئيس المعزول للوقوف الى جانب الجيش السوري الحر لمحاربة بشار الأسد ونصرة الإسلام ومنهم من انضم لداعش.. فكيف يمكن الحد من خطر هؤلاء العائدين من سوريا؟.. وهل الحل الأمنى فقط هو السبيل لمواجهتهم أم المراجعات الفكرية؟ الاجابة نبحث عنها معكم فى التحقيق التالى. اللعب على جثة الوطن من أجل الوصول الى أفكار ومعتقدات هدامة لا تمت للإسلام بصلة من بعيد أو قريب، العنف، الإرهاب، قطع الرؤوس أشياء لا يعرفها الإسلام دين السماحة ومخاطبة العقل البشري.. لا تزال الجماعة الإرهابية تتشبث برأيها فى معاداة الشعب المصري، تفتك، تقتل، ترهب القلوب، ترعب العقول، لاشيء أمامها سوى الإرهاب والعنف، نستيقظ كل صباح على خبر عملية إرهابية تستهدف أبناء ورجال الشرطة والجيش، من أجل الحصول على مكسب أو مصلحة ذاتية، مانشاهده الآن من إرهاب كان مبيت النية، تلك الجماعة التى لعبت على وتر الدين واستخدمت شعار "الإسلام هو الحل" لتلهب عواطف ومشاعر المصريين لاتزال تلعب على نفس الوتر رغم لفظ الشعب لهم وثورته ضدهم، آلاف من الشباب المصري خرجوا من البلاد أثناء فترة حكم الرئيس المعزول متجهين إلى سورياوالعراق من أجل محاربة أعداء الإسلام والوقوف بجانب إخوانهم هناك ضد حاكم ظالم، اليوم عاد منهم من عاد بعد تلقيه تدريبات لتطبيق ماتعلمه على أرض الواقع، ومنهم من جاء لنصرة إخوانه من أنصار بيت المقدس والجماعات الجهادية. الذاهبون إلى سوريا والعائدون منها هى فكرة قديمة جددتها أمريكا فى أيامنا هذه لتجد لها مبررها فى التواجد بالمنطقة ولرسم صورة سلبية عن الإسلام عن طريق هؤلاء الذين تم غسل دماغهم للذهاب الى الحرب فى سوريا ولكن للأسف ليست مصر فقط هى من تدفع فاتورة هذه الفكرة الشيطانية ولكن العالم أجمع.. فأمريكا وأوروبا تكثفان جهودهما حتى لايعود الجهاديون إلى بلادهم وزرع بذور الإرهاب هناك، والان امريكا تحصد نتيجة عملها الشرير مثلما حصدته من قبل على أيدى القاعدة وتفجيرات مركز التجارة العالمى.. بعد أن غسل عقول آلاف الشباب من الشباب المصري والعربي، وتجنيدهم للقتال ضد الجنود السوفيت اثناء احتلال الاتحاد السوفيتى لأفغانستان فى ثمانينات القرن الماضى، لنصرة إخواننا الأفغان هناك، عبر الترويج لفكرة جهاد الكفار الملحدين، ونصرة إخواننا المسلمين.. وهنا جذبت الفكرة الكثير من الشباب المصرى والعربي ولكن مالم يكن فى الحسبان هو لعب هؤلاء الشباب لمصلحتهم الخاصة حتى اكتوى العالم وامريكا على الأخص من نيران القاعدة بقيادة بن لادن.. نفس الخطأ يتكرر الآن مع داعش، دعوة الشباب المصرى فى البداية للجهاد ضد بشار الأسد والسفر الى سوريا وانضمام المجاهدين الى جوار الجيش السورى الحر ثم الآن دعوات بعودتهم لنصرة إخوانهم فى جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، صناعة أمريكية بحتة وفكرة نفذت بالأمس وتتكرر اليوم لاعبين على وتر الجهاد والإسلام من أجل تشويه صورة الإسلام وايجاد حجة بالتواجد فى المنطقة لزرع الفتنة. العائدون من الجهاد فى ظل نفى الأمن المصري تواجد تنظيم الدولة الاسلامية بالشام والعراق " داعش " فى مصر بايعت جماعة أنصار بيت المقدس هذا التنظيم بعد أن خرجت علينا بفيديو تبايع فيه داعش، إلا أن الداخلية المصرية لاتزال مصرة على عدم تواجد داعش في مصر فى الوقت نفسه تخرج مصادر خاصة بالقبض على مجموعة إرهابية جديدة أطلقت على نفسها " داعشيو مصر" بمحافظات القناة حيث كانت تتمركز فى إحدى المناطق الجبلية على أطراف مدينة الإسماعيلية، حيث وعدهم التنظيم بتوفير الدعم المالى اللازم لتجنيد عدد من الشباب المصري. فى الوقت نفسه صرح مصدر أمنى، أن هناك تقرير أمنى أعده بعض ضباط الأمن الوطنى تم عرضه على الوزير يؤكد خلو مصر من أى تواجد لتنظيم داعش، وعدم تشكيله خطر على الأمن المصري وان الخطر الحقيقى هو ملف" العائدون من سوريا أو داعش"، حيث تم رصد عناصر جهادية سافرت الى خارج مصر وشاركت فى صفوف تنظيم داعش لقتال نظام بشار ثم عادت الى البلاد فى الفترة الماضية، ويشير التقرير الى التخوف من قيام هؤلاء الجهاديون بشن هجمات إرهابية عنيفة خلال الفترة القادمة وتضامنهم مع أنصار بيت المقدس وغيرهم من الجماعات الإرهابية التى تنتمى للإخوان بشكل أو بآخر، كما شكلوا خلية لاستهداف الدولة نفسها، وتضمن التقرير 133 اسما انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، بعد أن سافروا خارج البلاد أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان التى ساعدت فى ذلك ثم عادوا إلى مصر. وتبين من التقرير، أن استجواب الإرهابيين أثبت أن فترة حكم جماعة الإخوان، مثلت تهديدا مباشرا للأمن القومى، حيث تمددت الجماعات الإرهابية المعادية للدولة، وأرسل حلفاء الجماعة الإرهابية مئات من الشباب إلى سوريا للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية والعودة إلى مصر لتنفيذ مخططات اتفقوا عليها من قبل. وأشار التقرير، إلى أن الخطر الأمنى الذى يمثله هؤلاء الإرهابيين، يكمن فى تلقيهم دورات عسكرية على يد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، داعش، للقيام بالعمليات الإرهابية، والتدريب على كيفية صنع المتفجرات واستخدام العبوات الناسفة، واقتحام المنشآت الأمنية المحصنة، ورصد قوات الجيش والشرطة، وحرب العصابات، وأساليب الرصد والتخفى، وتشكيل الخلايا العنقودية حتى لا يرصدها الأمن. ورصدت الأجهزة الأمنية تجنيد بعض التكفيريين الشباب مستغلين العاطفة الدينية.. وتلقينهم أفكارا متطرفة قوامها تكفير سلطات الدولة ومواجهتها لتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة، والشرطة، واستباحة دماء المسيحيين، واستحلال أموالهم واستهداف المنشآت العامة وإحداث الفوضى فى المجتمع، فضلا عن تكليف الجماعات التكفيرية المنتشرة فى مصر إبان فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين التى دعمتهم وتحالفت معهم، أعضاءها بالسفر إلى سوريا والالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام .. داعش.. وتلقيهم دورات عسكرية خارج القطر المصرى ثم العودة لاستهداف الأجهزة الأمنية والمنشآت الحيوية بالداخل. ووفقا لتقرير الأمن الوطنى، فإن العناصر الإرهابية تستغل شبكة المعلومات الدولية، وبعض المنتديات الجهادية، للتواصل مع عناصر تنظيم داعش لتسهيل عملية خروجهم من مصر ودخول سوريا عن طريق الحدود التركية، باعتبارها المعبر الأمن للإرهابيين، وإعداد برنامج متكامل لتدريبهم على حرب العصابات للعودة إلى البلاد واستهداف الأمن القومى. وفجرت اعترافات العديد من الإرهابيين - العائدون من سوريا - أثناء استجوابهم من قبل الأجهزة الأمنية العديد من المفاجآت، إذ تبين أن بعض أعضاء "حازمون" حملة حازم صلاح أبو إسماعيل، سافروا إلى خارج البلاد والتحقوا بتنظيم داعش، وشاركوا فى قتال نظام بشار الأسد، وتدربوا على تنفيذ مخططات ضد مصر. وأثبتت تحقيقات النيابة العامة أن العديد ممن قبض عليهم من العائدين تورطوا فى عمليات إرهابية كبرى داخل البلاد، حيث ألقى الأمن القبض على إرهابي يدعى محمد درى أحمد الطلياوى، لعلاقته بتفجير عبوة ناسفة بمحافظة الجيزة، وتبين أنه ضمن المجموعات الجهادية التى تدربت على يد تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام. وصرح مصدر امنى، ان عودة الإرهابيين القادمين من سوريا تمثل إشكالية كبيرة بالنسبة للأمن المصرى، ليس فقط لاكتسابهم خبرة فى استخدام الأسلحة خلال الصراع مع نظام الأسد، وإنما أيضًا لإمكانية ارتكابهم عمليات مسلحة داخل الدولة، واحتمالية دخولهم فى تحالفات مع أطراف معينة لمواجهة النظام، من بينها التيارات السلفية الجهادية لوجود تقارب فكرى بينهم. وأضاف المصدر: ان العائدين من سوريا تم توقيفهم خلال عمليات يشنها الجيش على معاقل الإرهابيين فى سيناء وان هؤلاء انضموا الى بيت المقدس وارتكبوا أعمال عنف مؤخرا. استراتيجية الأمن. قال اللواء فاروق المقرحى الخبير الأمنى ان الذين توجهوا إلى سورياوالعراق عن طريق تركياولبنان لابد من حصرهم جيدا وفى حال عودتهم يجب ان يناقشوا بمعرفة الأمن الوطنى والمخابرات ولايكتفى بالأسئلة العادية. وأضاف المقرحى، يجب ان يتم إجراء تحريات عن الذين غادروا البلاد ومعرفة الوجهة الذي توجهوا إليها سواء الذين توجهوا إلى الأردن بدعوى العمل أو الذين اتجهوا إلى لبنانوتركيا بالإضافة إلى متابعة اعضاء الجماعة الإرهابية المتواجدين فى الخارج ومراقبة اتصالاتهم بالداخل لمعرفة من يتم تجنيده عن طريق الجذب المادى حيث وصل حاليا الراتب الشهرى للمجند من 3الى 5 آلاف دولار فى العراقوسوريا للانضمام للجماعات الإرهابية، مع ملاحظة وتدقيق النظر على الجبهة الغربية والمتجه لليبيا للمشاركة مع الجماعات الإرهابية أو من أجل الخروج منها إلى تركيا. وأشار اللواء فاروق المقرحى،الى انه يجب ملاحظة ان يكون الكشف على العائدين من ليبيا يدويا وعن طريق الأجهزة الفنية الحديثة ومتابعتها داخل البلاد..بالإضافة إلى الاهتمام بإخطارات المواطنين الذين يهمهم أمر هذا البلد ومتابعة التحريات . واكد على ان قانون لائحة الإرهاب لابد ان يخرج إلى النور، والذي يدرج الأفراد والجماعات على لائحته وتخطر بهم الدول بالإضافة الى قانون مكافحة الإرهاب وهو موجود بكل دول العالم أمريكا واوروبا. كما أشار مصدر أمنى، ان الأمن قام براجعة سفريات الشباب والفتيات الذين سافروا إلى ليبيا عن طريق شهادة تحركاتهم من الجوازات وفحص نشاط العائدين منهم للتأكد من عدم تورطهم فى أي تنظيمات إرهابية متطرفة.. كما أشار المصدر ان هناك عدد من الجهاديين الذين تلقوا تدريبات عسكرية فى سوريا عادوا لنشر فكرهم المتطرف وتدريب شباب الإخوان وتنفيذ عمليات إرهابية، كما تم فحص بعض الفتيات اللاتى سافرن منذ فترة لم تتجاوز10 أشهر وتبين انهن إخوان ومنهم من سافرت لجهاد النكاح.. كما رصد الأمن بعض الشباب العائدين مؤخرا من سوريا يقومون بإعطاء درورس دينية سرية للشباب فى محافظاتهم للعمل على استقطابهم لجماعات تكفيرية مسلحة ومهمتهم توريد وجوه جديدة من شباب الإخوان خاصة طلبة الجامعات الى سوريا لتلقى نفس التدريبيات، كما شدد الأمن على مستخدمى مواقع التواصل منهم بألايستخدموا مواقع التواصل الاجتماعى حتى لايتم رصدهم من قبل الأمن.