تعيش مصر حالة من التخبط و"اللخبطة ..جعلتني وجعلت معظم المصريين يعيشون حالة من الاحباط وبوادر الاكتئاب. أمامنا ملفات ساخنة لا تقل سخونة عن الجو لكن أحدا لا يعمل علي تبريدها أو إطفاء نارها.. بل هناك من ينفخ فيها ويسكب عليها البنزين والسولار اللذين لا نجدهما.. لازلنا غارقين في أزمة سد النهضة الإثيوبي ..انتقلنا منها الي أزمة قطع العلاقات مع سوريا .. ثم الي أزمة تهديد العلاقات مع دولة الإمارات.. وبعد ذلك الي أزمة المحافظين الجدد . لنا في كل تلك الأزمات كلام كثير.. لكنه كلام مر مرارة العلقم . لكن الأكثر مرارة هو ذلك الكلام الذي سمعناه في مؤتمر استاد القاهرة الذي كان مخصصا في الأساس لنصرة شعب سوريا ضد النظام الدموي الذي يحكمه فتحول الي دعوة للمزيد من الدماء في سوريا.. ودعاء علي المعترضين علي سياسات وأفعال الرئيس والحكومة والجماعة. قال الداعية السلفي الشيخ محمد عبدالمقصود، خلال مؤتمر تأييد سوريا باستاد القاهرة، وفي حضور رئيس الجمهورية، "أسأل الله أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين، ويجعل يوم 30 يونيو يوم عزة للإسلام والمسلمين، وكسر لشوكة الكافرين والمنافقين". وتفرغ الشيخ عبدالمقصود للدعاء علي المشاركين في تظاهرات 30 يونيو من معارضي الرئيس قائلا: "اللهم رد كيدهم في نحورهم، واجعل تدميرهم في تدبيرهم، اللهم إنا نعوذك من شرورهم، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم"، وردد المشاركون في المؤتمر من مؤيدي الرئيس علي دعوته بالتأمين ودعوا وراءه.. وهو دعاء كما تري نردده جميعا في صلاتنا علي اسرائيل.. والنتيجة واضحة أمامنا. وفي الوقت نفسه أعلن عاصم عبد الماجد عضو شوري الجماعة الإسلامية ومؤسس حركة "تجرد" الداعمة للرئيس مرسي باستعداده لقتال المعارضة في 30 يونيو إذا وجب القتال، وقام بتشبيه موقف المعارضة بموقف"أبو جهل" من الإسلام، وهو ما اعتبره البعض لا ينسلخ عن ثقافة الرجل الدموية باعتباره "إرهابي" سابق، وأن ذلك مقدمة لحرب أهلية قد تندلع بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه، بينما يري البعض أنها تصريحات لتخويف الشعب المصري والمعارضة من فعاليات يوم 30. ماكان يجب أن تخرج مثل تلك الكلمات من شخص مسلم .. فما بالك برجل يدعي أنه داعية اسلامي .. فليس هذا هو الإسلام ولا هكذا يجب أن يكون الدعاة .. ولا يصح لمصري حتي لو كان بالاسم فقط أن يدعو علي مصريين مثله لمجرد أنهم يعارضونه .. ولا يليق بمسلم أن يؤمن بمثل هذا الدعاء علي مسلم مثله ..والأغرب هو أن تكفير الشعب المصري يعتمد علي فتوي مغلوطة بعدم جواز الخروج علي الحاكم .. بينما نفس الناس ونفس الداعية يؤيدون خروج السوريين علي حاكمهم . ومهما قلنا من كلمات فإن ما خرج من فم العالم الجليل الإمام الأكبر شيخ الأزهر كان كافيا.. ولذلك أذكركم به رغم نشره بالأمس. قال الدكتور أحمد الطيب إن الأزهر الشريف، الذي يعمل دَومًا علي جمعِ الكلمة، ونبذ الخلاف والفُرقة التي توهن من قوتنا، وتذهب بريحنا، يجد نفسه مضطرًا إلي التعقيب علي ما نُشِرَ من أقوالٍ وإفتاءاتٍ منسوبة لبعض الطارئين علي ساحة العلوم الشرعيَّة والفتوي. ومنها أن مَنْ يَخرج علي طاعة "ولي الأمر الشرعي" فهو منافقٌ وكافرٌ، وهذا يعني بالضرورة الخروج عن مِلَّةِ الإسلام. .مؤكدا علي أن هذا هو رأي الفِرق المنحرفة عن الطريق الصحيح للإسلام، وهو كلامٌ يرفُضُه صحيحُ الدِّينِ ويأباه المسلمون جميعًا، ويُجْمِعُ فقهاءَ أهلِ السُّنَّة والجماعة علي انحرافه وضلاله..وعلي الرغم من أن الذين خرجوا علي الإمام علي- رضي الله عنه - قاتلوهُ واتهمُوهُ بالكُفر، إلا أنَّ الإمام عليًا وفقهاء الصحابة لم يُكَفِّرُوا هؤلاء الخارجين علي الإمام بالعُنْف والسِّلاحِ، ولم يعتبروهُم مِن أهل الرِدَّة الخارجين من المِلَّة..ويؤكد الأزهر أنَّ المعارضةَ السلميَّة لولي الأمر الشرعي جائزةٌ ومُباحة شرعًا، ولا علاقَةَ لها بالإيمان والكُفرِ، وأن العُنْف والخروج المُسلَّحَ مَعصِيةٌ كبيرةٌ ارتكبها الخوارِجُ ضِدَّ الخُلفاء الراشدين ولكنَّهم لم يَكفُروا ولم يخرجوا من الإسلام. أما الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، فقد أكد أن حق التظاهر والاحتجاج السلمي جائز ومباح شرعًا، مشددًا علي أن التخريب والعنف وتعطيل مصالح الناس حرام شرعًا.وأكد علي أن المسلمين والمسيحيين يعيشون في مصر كأسرة واحدة تجمعهم قيم مشتركة ومصير واحد، مشيرًا إلي أن الإرادة الشعبية هي الأساس لتعميق هذا المفهوم بين المصريين جميعًا. حماك الله يامصر بالأزهر.