ملامح طفولية .. وجه ملئ بالبراءة و الابتسامة الهادئة .. شعر أشقر و جمال هادئ ممزوج بلمحات من الحزن و الانكسار .. تحاول الظهور كإمرأة طبيعية واثقة بنفسها لا يهزها شئ على وجه الارض و لكن بداخلها عكس ذلك تماما فهى على موعد مع الشيطان الذى تجسده أهم سيدة فى حياتها و فى انتظار لقاء الشخص الذى حطم حياتها على مدار سنوات طفولتها بأكملها بعد انتهاء فترة عقوبتها و خروجها من السجن.. حادث شهير .. هز الرأى العام الغربى وقت الكشف عن تفاصيله .. الضحية فتاة عمرها 20 سنة .. رفض المسئولون الكشف عن هويتها او اسمها الحقيقى .. و نقلت الصحف تفاصيله بصورة غير واضحة للضحية حيثتم تغطية عينيها و تغيير ملامح وجهها حفاظا على خصوصيتها و حتى لا يعرفها أحد فتزداد حالتها سوءا.. و بعد مرور ثمان سنوات من الحادث .. قررت الضحية الظهور إعلاميا للكشف عن تفاصيل حياتها المريرة و لكن لم ينته الامر عند هذا الحد فمازال الشبح يطارد ضحيته و مازالت فيكتوريا ايفانز تشعر بالخوف و القلق مما سيحدث بعد ايام قليلة.. دفعت الاقدار فيكتوريا لتكون واحدة ضمن عدد من الاطفال فى دار ايتام بمقاطعة جلوستر البريطانية .. تركها والديها و بداخل ملابسها ورقة اختارا فيها اسمها و طلبا من مسئولى الدار التعامل معها بشكل جيد لأن والديها لن يستطيعا تحمل مسئوليتها و حتى الآن لم يعرف والداها الحقيقين و لكن عرفت فيكتوريا معنى الإنفصال عن والديها و التواجد ضمن اطفال آخر و استمعت الى كلمات جديدة مثل التبنى و الام البديلة و العائلة الجديدة .. دخلت الام ايونيس اسبير الى دار رعاية الاطفال لتختار طفلة تقوم بتبنيها و إحتضانها متعهدة بمنحها الامان و الراحة لتكون والدتها البديلة طوال حياتها .. ظهرت ايونيس بمظهر الام الجادة التى تحافظ على وقتها و عملها و منحت المسئولين بالدار كافة الاوراق التى تجعلهم يطمئنون لها فهى سيدة عاملة تعيش فى مكان جيد و تزوجت مرتين الا انها لم تكن محظوظة فى استمرار الزيجتين بعد انجاب طفلتين مؤكدة انها ترغب فى تبنى طفلة أخرى تشاركها حياتها و تعهدت ان تلحقها بأفضل مدرسة مجاورة لها لتمنح الامان لمسئولى الدار ممن اعتبروا ان فيكتوريا هى الطفلة الاكثر حظا لحصولها على أم بمواصفات ايونيس.. انتقلت فيكتوريا الى حياتها الجديدة معتقدة انها الافضل بين زملائها فى دار الرعاية دون ان تتوقع ان حياتها ستصبح الاسوأ يوما بعد يوم ..بدأت تلتحق بالمدرسة الجديدة لتفاجأ بأنها لم ترض طموحات والدتها .. لم تكن ذكية بالشكل الكافى لتصبح الطالبة الافضل كما طلبت منها والدتها الجديدة .. و كانت الكدمات هى اقرب رد فعل للتعبير عن رفضها لنتائجها لتظهر فيكتوريا فى المدرسة بوجه ملئ بالكدمات و الضربات التى تطلبت التحقيق مع الام للإستفسار عن اسبابها .. لم تحاول ايونيس التحكم فى اعصابها و انما قررت قطع ابنتها عن الدراسة و جلوسها بالمنزل حبيسة لأنها ليست الطفلة المثالية على الاطلاق.. الضربات و الكدمات كانت بداية مأساة عاشتها فيكتوريا على مدار 20 عام من حياتها .. استبدلت الام الطعام الجيد لتشترى لها طعام القطط و الكلاب و جزاءها الضرب المبرح اذا لم تأكل مما تمنحه لها والدتها .. السجن هو الكلمة البديلة عن المنزل .. تمتلك فقط غرفة مكونة من عدة امتار تعيش فيها سجينة اما الاسوأ من ذلك فهو إجبارها على الجلوس على كرسى متحرك طوال اليوم و تقييدها فى الكرسى حتى لا تذهب الى اى مكان .. لم تتحمل الام وجود همساتها فى المنزل .. لم تمنحها ابسط حقوقها الآدمية .. قضاء حاجتها كان فى اماكن معيشتها و مكان نومها الدائم هو الارض .. حاولت فيكتوريا الهرب من المنزل اكثر من مرة و خاصة اثناء خروج الام مع ابنتيها و كانت تراسل الجيران و تطلب منهم مساعدتهم مؤكدة انها بحاجة ماسة للمساعدة قبل ان تموت فى المنزل و لكن خوفها من معرفة ايونيس بالامر كان يدفعها الى ترك الخطابات دون توقيع او تحديد للمنزل خوفا من قدوم شخص لإنقاذها و اكدت اكثر من مرة انها تلقى معاملة شديدة السوء و تصفها الام بالشيطان الذى يتسبب فى ايذاء افراد المنزل طوال الوقت و خاصة بعد وقوع حادث طريق للأم و ابنتيها اثناء وجودها فى احدى الرحلات و تركها حبيسة فى المنزل.. فى إحدى المرات القت فيكتوريا رسالة من النافذة كتبت فيها كافة التفاصيل التى تتعرض لها بكلمات غير مفهومة و حروف مليئة بالاخطاء اللغوية التى تدل على سوء تعلمها و حرصت على كتابة اسمها و اسم صاحبة المنزل لتفاجأ بعد ايام قليلة بالشرطة تقتحم المنزل لإنقاذها و عثر عليها رجال الشرطة و هى فى حالة مزرية ..حبيسة فى غرفتها التى تنفذ منها رائحة بشعة لا يتحملها الاشخاص الطبيعيين .. الحادث نشرته الصحف بعناوين عديدة فمأساة الطفلة استمرت على مدار 20 سنة تحملت خلالها كافة اشكال الذل و الاهانة.. مثلت المتهمة و الام بالتبنى امام المحكمة لتواجه سلسلة من الاتهامات لم تستطع انكارها لتحصل فى النهاية على 12 سنة سجن و لكن اسوأ ما فى الامر ان فيكتوريا عمرها الآن 28 سنة و علمت ان المتهمة على وشك الخروج من السجن بعد قضائها 8 سنوات فقط بسبب كبر سنها و ظهرت فيكتوريا من خلال لقاءات تليفزيونية لتروى مأساتها مؤكدة انها مازالت تشعر بالخوف لأنها على وشك اللقاء بالمرأة التى حطمت حياتها فهى على وشك انهاء فترة سجنها و الخروج منه الى منزلها الذى يبعد عدة امتار عن منزل فيكتوريا و تقدمت فيكتوريا بإلتماس الى ادارة السجن تطالب فيه بإطلاعها على ميعاد خروج والدتها بالتبنى من السجن حتى تأخذ حذرها بالاضافة الى ضرورة تأمينها من تداعيات هذا الامر لأنها تنتظر الانتقام من سيدة تعلم مدى خطورتها و قسوتها تجاهها و خاصة انها تسببت فى سجنها عدة سنوات ..