الشعب المصري بكافة طوائفه احتضن ثورة الشباب وحماها بدمه من أول يوم ولم تنجح الثورة الا بدعم وحماية الشعب بأكمله هذه حقيقة لاينكرها إلا جاحد ولايجرؤ أحد علي المزايدة علي وطنية المصريين الذين أكتووا جميعا بنيران الفساد والنظام السابق الذي أطاحت به الثورة. رغم هذه الحقيقة الواضحة كالشمس والتي لايختلف عليها اثنان.. ظهرت بعض الكلمات المستفزة من داخل ميدان التحرير يتهم أصحابها كل من لم يشارك في الثورة بالخيانة والعمالة ورفعوا شعار من ليس معنا فهو ضدنا ليكرروا نفس الديكتاتورية التي مارسها النظام السابق ضد كل من اختلف معه في الرأي. »أخبار الحوادث« نزلت إلي ميدان التحرير والتفت مع مختلف الاطياف ورصدت كل الآراء في هذا التحقيق. من ليس معنا فهو ضدنا... جملة قالها الرئيس الامريكي بوش في حربه المزعومة ضد الارهاب ونفس الجملة لم يكن يصرح بها الحزب الوطني وقت تواجده ولكنها كانت جملة مفهومة ضمنيا من خلال تصرفات اعضاء الحزب وكانت تظهر في سياساته والان وبعد ان قامت ثورة 52 يناير وهدأت نيران الثورة قليلا بتنحي الرئيس مبارك ظهرت نغمة جديدة من بعض شباب الثورة وهم عدد ليس بالقليل، هذه النغمة هي من لم يؤيد الثورة فهو خائن«، ومن كان من مؤيدي مبارك فهو خائن« حتي وصل الامر إلي قول البعض (من لم ينزل لميدان التحرير ولو لمرة واحدة فهو ضد الثورة). تكررت نفس الجملة من بعض الشباب من ليس معنا فهو ضدنا. لذا حاولنا الحوار مع هؤلاء الشباب لتتعرف علي وجهة نظرهم وهل من المنطقي والمعقول ان نعتبر من لم يشجع الثورة والثوار خائن وكأنه ليس مصريا.. اسئلة عديدة ومتنوعة حاولنا الاجابة عليها من خلال لقاؤنا بالشباب وجاءت الآراء كلها علي لسانهم فماذا قالوا؟؟؟ يقول محمد أحمد 71 سنة وهو طالب... خرجت إلي ميدان التحرير مطالبا بالحرية وكي اعلن رأي صراحة في رغبتي بالتغير ولكن أنا ضد فكرة ان يتهمني أي شخص بالخيانة لمجرد انني لم انزل إلي ميدان التحرير أو لانني لا أوافق شباب الثورة الرأي فانا مثلا عندي زملاء لم يخرجوا للشارع لاي سبب فهل معني ذلك ان اقطاعهم أو ابتعد عنهم لانهم خونة اظن ان هذا الكلام غير منطقي وارفضه تماما. أما محمود الكاشف الموظف ببنك القاهرة فيقول ان المبدأ مرفوض شكلا وموضوعا ويجب ان يكون هناك تفريق بين رفضي التهاني للثورة ولما أقام به الشباب وبين طريقة تعبيري عن رأي وحريتي. فأنا علي سبيل المثال لم أكن موجودا في الايام الاولي للثورة ولكن بعد ذلك خرجت لايماني بحركة الشباب... فهل معني ذلك انني كنت خائن ثم اصبحت وطني، كما ان شقيقتي مثلا كانت تخشي الخروج من المنزل بسبب البلطجية... فهل معني ذلك انني لن اتحدث معها... انا ضد هذا الكلام. أما رشدي حسن صاحب شركة فيقول: هذا الكلام في منتهي الخطورة فالذين خرجوا لميدان التحرير وقاموا بالثورة في اشد ايامها لم يتخطي عددهم الثلاثة ملايين فهل معني ذلك ان باقي الثمانين مليون خونة هذا الكلام غير منطقي فانا رجل في الاربعينات من عمري واضطرتني الظروف الصحية لعدم الخروج.. فهل معني ذلك انني خائن ثم ان الشباب كانوا ينادون بالحرية ومن ضمنها حرية التعبير عن الرأي والفكر دون المساس بأمتي وعقيدتي... فكيف يتهمني البعض بالخيانة أو عدم الوطنية لمجرد انني اختلفت معه... هل هذا من مباديء الثورة؟ نعم خائن أما رشاد عزت طالبة فتقول: نعم اعتبر كل من عارض الثورة خائن أو بمعني أدق شخص سلبي، كما ان كل من لم يشارك بالثورة هو شخص لايقدر المسئولية ولا يشعر بالناس وبالمشاكل من حوله، فعلي الاقل اذا لم تكن كشخص شاركت في الثورة فمن الطبيعي ان تكون من مؤيديها لانها غيرت شكل الحياة السياسية في مصر كلها وليس لشخص بعينه، لذا أنا اعتبر كل من عارض الثورة شخص ليس من البلد وغير وطني لان مطالب الثورة كانت مطالب شعب وأمة ولم تكن مطالب فئوية. أما حسام عزت فيقول: ان ما حدث في الثورة كان يهدف إلي تغيير مصر ومن كان ضد هذا التغيير فهو إما منافق أو حزب وطني أو شخص مش حاسس بما يعانيه أغلب الشعب، لذا أنا فعلا اعتبره غير وطني. ويستطرد حسام قائلا هل تعلم انني حاصل علي بكالوريوس في الهندسة قسم معماري ولكن بسبب الواسطة والتلاعب لم أجد عمل حتي الان فاضطررت للعمل كسائق تاكسي فهل هذا منطقي؟ ثم بعد ذلك يأتي شخصي غير مسئول ويقول أنا ضد الثورة أو لست من المؤيديين لها فهذا كلام مخجل وبدل فعلا علي عدم الوطنية. أما دعاء الدواخلي فتقول: أنا لا أتفق علي فكرة الخيانة أو عدم الوطنية بشكل مطلق فنحن جميعا في النهاية مصريين ولايجوز ان اعتبر من لايوافقني الرأي خائن حتي نكون مثل شعار الحزب الوطني القديم من ليس مع الحزب والحكومة فهو ضد مصر. أما أحمد علي محاسب فيقول: ان 09٪ من مطالب الثورة والثوار تم تحقيقها وهذه المطالب لاتخدم الحاضر فقط وانما تخدم المستقبل والاجيال القادمة، لذا اقول لكل المعارضين للثورة انتم لم تشعروا بالاهانة والذل انتم لم تعيشوا الحرمان ولا المعاناة، لذا فانتم ضد الثورة ولكن رغم ذلك فانا لا أوافق علي اتهام المعارضين بالخيانة فربما كل منهم عنده حجته ولكن نحن في النهاية مصريين ولكني اتفق بقوة علي ان من شارك بالقول أو الفعل أو حتي التحريض في موقعة الجمل فهو فعلا خائن وغير مصري وعدو للثوار والمصريين. مباركة شعبية ردا علي من يردد كلاما من نوعية ان الذين لم يذهبوا إلي ميدان التحرير فهم خائنون وانهم عملاء ضد الثورة قالت الدكتورة فوزية عبدالستار استاذ القانون الجنائي أن 99٪ من الشعب المصري كان يقف وراء الثورة فالكل متأثر بما يدور في المجتمع المصري من فساد وظلم وكل القيم السيئة التي تفشت في المجتمع في الفترة الاخيرة إلي درجة كبيرة مما جعل المواطنين يتنفسون الصعداء عندما قامت ثورة 52 يناير هذا من الناحية المعنوية.. واستطردت الدكتورة فوزية عبدالستار ان الجميع كانوا يقودون الثورة ويباركونها ويدعون للقائمين بها الذين وقفوا بشجاعة وإصرار وانتماء شديد في الصفوف الأولي مستعدين للتضحية بكل ما يملكون من أجل انقاذ الوطن من الظروف التي كان يعانيها ومن الحكم الفاسد والجميع أيضا يحيون شباب الثورة الذين قدموا أرواحهم قربانا علي مذبح الوطنية الخالصة.. وأضافت الدكتورة فوزية عبدالستار من الناحية العملية فقد خرج الملايين من الشعب لتأييد الثورة والسير ورائها ومساندتها أما من لم يذهب إلي ميدان التحرير فكان معهم بكل وجدانه ومشاعره وقلبه مع الثورة يدعوا لها ويبارك خطواتها لكن عدم مشاركتهم لم يكن لأسباب مادية كما يروج البعض انما منهم المسن الذي لا يستطيع ان يسير علي قدميه ومنهم النساء والأطفال لم يكن تخلفهم إلا لاسباب قهرية ولكن بكل تأييد كان المجتمع مؤيدا للثورة. الدكتور احمد المغازي الخبير الاعلامي أكد ان من قال من لم يذهب إلي ميدان التحرير ولم يشارك ليس مع الثورة فهذا قول مغلوط لان الثورة فجرها الشباب وصنعها الشعب وباركها الجيش لان الذي شاهدته بنفسي في ميدان التحرير وشاهده العالم كله علي شاشة التليفزيون لم يكن شبابا فقط انما رجالا وشيوخا ونساء وأطفالا ومثقفين.. ويستطرد الدكتور أحمد المغازي قائلا أحد المواطنين قال لي انه جاء من مدينة المحلة الكبري لكي يشارك في ميدان التحرير وظل مع الثورة من يوم انفجارها في 52 يناير وقال جئت انتقم لابني الذي مات علي يدي ورفضوا علاجه أو تقديم دواء له قبل أن أدفع فاتورة الدواء المستشفي وقس علي ذلك عشرات من الذين شاركوا في هذه الثورة. وأضاف الدكتور أحمد المغازي أن الشباب نادي في الشارع وقال يسقط النظام وشاركهم الفتاة العانس والشيخ الذي لايجد دوائه. ويري الدكتور أحمد المغازي ان كل انسان جلس في بيته ولم يستطع ان يذهب إلي ميدان التحرير لعجزه أو خوفه فهو مشارك في ثورة الشباب في ميدان التحرير فهو مشارك بحماسه وبأنه لم يلجأ للفوضي وشارك في اللجان الشعبية حتي يتفرغ شباب ميدان التحرير لمواصلة النداء والتأكيد علي روح ثورة 52 يناير. لاتعني الفوضي وقد أكد اللواء فؤاد علام مساعد وزير الداخلية السابق ان الثورة التي تمر بها مصر لاتعني الفوضي اطلاقا... لكن للأسف الشارع المصري افتقد للطمأنينة والأمان بسبب الغياب الجزئي للأمن وانتشار البلطجة... لكن كل هذا في طريقه إلي الزوال قريبا... حيث انتشرت الشرطة العسكرية بشكل كبير... وايضا القوات المسلحة حيث يقومون بالقبض علي الخارجين علي القانون... وتتم محاكمتهم عسكريا بسرعة كبيرة ويعاقبون بأحكام رادعة.. أما بالنسبة لشباب 52 يناير فأنا رأيتهم بنفسي شباب في قمة الاحترام والثقافة... أنا رأيتهم بنفسي وجلست تحاورت معهم... فهم شباب واعي جدا وناضج... ويتقبلون الآخر... ليس عكس ما يشيعون انهم يقومون بتخوين من ليس معهم ويستطرد اللواء فؤاد علام حديثه قائلا: انه استحالة ان تكون تلك الافكار أو بث الفوضي ناتجة عن هؤلاء الشباب... لكن الذي يمثل خطر فعلا علي ثورة 52 يناير هم الذين يحاولون سرقة الثورة وركوب الموجة بالرغم من انهم كانوا يسبون هؤلاء الشباب في بداية الثورة. لكن ثورة 52 يناير نتجت عنها ثورة حضارية ايضا... اصبحنا نري اليوم الشباب والفتيات والاطفال وهم ينظفون الشوارع بأيديهم كما يدعون للسياحة. وأنا أناشد هؤلاء الشباب ان لايسمحوا لأحد بسرقة ثورتهم ويحافظون عليها مع استجابة القوات المسلحة لكافة طلباتهم فعليهم التأني والصبر قليلا حتي لانخسر ما كسبناه... لأنه في حالة الخسارة ستكون كبيرة جدا! نصف قرن ويقول نجيب جبرائيل المحامي بالنقض ورئيس الاتحاد المصري لحقوق الانسان ان الثورة بدأت بمجموعة من الشباب الواعد والذين حققوال مصر ما لم نستطع نحن تحقيقه منذ نصف قرن... لكن للأسف هناك مجموعة من الاشخاص يريدون ان يركبون الموجه ويقومون بتحقيق مكاسب غير شرعية علي حساب الثورة... ونحن رأينا بأنفسنا ظهور تيارات لم تكن ظاهرة من قبل. وان الثورة التي حدثت في مصر ولد معها مجموعة من الشباب الواعد المثقف يحافظون علي البلد... لكن للأسف هناك مجموعة من البلطجية قامت باستغلال ما يحدث في مصر من حدث هام وانفلات أمني وأحدثوا نوعا من الفوضي حيث يقومون بارتكاب جرائم عديدة ضد المجتمع المصري... حيث هناك مجموعة من الاشخاص يجرون الثورة إلي ان تكون ثورة عشوائية وذلك لاهدافهم ومصالحهم الخاصة. وللاسف هذا قد يعيد البلد إلي الوراء.. لذلك أناشد شباب 52 يناير ان يحافظوا علي اهداف الثورة ونجاحها وأقول للاخرين لاتقفزوا علي دماء الشهداء وآن الأوان ان يرجع كل واحد منا إلي عمله وتدور عجلة الانتاج... وان تترك أحوال البلد لولاة الأمور الذين ينفذون كل ما نريد... وكفانا سياسة التخوين لأننا جميعا في النهاية نحب مصر... وكفانا أيضا سياسة التلوين والنفاق لأن هذا العهد انتهي منذ قيام ثورة 52 يناير. حيث ان الثورة بقدر ما انتجته من أهداف وغايات نبيلة وكشفت الفاسدين وخلقت نوعا من الديمقراطية... خلقت ايضا قطاع طرق وبلطجية ومجموعة من الانتهازيين يقومون بالسرقة والنهب واذاعة الخوف والقلق في نفوس المصريين وان هذا يحدث بشكل منظم حتي تفقد الثورة أهدافها. وفي نهاية حديثه طالب نجيب جبرائيل شباب 52 يناير ان يستمعوا لأهل الخبرة حتي نستطيع تحقيق كافة مطالبنا وننظر إلي سقف المطالب الذي يرتفع يوما بعد يوم... وهذا شيء غير صحيح بالمرء لان علينا النظر لعجلة الانتاج والاقتصاد القومي الذي ينهار... حيث ان مطالبنا لايمكنها التحقق في وقت واحد... علينا الصبر والتماس العذر للأخر... لأن هناك أيدي خفية وراء زعزعة أمن المواطنين. شيء وقتي ويؤكد محمد زيراع مدير مركز المنظمة المصرية لحقوق الانسان ان ثورة 52 يناير تقديمه وبيضاء بكل المقاييس وان ما يحدث في الشارع المصري من فوضي الان هو شيء وقتي سوف ينتهي في الايام المقبلة... اما بالنسبة لمسألة التخوين لايستطيع أي شخص منا ان يقوم بتخوين الآخر لان الموضوع اختلاف في وجهات النظر وفي النهاية النتيجة واحدة وهي حب مصر... لان كل الناس عندها حق من وجهة نظرها. ويستطرد محمد زيراع حديثه قائلا: البلطجة والفوضي التي تحدث في الشارع منظمة وبفعل فاعل... حيث هناك اشخاص من النظام القديم يريدون عدم نجاح الثورة ويريدون تلويثها حتي لانكشف جرائمهم. أما بالنسبة لتواجد الناس في التحرير فهذا له أسبابه لان مطالبهم لم تتحقق بعد... وان شرعية الثورة تكفل لهم ولنا جميعا لتحقيق تلك المطالب مثل تغيير الدستور والغاء قانون الطواريء والغاء جهاز أمن الدولة. أما بالنسبة للمطالب الفئوية فهي مشروعة ومن حق كل شخص التعبير عن آرائه كما كفل له الدستور... لكن أحب ان اقول للناس هناك اولوية للمطالب فلنبدأ بالمهم ثم الاقل أهمية وعلي الناس ان تفهم ذلك ان هناك اشياء مهمة يجب الاهتمام بها مثل الاهتمام بالعمل لتشغيل عجلة الانتاج... ايضا الترويج للسياحة. وفي نهاية حديثه أكد محمد زيراع انه لايجب ان توجد بيننا لغة التخوين حيث لابد ان نلتمس لبعضنا الاعذار ولابد ان نسمع لبعض... ويجب ان يدور حوار علي المستوي القومي نسمع فيه أفكار بعضنا البعض. فوضي لحظية ويقول ناصر أمين محامي وناشط سياسي بأن الثورة في لحظتها فوضي لكنها تؤدي في النهاية إلي نظام محكم... والآن لايوجد في مصر سوي صوت التحرير وصوت الثورة... وان الاساس الذي يحكم مصر حاليا هو مشروعية الثورة... وان تلك الثورة اسقطت نظام فاسد بأكمله... وعلي الشعب الالتزام بمشروعية الثورة حيث ان الشعب قام وأسقط النظام. أما بالنسبة للفوضي التي تحدث في الشارع المصري من قبل البلطجية فتلك فوضي منظمة من قبل النظام السابق يريدون تلويث الثورة.