مع مشاغل الحياة وهمومها وجدت نفسى أقول الحمد لله على كل الظروف التى تحاصرنى وخصوصاً حالتى الصحية . حياتى غير المرئية للآخرين بعد ساعات العمل أقضيها مع الأطباء لمتابعة حالتى الصحية غير المستقرة بعد أن أصبح جسدى المهموم فريسة ممتعة لعدد من الأمراض . أولها الضغط الذى لم أكن أعرفه من قبل ولكنه أصبح رغم انفى ملازماً لى ولا أبدأ يومى إلا بعد الاطمئنان على رقمه وأحمد الله كثيراً إذا وجدته تجاوز الرقم الطبى المسموح به فليس أمامى سوى الحمد لله . ووسط مخاوف الجميع من الانفلونزا بأسمائها المختلفة كانت نزلة البرد المرعبة التى زارت جسدى بكل أعراض الانفلونزا .. وتحولت إلى انسان مهزوم أمام انفلونزا لا تعرف الصداقة ..وأصبحت متردداً فى تناول الدواء خوفاً من الآثار الضارة ليس مطلوباً منى أن أغضب الكبد أو أستثير المعدة أو يغضب منى القولون عالجت نفسى من الانفلونزا بالصبر .. قلت هى أيام وسوف تكرهنى وتبحث عن فريسة جديدة .. ولكنها غادرتنى بعد أن حققت بى هزيمة جعلتنى لا أقوى على العمل أكثر من 5 ساعات متواصلة بعدها لابد من الراحة الاجبارية . وخلال رحلتى مع الانفلونزا المرعبة كان تخفيف الألم من خلال مشاهدتى لحالات الآخرين فى أحدى المستشفيات شاهدت صغاراً يصرخون بالآه .. وكبار لا يستطيعون التنفس .. وجميلات فى غيبوبة عندما شاهدت حالات الغير وجدت نفسى أنسى كل آه تصدر منى . وعندما أراد صديقى د. محمد عبد الغنى أن يخفف من حالتى النفسية .. قلت له لا تقلق . سوف تجد منى كل الرضا ولن تسمع منى سوى الحمد لله . واندهش أكثر عندما عرف أننى لم أحصل على قسط الراحة الاجبارية التى يحصل عليها أى مريض زارت جسده الانفلونزا المرعبة .. قلت له شفائى فى العمل . ولأننى حمدت الله واستخدمت الصبر علاجاً كانت مكافأة الضغط لى بالخبر السارانخفض إلى رقم يسعد أى مريض لعدة ايام .. سعادتى كانت كبيرة أصبح من حقى أن انفعل دون خوف .. ويكون فى طعامى قليلاً من الملح .. وأعود إلى عادتى السابقة فى تناول النسكافيه ولكن فرحتى كانت لأيام قليلة بعد ما ظهر الوجه الحقيقى للضغط الذى تراجع فى كلامه وعاد مكشراً عن أنيابه ليرتفع عن المعدل الطبيعى والذى كان سبباً فى تواجدى بالمستشفى المجاور لى صباحاًُ ومساءً اطمئن على حالة جسدى من غدره . وأنا فى قمة التعب وجدت نفسى أقول الحمد لله .. أنا أفضل من غيرى .. كل الآخرين لديهم هموم .. أنا أعانى من 3 أمراض ممكن أن يتحولوا إلى أصدقاء إذا عرفت أخطاء كل واحداً منهم .. وتذكرت كل الأحاديث والآيات التى تؤكد أن كل شىء بأمر الرحمن .. الموت والرزق بيد الله . سأغادر الدنيا إذا شاء الرحمن .. ومحنة المرض ما هى إلا ابتلاء من الخالق حتى ينطق لسانى بكلمات الحمد لله . كيف لا أحمد الله وهو من جعل قلوب من أعرفهم غامرة بالحب فى الخير تجاه شخصى . كيف لا أحمد الله وأنا كنت نعم الابن البار لأسرتى وأشقائى . كيف لا أحمد الله على من وثق فى نصيحتى ونفذها وكانت المكاسب له . كيف لا أحمد الله وهو الذى منحنى نعم عديدة ومطلوب منى أن أشكر فى العلن والسر . أنا نقطة صغيرة فى بحر عظماء خدموا البشرية وكان لهم الابتلاء من الرحمن .. وكان رد فعلهم كلمات الحمد والشكرللخالق . ربما حالتى تتشابه مع ملايين البشر منهم من فقد المال ومنهم من فقد المنصب ومنهم من ابتلى فى عزيز لديه ومنهم من تأثرت صحته ، فكل ما مروا به هو نوع من الابتلاء مطلوب منهم أن تنطق أفواههم بكلمة الحمد لله لخالق عظيم فى لحظة العسر يصادقها اليسر فنحن ليس افضل من أنبياء الله المعصومين من الخطأ والذين كانوا سبباً فى هداية البشرية أحبهم الخالق ومع ذلك كان الابتلاء فى حياتهم مثل الأشواك التى يمر عليها انسان حافى القدمين . لم يصرخوا أو يندبوا حظهم بل كانت كل سلوكياتهم شكر إلى الخالق . وأحزن عندما أجد حولى شخصيات منحها الله العديد من النعم ولكنها لا تشكر ولا ينطق لسانها بالحمد إلى الرحمن الرحيم . وغمرتنى السعادة عندما عرفت أن القناعة من أهم عشرة أطباء فى الكون .. إذا تسللت داخلك القناعة بأحوالك سوف تحيا حياة سعيدة لأنك رضيت بكل ما كتبه الله لك .