أجرت صحيفة الشروق الجزائرية حوارا مع الكابتن نادر السيد حارس مرمى المنتخب المصري السابق وواحد من الرياضيين القلائل الذين شاركوا في ثورة 25 يناير، و(shootha.com) يقدم لكم نص هذا الحوار الذي أكد فيه نادر السيد بعض الحقائق التي رآها هناك.. في ميدان التحرير.. كيف كانت البداية معك بالنسبة للثورة المصرية، وكيف كنت تنظر إليها؟ البداية بالنسبة لي كانت من قبل بداية الثورة أو بدء المظاهرات، فكانت لدي دوافع كثيرة للتغيير في البلاد، فهناك خلل وفساد استشرى منذ سنوات كثيرة وكان يجب تغيير ذلك. أما عن مشاركتي في التظاهرات، فقد نزلت إلى الشارع منذ يوم 26 يناير الماضي بعد بدء التظاهرات بيوم واحد وبعد طرد المتظاهرين من ميدان التحرير بالقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه وشعرت وقتها أنها حالة حراك في البلاد وأن معالم الثورة بدأت تظهر وكنت أقول إنني أستشعر بأنها ثورة من أول يوم نزلت فيه إلى الشارع وأن هذا الشعب سينتصر على النظام الفاسد. لماذا شعرت بأنها ثورة.. وليست مجرد تظاهرات أو احتجاجات؟ حين ينزل الشعب بكافة طوائفه ثائرا على حاله وعلى أوضاع البلاد فهذا ينبئ بأن هناك ثورة ستنفجر، لأن التظاهرات والاحتجاجات غالبا ما تكون فئوية، لكن الثورة الحقيقية ترى فيها كافة أطياف الشعب. ما الدوافع التي حركتك للنزول إلى الشارع؟ ليس هناك عوامل تدفع أي إنسان للمطالبة بزوال الفساد سوى الشعور بالقهر والظلم الذي خيم على الشعب بأكمله، فقد وجد الجميع أرضية مشتركة وهي إسقاط النظام الفاسد والرفض التام لاستمرار الفساد والقهر والظلم. ما أصعب المواقف التي عشتها وأنت في ميدان التحرير؟ لم أشعر بأي ضيق وأنا في ميدان التحرير، فبالرغم من أنني كنت أستشعر بأني سأصاب بطلق ناري أو طعنة سكين، لكني كنت أشعر براحة غريبة لم أشعر بها من قبل، ففي ميدان التحرير رأيت مصر الحقيقية، فالكل مجتمع من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال والمسلمين والأقباط، حتى مع تساقط الشهداء والمصابين أمامي كان يزيدني صلابة وإصرارا. وكيف تلقيت خطاب التنحي؟ الفرحة كانت عارمة وكنت وقتها في الميدان وشعرتf أن حملا ثقيلا تم إزاحته من على صدور الشعب، لكني فكرت مع الشباب وقتها وأيقنا بأنها أصعب خطوة وأول خطوة في هذه الثورة. كيف تقيم أداء الشرطة مع المتظاهرين قبل الانسحاب الفاضح لها ونزول الجيش؟ رأيي قد يكون صادما بعض الشيء، لأني أرى أن الشرطة قامت بشيء إيجابي، وأنها استطاعت تجميع الشعب بأكمله ضدها وضد النظام الفاسد. البعض روج إلى وجود قلق من مشاركة الإخوان في الميدان وأن ما حدث كان فرصة لهم للوصول إلى سدة الحكم؟ الإخوان هم مصريون وكانوا بجوار الجميع في الميدان ولم نستشعر وجودهم بسبب أنهم كانوا من نسيج الشباب المرابط في الميدان وكانوا أكثر الناس تنظيما وحماية للميدان، وأنا ضد الترويج لفزاعة الإخوان. ما رأيك في خروج بعض الرياضيين في مظاهرات تأييد للرئيس مبارك؟ الثورة قامت لتوحيد الشعب وإقامة ديمقراطية حقيقية، وإن كان خروجهم للتعبير عن رأيهم فهم أحرار، لكن محاولة الهجوم على ثورة هذا الشعب خيانة للشعب الذي صنع منهم نجوما رياضيين. كيف ترى مستقبل مصر؟ لدي ثقة عمياء في الشعب المصري الأصيل وأعتقد أن هذا الشعب قادر على صياغة مستقبله بشكل أفضل بكثير من الثلاثين عاما الماضية. وماذا تقول لمبارك؟ أقول له هذا مصير أي حاكم ينفصل عن شعبه...