ظهر علي الساحة مؤخرا العديد من الظواهر المنافية للفطرة البشرية السليمة والآداب المعروفة ناقشها مجمع البحوث الإسلامية في اجتماعه مؤخرا، برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حيث رفض المجمع ما قام به شخص فرنسي يدعي محمد لودوفيك لطفي زاهد، بفرنسا، بعقد قرانه علي شريكه "مثلي الجنسية"، وقوله إن القرآن لم يحرم ذلك وأن هذا العقد تم وفقا للشريعة الإسلامية، وأكد المجمع أن ما قام به هذا الشخص أمر لا يجوز شرعا، لأنه أنكر ما هو معلوم بالدين بالضرورة وأنه مارق. وأكد المجمع أن جميع الشرائع والأديان السماوية تحرّم »زواج المثليين» سواء أكانا رجلين أو امرأتين تحريماً قطعياً، وأن الصلاة خلف أي منهم باطلة.. وأكد المجمع أنه لا يجوز الصلاة خلف هذا الرجل خاصة بعد إعلانه أنه ينوي إنشاء مسجد للمثليين الجنسيين. ونبه المجمع سائر المسلمين في العالم بأن ما يفعله هؤلاء الشواذ محرم شرعًا، ومخالف لما هو معلوم من الدين بالضرورة بنص الكتاب والسنة، وأنه لا زواج بين المثليين سواء أكانا رجلين أو امرأتين، وأن هذا الارتباط بين المثليين محرم قطعًا في جميع الأديان. حرب علي الإسلام حول هذه القضية يوضح الشيخ عمر الديب وكيل الأزهر الأسبق إن ما يحدث من أمثال هؤلاء ما هو إلا ضرب من الحرب القائمة علي الإسلام والمسلمين ومثل هؤلاء اخطر علي الإسلام من أعدائه،لانهم أعداء يدعون الانتماء للإسلام ويحاربونه من داخله،في حين ان الإسلام منهم ومن اعمالهم براء. ويضيف:هؤلاء يتجرؤون علي الإسلام وعلي رسول الإسلام حتي أن هذا الكافر تجرأ علي رسول الله فقال إن محمدا لو ولد في زماننا هذا لما حرم هذا الفعل الشنيع الذي تأباه النفوس السليمة فضلا عن حرمته في سائر الأديان. ويؤكد: إن الإسلام قد جعل عقوبة هؤلاء أكبر من عقوبة الزاني،لأن هذا الذي يفعل الفاحشة في غيره عقوبته القتل في حين ان الزاني المحصن يرجم فقط، ومن هنا كان هذا العمل محرما تحريما قاطعا في الدين الإسلامي ومعظم الشرائع الأخري تحرم وتجرم مثل هذه الاعمال. ويدعو الشيخ الديب إلي ضرورة تنبيه الناس وخاصة الذين يلتقطون أخبارهم ومعلوماتهم من الانترنت وتحصينهم من هذه الافكار الخبيثة خوفا من الوقوع في براثن مثل هؤلاء الاعداء الذين يريدون تدمير الإسلام من داخله. فناء للبشريه ويشدد الدكتور يوسف القرضاوي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر علي أن الحياة تقوم علي زوجين مختلفين هما الذكر والأنثي لا علي مثلين متشابهين، واستغناء الرجال عن النساء واستغناء النساء عن الرجال يعني فناء البشرية والنفوس التي فارقت فطرتها ورضيت بالمثلية منحطة إنسانيا. ويقول: الأصل في الإنسان أنه مجبول علي أن يميل إلي الجنس الآخر، فالرجل يميل إلي المرأة والمرأة تميل إلي الرجل ولا يستغني أحدهما عن الآخر. ويوضح أن الله سبحانه وتعالي خلق الإنسان من ذكر وأنثي «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَي»، «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا»، وفي آية أخري «وجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إلَيْهَا». ويشير إلي أن الأصل هو الميل الفطري بين الجنسين والقرآن ذكر أن الكون قائم علي الزوجية وليس علي المِثلية وقاعدة الزوجية قاعدة كونية «سبْحَانَ الَذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ ومِنْ أَنفُسِهِمْ ومِمَّا لا يَعْلَمُونَ»، «ومِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ». ويشير إلي أن القرآن الكريم حكي لنا قصة قرية ارتكبت الخبائث ».. ونجيناه من القَرْيَةِ الَتِي كَانَت تَّعْمَلُ الخَبَائِثَ إنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ»، وهي قرية قوم لوط الذين قال لهم نبيهم: «أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ العَالَمِينَ وتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ» واستنكر عليهم ترك المرأة الطاهرة التي خلقها ربنا وأعدها لإشباع غريزة الرجل إلي النجاس. ويوضح أن الله عاقب قوم لوط وخسف بهم الأرض، لافتا إلي أن القرآن ذكر أن فيه عقوبتين أصابتا القرية التي كانت تعمل الخبائث فقد جعل عاليها سافلها وأمطر عليها «حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ، مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ»، كل حجر ذهب لصاحبه ليصيبه فالحجارة للأشخاص والبلدة أصبح عاليها سافلها وأكد فضيلته أن ما حدث للقرية التي كانت تعمل الخبائث يجب أن يكون مثلا وعبرة للناس إلي يوم القيامة حيث يظل التهديد الإلهي قائما بنص قوله تعالي: «ومَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ». ويوضح الدكتور القرضاوي :عقوبة كل من ينحرف جنسيا مثل عقوبة الزاني وقد اختلفت المذاهب الفقهية في العقوبة وبعضهم يعاقَب مرتكب فاحشة اللواط معاقبة الزاني فنفرق بين المتزوج وغير المتزوج وبين المتزوجة وغير المتزوجة وبعضهم قال الاثنين عقوبتهم سواء وبعضهم قال نرميهم من حالق - مكان مرتفع- كما فعل ربنا في قوم لوط وبعض الفقهاء قال نُحرِّقهم. ويمكن أن نختار منها ما هو أقرب وأخف في عصرنا مراعاة لعموم البلوي لأن عموم البلوي بالمصائب وبالمعاصي من المخفِّفات في التشريع الإسلامي، إنما المهم تجريم هذا العمل. ويقول الشيخ عبد التواب قطب وكيل الأزهر الأسبق إن هؤلاء المثليين أو الشواذ يرتكبون محرما من أكبر المحرمات وكبيرة من أكبر الكبائر وقد اهلك الله قوم لوط بسبب تلك الجريمة البشعة حيث كانوا يأتون الرجال من دون النساء، موضحا أنه لا يجوز السكوت علي هذا المنكر إذا انتشر يجب تغييره وبالقوة إذا أمكن افإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ومعني التغيير بالقلب علي الأقل ألا يجلس المسلم مع هؤلاء الشواذ ولا يشجعهم ولا يأكل معهم إلي آخره.