محنة شركة وعمال عمر أفندي لاتزال قائمة وهي تشير إلينا إلي اسوأ مجالات ونماذج الخصخصة في مصر التي أحاطت بها اجتهادات غير موفقة.. وقرارات يحوطها الشك والريبة منذ البداية حتي قدمت لنا صورة مشوهة للخصخصة والتعامل مع المال العام والعمال. وأصبحت شركة وعمال عمر أفندي أمام طريق مسدود حتي أن أي علاج سواء بإعادتها إلي حظيرة المال العام أو استمرارها لدي المالك الحالي أو نقلها لمالك جديد أيا كان اسمه سيصبح أمراً غاية في الصعوبة. تعرضت الشركة وعمالها وسمعتها للكثير من الانتقادات والاعتراضات والتشويه حتي أن استئناف نشاطها ومواجهة المنافسة في السوق من شركات أخري قد يصبح أمراً يثير الضحك والمرارة في وقت واحد فلا هي استمرت تحت مظلة المال العام ولا نقلت لقطاع خاص رشيد قادر علي العمل والتسويق. ونظرة إلي محنة عمر أفندي نجدها تقدم اسوأ نماذج الخصخصة في مصر.. قرار متسرع بالبيع.. تقييم لم يكن عادلاً. عقود البيع لهذه الصفقة لم تكن عادلة بالنسبة للمال العام والعمال.. والسبب هو المتهم الغائب في هذه المحنة والذي لم يحاسب حتي الآن.. من المسئول عن هذه المحنة؟. هل تسيطر علينا المقولة الفاسدة "عفا الله عما سلف" ونغلق صفحة من أخطر صفحات الفساد في الخصخصة وكأن شيئاً لم يحدث. عفا الله عما سلف هي مقولة وراء الكثير من الأخطاء والخطايا والكوارث.. من هم الذين باعوا شركة عمر أفندي للمشتري الحالي؟ ما هي الأسس التي تمت عليها الصفقة؟.. ومن الذي كتب مسودة ونصوص عقد البيع من هم الذين راجعوا هذا العقد؟ أين تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات المتعلقة بالعقد والصفقة؟. وأين محاضر الجمعية العمومية للشركة القابضة التي قامت بالبيع؟. أين رئيس الشركة القابضة الذي أبرم الصفقة وما هي مسئوليته؟. أين الوزير المختص الذي أمر بإبرام الصفقة ورعاها ودافع عنها بحرارة؟. أين الذين باركوا الصفقة ووقعوا عليها وأشادوا بها وهي علي هذا النحو من السوء والتدهور والاضرار بالمال العام والعمال؟. أين الأراضي المملوكة للشركة في القاهرة والمحافظات؟. أين مخازن الشركة في مدينة نصر والتي تقدر قيمتها بأكثر من قيمة الصفقة ذاتها؟. أين الفروع الأثرية بالشركة في القاهرة والمحافظات؟.. وماذا فعل بها المشتري الجديد؟. وكيف سيتم التعامل معها؟. أين هؤلاء جميعاً؟. وأين جرد أصول الشركة علي أرض الواقع من أراض وعقارات وهل هي مملوكة كلها للمشتري الجديد أم أن بعضها لم يدخل للصفقة؟. هل سيحاسب من وقع في الخطأ خلال إبرام هذه الصفقة سواء كان هذا الخطأ بحسن نية أو عن قصد؟ هل الأمر يبدو علي هذه الدرجة من السهولة والاستهتار لاهدار المال العام وتشريد العمال الغلابة والاستيلاء علي أموال عامة دون وجه حق وبخاصة الأراضي والعقارات المملوكة للشركة وبعيدة عن جرد الفروع؟. هل سيقولون لنا أيضاً عفا الله عما سلف؟. هل سنترك من اخطأ حراً طليقا دون كلمة محاسبة أو عتاب؟. أين من دافع عن الصفقة وتحدي الكل حتي ولو كان قد قفز من القارب وهرب إلي خارج الحدود؟. أين أعوانه وأنصاره الذين وقعوا علي الصفقة من المستشارين والأنصار والمعاونين؟. ولا تنسي الذاكرة تحذيراً أطلقه كاتب هذه السطور إلي وزير الاستثمار السابق قبل إبرام الصفقة بأيام محدودة وقلت له أمام كل رؤساء الشركات القابضة في اجتماع بمبني وزارة الاستثمار إن أرض مخازن عمر أفندي بمدينة نصر لو بيعت بمفردها ستحقق نحو مليار جنيه وجاء الرد أنها مخازن وتم الاتفاق مع محافظ القاهرة انها ليست للبيع.. وقلت ان الأوضاع تتغير ولدي أي مالك للشركة الأساليب التي تمكنه من النفاذ إلي اختراق اللوائح.. وقلت حافظوا علي المال العام حتي ولو كان البيع ضرورة ولم يستمع لنا أحد. ولم يهتم أحد بما حذرنا منه في حينه حتي وقعت الكارثة وهرب كل من اخطأ وتجاوز ولم يحاسبهم أحد.. وستظل محنة عمر أفندي نموذجا علي اهدار المال العام والاعتداء علي حقوق العمال وعدم الاستماع الي الرأي الآخر لإنقاذ الشركة وأصولها من محاولات التخلص منها بأسرع وقت وبأي ثمن ولأي مستثمر سيتقدم لهم. كلمات لها معني إذا اعتدت أن تغضب من كل ما لا يرضيك فلن تهدأ أبداً قول مأثور Gam [email protected]