قال الأزهر الشريف إن المعارضة السلمية لولي الأمر "جائزة ومباحة شرعا"، مشددا على أنه "لا يجوز تكفير أحد من المعارضين لخلافه مع الحاكم". وفي بيان صادر عن الأزهر اليوم الأربعاء، قال شيخه أحمد الطيب إن "المعارضةَ السِّلميَّة لوليّ الأمر الشرعيّ جائزةٌ ومُباحة شرعًا، ولا علاقَةَ لها بالإيمان والكُفرِ". ويأتي هذا البيان بعد يوم واحد من لقاء جمع الرئيس المصري محمد مرسي أمس الثلاثاء بشيخ الأزهر وبابا الأقباط تواضروس الثاني بقصر الاتحادية الرئاسي. وجاء أيضا بعد تصريحات لدعاة مصريين في الأيام الأخيرة وصفوا فيها الداعين للتظاهر يوم 30 يونيو الجاري ضد مرسي ب"الكفار". وأضاف شيخ الأزهر في البيان أن "العنف والخروج المسلح معصية كبيرة ارتكبها الخوارج ضد الخلفاء الراشدين ولكنهم لم يكفروا ولم يخرجوا من الإسلام". ودعت قوى معارضة إلى التظاهر يوم 30 يونيو، للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس مرسي والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، فيما قالت قوى إسلامية إنها ستتظاهر في اليوم ذاته دعما وتأييدا لمرسي واحتفالا بالذكرى الأولى لتوليه السلطة، بعد فوزه في أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي ظل بالحكم قرابة 30 عاما. وقال بيان الأزهر إن "الأزهر الشريف، الذي يعمل دَومًا على جمعِ الكلمة، ونبذ الخلاف والفُرقة التي توهن من قوتنا، وتذهب بريحنا، يجد نفسه مضطرًا إلى التعقيب على ما نُشِرَ من أقوال وإفتاءات منسوبة لبعض الطارئين على ساحة العلوم الشرعيَّة والفتوى". وحول الفتاوي التي صدرت مؤخرا من شيوخ بأن من يخرج على طاعة "ولي الأمر الشرعي فهو منافق وكافر، وهذا يعني بالضرورة الخروج عن مِلَّةِ الإسلام"، قال بيان الأزهر إن هناك عدة أحكام شرعية أولها أن "هذا هو رأي الفِرق المنحرفة عن الطريق الصحيح للإسلام". وأضاف أن هذا "كلامٌ يرفُضُه صحيحُ الدِّينِ ويأباه المسلمون جميعًا، ويُجْمِعُ فقهاءَ أهلِ السُّنَّة والجماعة على انحرافه وضلاله". وأوضح البيان أن "الذين خرجوا على الإمام عليٍّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، قاتلوهُ واتهمُوهُ بالكُفر، إلَّا أنَّ الإمام عليًا وفقهاء الصحابة لم يُكَفِّرُوا هؤلاء الخارجين على الإمام بالعُنْف والسِّلاحِ، ولم يعتبروهُم مِن أهل الرِدَّة الخارجين من المِلَّة، وأقصى ما قالوه: إنهم عُصاةٌ وبُغاةٌ تَجِبُ مقاومتهم بسبب استخدامهم للسِّلاح، وليس بسبب معارضتهم". ودعا شيخ الأزهر في بيانه إلى الوفاق والحذر من العنف والفتنة، كما حذر أيضا من تكفير الخصوم واتهامهم في دينهم. وعلى صعيد متصل، طالب سياسيون مصريون شيخ الأزهر باستمرار جهوده للحيلولة دون وقوع عنف في مظاهرات 30 يونيو/حزيران وسط مخاوف من تحوله إلى حرب أهلية. والتقى الطيب بمكتبه بالمشيخة اليوم الأربعاء بكلا من سيف الدين عبد الفتاح المستشار السابق للرئيس مرسي، ونادية مصطفى أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حيث قدما له الشكر على جهوده الساعية لتجميع الفرقاء ولمّ الشمل، وتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف والاتجاهات. وجدد شيخ الأزهر التأكيد على موقفه الدائم ضد العنف بجميع صوره وأشكاله، وقال الطيب إن "الأزهر لا يملّ من دعوته جميع الأوساط على اختلاف اتجاهاتها إلى التوحد والالتفاف حول المصلحة العليا للبلاد". ويخشى المصريون أن تتحول مظاهرات المؤيدين والمعارضين يوم 30 يونيو إلى أحداث عنف بسبب حالة الاستقطاب الحادة التي تسود الساحة السياسية حاليا، وهو ما دفع الأزهر إلى إصدار بيان يوم الجمعة الماضي دعا فيه المصريين إلى "الحفاظ على وطنهم". وقالت مصادر أمنية في تصريحات سابقة للأناضول إن وزارة الداخلية ستؤمن المظاهرات المتوقعة يوم 30 يونيو عن طريق الدفع ب200 ألف شرطي. وشهدت عدة مدن مصرية يوم أمس الثلاثاء أحداث عنف بين مؤيدين ومعارضين لنظام مرسي بسبب حركة تغيير المحافظين الأخيرة التي صدرت الأسبوع الحالي، وشملت تعيين 7 محافظين من جماعة الإخوان المسلمين.