حضر الي مكتبي منذ 5 سنوات باكياً وليس له إلا طلب واحد هو ان ينقل للعمل في مسقط رأسه الزنكلون أحد مراكز محافظة الشرقية ..ورغم أنه إمام مسجد في حلوان وله العديد من المحبين وعلي حد قوله فهو مرتاح جداً ولكن مرض والده الذي أقعده يجبره علي العودة لرعايه أبوه الذي ليس لديه غيره و العقبة الوحيدة التي أمامه هي احد قيادات الاوقاف بحلوان الذي يطلب منه مقابل مادي ليحصل علي موافقته علي النقل و العودة الي بلده لظروفه الصعبة . يومها تدخل احد الزملاء ونقل طلب الشيخ الي وزير الاوقاف و الذي تفضل بالموافقة وانقذنا هذا الداعية من مصيدة المدير الفاسد. تذكرت هذة الواقعة وانا اسمع شكاوي المصلين معي في مسجد السيدة نفيسة من رغبه الوزار ة في نقل إمام المسجد و خطيبه الشيخ الشحات مبروك العزازي الي مسجد أخر ..ووجدت الناس تجمع التوقيعات لإرسال طلب للسيد وزير الاوقاف لعدم نقل امام المسجد ...فقلت أليس اليوم اشبه بالبارحة . لماذا نصر في كل موقع ان نضيق علي الشرفاء و نضعهم دائماً في مواقع الاختبار ..فقد أسعدني الله سبحانه و تعالي بأن اكون احد مريدي مساجد ال بيت رسول الله في مصر ..وكنت اتابع خطيب مسجد السيدة نفيسة دون ان اراه فقد كنت اجلس في الرواق القديم للمسجد وكان الشيخ العزازي لا يحضر إلا كل ثلاث او اربع اسابيع حيث كان اماماً لمسجد السيدة زينب ثم اماماً لمسجد النور بالعباسية وكنت استمع بإنصات لخطبه انا و كافة المصلين حتي اني كنت اميزه من الصوت ..وعندما تعمدت التبكير في الحضور أصبحت من المصلين في الرواق الجديد بالمسجد فشاهدت الامام فوجدته شاب صغير لكن الله وضع علية حله من الايمان و العلم لم اجدها عند الكثير من المشايخ الذين استمعت لخطبهم و دروسهم ووجدت فيه السماحة مع الناس والقبول حتي ان المصلين كانوا يحتجزونه من بعد صلاة الظهر الي صلاة العصر في مناقشات واسئلة لا يكل منها و لا يتكبر عن الاجابة علي اي من الاسئلة حتي و ان كان بسيط . هذة الصفات مكنت للشيخ العزازي من امتلاك قلوب محبيه و مستمعي خطبه ودروسه ..حتي إن علمنا ان هناك حركة تنقلات بين المشايخ كتبنا طلب للدكتور حمدي زقزوق لينقل الشيخ العزازي الي مسجد السيدة نفيسة بشكل تام و قد استجاب فوراً ...فما الذي يحدث الآن ؟ اليست هذه حرب علي الناجحين ...رجل اكتسب ثقة الناس و تعلقت به القلوب ...أي أن الدعوة الي سبيل الله تسير في الاتجاة الصحيح و بالفعل الخطاب الديني يصل الي الناس بشكل جيد و مؤثر فما الجديد الذي تحاول وزارة الاوقاف ان تقوله هل قصة شيخ الزنكلون تتكرر مع شيخنا ؟ ...هل هناك من يضغط علي الشيخ للإستفادة من علمه ومكانته للكسب المادي ؟..هل هناك مطامع في المكان لما يرتاده من الشخصيات البارزة التي يتوهم البعض انها تيسر بعض الامور حين الحاجه اليها ؟ اليس هذا نوع من انواع الفساد الذي يجب ان نواجهه و نقف امامه ؟ كفانا موظفين يلبسوا الزي الازهري و لا يعرفوا إلقاء خطبة الا من الاوراق التي تسلم لهم ..كفانا تغييب لعقول الناس وسرد الاحاديث التي لا تمس اي من واقعنا ..كفانا فصل بين فكرنا الديني و دنيتنا ! نريد كل مشايخنا كالشيخ العزازي يعرفوا كيف تصل المعلومة و النصيحة لكل مسلم دون ان يعرف انها نصيحة نريد تطبيق فعلي لتحديث الخطاب الديني ليسير بالامة الي الامام و الويل كل الويل لمن يتاجر بالدين او بزيه الازهري او بولايته علي ائمة هم افضل منه عند الله و البشر ولكن الظروف جعلته والي عليهم فاراد ان يحكم و يستفيد من ورائهم لأن فكرة المريض صور له انهم مثله يستفيدون من ولايتهم علي الناس ويجبون الاموال و الصدقات التي لا تصل له ..فمثله الاعلي » طباخ السم بيدوقه « وهو يري ان ما يملكه المشايخ عسل ولابد له من حصة . نظرة من وزارة الاوقاف لمن يولوا امور مساجدنا في مصر وللطريقة التي تدار بها هذه المساجد ..ودعوة لكي نحبب ابنائنا في العودة الي المساجد بالموعظة والكلمة الطيبة.