نعم هذه هي الحقيقة المؤلمة التى كشفتها الحرب الصهيونية على الاشقاء فى غزة ، وصدمتنا بها ردود الافعال العربية .. كانت محبطة ولم تخرج عن العبارات التقليدية من شجب وادانة ، وكانت من الفجور ما يندى له الجبين ، وتتوارى معه الوجوه خجلا بأن هؤلاء الذين يشمتون فى ضرب الاشقاء ينتمون إلى العروبة ، وربما يدينون باحد الاديان السماوية التى ترفض قتل الابرياء .. بل ان جميع الشرائع السماوية والهيئات الدولية تبيح المقاومة بكل قوة للعدوان الذى يحتل الاوطان . وهكذا يفعل الاحتلال الاسرائيلى مع الاشقاء الفلسطينيين ، وتحاصرهم من البر والبحر والجو ، وحولت حياتهم الى سجن كبير .. ولم تحترم مواثيق او قانون دولى ، ولم توقر دور العبادة من القصف والتدمير ، وكذلك المستشفيات والمدارس .. وعلى اصوات القصف وتدمير بيوت الناس فى غزة ، كان الصهاينة يحتفلون كل يوم ويرقصون ابتهاجا بقتل الاطفال والنساء والابرياء .. وايضا كان بعض العرب المتصهينين يشمتون فى مصائب الاشقاء .. نعم كان هؤلاء المتصهينون يشمتون وبكل بجاحة ، ويشيدون بجرائم الجيش الاسرائيلى وعدوانه على غزة ، ويطالبون علنا وفى الفضائيات بتأديب فصائل المقاومة .. ولم تتحرك لهؤلاء أى مشاعر إنسانية ببواعث الدين او اللغة او الجيرة ، نعم اداروا ظهرهم لنخوة الانسانية التى كانت حاضرة فى كل شعوب العالم ضد جرائم إسرائيل فى غزة .. بل ان نجوم أسبانيا ، وهوليود كانت ردود افعالهم اقوى واعلى ممن يحملون الهوية العربية . نعم كانت المشاعر الانسانية عالية لدى نجمة البوب الامريكية مادونا التى وصفت اطفال غزة بالزهور البريئة ، وطالبت المطربة ريحانا بالحرية لفلسطين ، وكذلك فعلت الممثلة سيلينا جوميز ، وميا فارو .. وفعل اعضاء فرقة ماسى أتاك اكثر من ذلك فى حفلاتهم ، وطالب المخرج جونثان ديمى إسرائيل بهدم الجدار العازل .. ومثلما انتقد مارك روفالو عل صفحته قصف مستشفى الشفاء فى غزة ، فقد ادان جون كيوزاك قصف المدنيين ، ورد على نيتانياهو بان ذلك ليس دفاعا عن النفس .. بل ان الكوميدى اليهودى روبى شنياد وصف ما تفعله إسرائيل بالعمل البشع واللانسانى .. هكذا المشاعر الانسانية .. وهكذا العرب يشمتون !!