وفي سابقة قانونية هى الاولى فى التاريخ المصرى تقدم شريف جاد الله – المحامى السكندرى – ومنسق حركة المحامين الثوريين ببلاغ لنيابة استئناف الإسكندرية حمل رقم 2532 لسنة 2014 عرائض محامى عام أول ضد الدكتور/ أحمد الطيب وضد رئيس قطاع الكتب بالمدارس والمعاهد الازهرية يتهمهما بإهانة الدين الإسلامى ، ومطالباً بتشكيل لجنة علمية لمراجعة ما تتضمنه المراجه المقررة فى التعليم الأزهرى مما يعتبر إهانة للدين الإسلامى حسبما يرى فى بلاغه. وأوضح جاد الله فى بلاغه أن هناك أربعة أمور تشتمل عليها الكتب المقررة للتعليم الأزهرى تعتبر مخالفة صريحة لكتاب الله عز وجل الأمر الأول : أنه لا عقوبة رجم فى الإسلام ، وأن الإسلام – حسبما استقر عليه الأمر – لا يعرف عقوبة الرجم للمحصن – أى المتزوج – والجلد لغير المحصن – أى غير المتزوج – بل الدين الإسلامى لا يعرف إلا عقوبة الجلد وفقط لجريمة الزنا ، بدليل أن الله عز وجل أمر بمضاعفة العقاب على زوجات النبى صلى الله عليه وسلم لو ارتكبت إحداهن – لا سمح ولا قدر الله عز وجل – لجريمة الزنا – وزوجة النبى صلى الله عليه وسلم قطعاً هى سيدة محصنة لزواجها من حضرته صلى الله عليه وسلم ، فلو كانت العقوبة للمحصنة هى الموت رجماً ، فكيف إذا سنضاعف لها العقاب ، هل ستقتل مرتين !!! ثم إن القول بوجود عقوبة الرجم للمسلمة المتزوجة سيكون معناه أن أى امرأة متزوجة لو زنت ترجم حتى الموت ، أما زوجات النبى عليه الصلاة والسلام لو لا سمح الله ارتكبت الفاحشة تجلد مائتى جلدة فقط ... وهذا أمر يتنزه عنه الله عز وجل ورسوله الكريم الذى قال لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها ، أى أنها تعاقب مثل عقوبة سائر المؤمنين . الأمر الثانى : تشتمل المناهج الأزهرية على أن حد الزنا يحتاج لإقامته إلى أربعة شهود ، وهذا يخالف صريح نص الآيه الرابعة من سورة النور (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء ...) وهذه الآية نص فى وجوب خمسة شهود .. شخص يرمى + أربعة شهود يعضدون شهادته بشهاداتهم ... لأن الرامى بالزنا هو أحد شهود الواقعة ، بدليل أن الله عز وجل جاء فى الآية السادسة من سورة النور قال : (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم ... ) وهذا يدل على أن الرامى بالزنا لزاماً أن يكون شاهداً للواقعة ، وقد وصف الله عز وجل الرامى بأنه شاهد .. وهذا التفسير الواضح لنص آية حكم الزنا من ضرورة استلزام خمسة شهود ، هو الذى يبرر استلزام الله عز وجل فى آية اللعان – عندما يشاهد الرجل زوجته تزنى وليس لديه من شهود سوى نفسه – أن يشهد الزوج الرامى بالله خمس شهادات ، أى ما يعادل شهادة عن نفسه : وأربع شهادات عوضاً عن الأربعة شهود المطلوبين ... وبالتالى فإن حد الزنا يحتاج لإقامته إلى خمسة شهود وليس إلى أربعة كما جاء بكتب المعاهد الأزهرية ، والتى يعد ما جاء بها مخالفة لنص صريح فى كتاب الله عز وجل . الامر الثالث : كما تشتمل المناهج الأزهرية فى مادة النحو على إعراب للفظ الجلالة "الله" حسب موقعه فى الجملة ... وهذا أرى بجافي الذوق الشرعى من ناحية ، ويجافى حسن الأدب مع الله عز وجل من ناحية أخرى ... لأن الوضع النحوى والإعرابي السليم واللائق مع الله عز وجل ، أن توضع فى المناهج أن لفظ الجلالة "الله" أينما ورد ، سواء فى القرآن أو فى غيره من الكتب هو (لا محل له من الإعراب) ... لأننا لا نتصور أبداً عندما أقول عبارة "أحببت الله" أن أقوم بإعراب لفظ الجلالة "الله" وأقول مفعولاً به ، فالله عز وجل لا يليق أن يكون مفعولاً به لا حقيقة ولا مجازاً ... ولكن الأصوب أن يكون لفظ الجلالة "الله" دوماً له حكم واحد أنه (لا محل له من الإعراب). الأمر الرابع : عندما قال الله عز وجل فى الآيه (102) من سورة الإسراء : (وإنى لأظنك يا فرعونُ مثبوراً) ... فقد أراد الله عز وجل أن يلفتنا إلى أن الذى كان يحكم مصر فى عهد موسى عليه السلام كان اسمه "فرعون" وليس لقبه كما يقول البعض ... فليس كل من حكم مصر كان يسمى بالفرعون ، كما كان يسمى حاكم الفرس بكسرى ... حيث يتلاحظ أن كلمة "فرعون" وردت فى الآية الكريمة " كمنادى عقب حرف النداء ، وقد جاءت مرفوعة ، وهذا معناه أن ما جاء عقب حرف النداء هو اسم للشخص المنادى وليس لقباً له ... لأننا لو قلنا يا ملك أو يا أمير لتعين علينا أن نفتح الحرف الأخير ولا نضمه لأن سيكون منصوباً .. لأن الأصل أن المنادى ينصب بالفتحة ما لم يكن المنادى علماً – أى اسماً لشخص – فيرفع حينئذ بالضمة ، كما فعل الله عز وجل حين أورد اسم فرعون .. ولذلك سنلاحظ أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يسم المصريين بالفراعنة أبداً بل استخدم لفظ مصر واستخدم لفظ القبط ، أما إطلاق اسم الفرعون والفراعنة على الحضارة برمتها فذلك قد يكون باعتباره أنه الحاكم صاحب الحادثة الأشهر فى التاريخ المصرى ، حيث تقريباً هى المرة الوحيدة فى التاريخ المصرى التى تم فيها إفناء الجيش المصرى بأكمله وإغراقه فى البحر ، فهى أكبر هزيمة للجيش المصرى تقريباً بل هى الوحيدة بهذا الحجم ، لذلك لا عجب أن تنسب الحضارة السابقة على البطالمة إليه ... وليس ذلك بمستغرب فنحن نقول على الشواذ جنسياً "لوطيين" ... مع أن لوطاً كان من أنبياء الله المكرمين ، ولكننا نعنى أن ننسبهم لقوم لوط.