هل فشلت ثورة 52 يناير؟ دعونا نعترف جميعا أن ثورتنا المجيدة تعثرت في منتصف الطريق. نعم.. الثورة التي قام بها شباب هذا البلد وانضم اليها غالبية الشعب تعطلت.. وتوقفت فجأة قبل أن تحقق أبسط أهدافها.. فلا مصر تغيرت الي الأفضل ولا الفاسدون تمت محاسبتهم. وفي رأيي أن السبب وراء تعثر الثورة يكمن في الناس أنفسهم ونظرة البعض الضيقة والمحدودة لمغزي الثورة.. فالعشرين مليونا الذين خرجوا الي ميادين مصر كلها علي مدار 81 يوما وصمدوا حتي سقط الرئيس الفاسد ونظامه الفاسد الي غير رجعة تواروا الآن عن المشهد وابتعدوا عما يجري في الشارع. الثوار تركوا زمام الأمور لأعداء الثورة والجهلاء حتي يركبوا حصان الثورة.. وهذا هو الخطر الأكبر علي الثورة. والجهل عندما يقود.. تكون الكارثة. فالعدو العاقل خير من الصديق الجاهل.. هكذا تقول الحكمة. وما يجري في الشارع المصري الآن يؤكد أن الجهل يسيطر علي مصير البلاد. جهل في التعامل مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر وستواجهها مستقبلا اذا استمرت الأوضاع علي ما هي عليه الآن. جهل في تعامل بعض رجال الشرطة مع المواطنين.. فهناك عدد لا بأس به من رجال الأمن لم يغيروا أفكارهم القديمة لأنهم متغطرسون ومازالوا يرددون أنهم أسياد والشعب عبيد! وجهل مقابل في تعامل بعض المواطنين مع رجال الشرطة خاصة الشرفاء منهم الذين يحاولون العودة لأداء واجبهم فنجد بعض البلطجية يهاجمونهم ثم يصرخون انهم من الثورة حتي يكسبوا تعاطف الناس ويعلم الله انهم كاذبون ولا يعرفون شيئا عن الثورة. وجهل أيضا في تعامل الناس فيما بينهم.. فأصبحت البلطجة هي اللغة السائدة بين الجميع وهذه ثقافة جديدة لم نعتد عليها في مصر.. وللأسف أعداء الثورة يحاولون الصاق هذا الأمر بالثورة.. والثورة منه براء.. فالثورة لم تقم لتعم الفوضي وانما لتغير مصر الي الأفضل.
أيضا علينا أن نعترف بتقصير الاعلام المصري - مقروءا ومسموعا ومرئيا - في توعية المواطنين بالمخاطر التي تواجه الثورة والاكتفاء بنفاق المجلس الأعلي العسكري تماما كما كان يحدث مع الرئيس المخلوع وحاشيته.. واللوم هنا ليس علي الاعلام.. وانما علي الثوار الحقيقيين الذين تواروا عن المشهد وتركوا الساحة للنصابين والمنتفعين والجهلاء. الثورة في خطر حقيقي. ومصر في خطر أكبر اذا استمرت هذه الأوضاع وهذه السلوكيات بسبب هؤلاء الجهلاء الذين امتلكوا زمام الشارع. تعالوا نقف للحظات مع أنفسنا. تعالوا نضرب بيد من حديد علي البلطجية والجهلة الذين يريدون مصر خرابة.. وهي أمنية كل فاسد. أمور كثيرة يجب أن تتغير الآن وليس غدا. نكسة يونيو في ذكري نكسة يونيو.. لم أجد أروع من قصيدة الشاعر الموهوب هشام الجخ »انسحبوا« التي أهداها للجنود المصريين في حرب 7691 والتي تقول: انسحبوا.. كان اللاسلكي بعيد.. والعسكري ما سمعش انسحبوا.. شوفوا العجب يا ولاد.. العسكري ما رجعش انسحبوا.. اطرش ده والا صنم.. ارجع يا جندي بيادة دخل العدو العريش.. ارجع خلاص بزيادة العسكري سامع.. لكنه واد مجدع شال اربجيهو وضحك.. اشمعني أنا اللي ارجع
وقف الزمن مذهول.. ساعتين بيشاهد الجندي قام كبر.. المدفع اتشاهد الدبابات ظهرت.. ارجع يا جندي نظام.. ده كان كلام القيادة.. وده برضوا وقت كلام؟
وقف الولد دادابان.. يا سادة يا سمعين صادهم كما الدبان.. محروس يا واد م العين الدبابات صفين اتفاجئوا وافترقوا علي كتفه كان مدفع.. وعلي الجبين عرقه غطي العفار النار.. ولا حد عاد شايف والدبابات بتهل.. وده برضو مش خايف والضحكة علي وشه.. ما تقولش بيصيف؟ ولسه الزمن واقف.. مبسوط ومتكيف
الدبابات كترت.. والكترة غلابة والقلب لو مؤمن.. ولا ألف دبابة ح تقولوا مات الولد.. أنا أقول لكم لا عاش ما الجنة ولا فيها موت.. ولا تندخل ببلاش