سينما المرأة .. عالم جديد وقديم في حياتنا ومن قبل كان أدب المرأة.. وما بين السينما والأدب علاقة وثيقة.. وقد اختلف الرأي حول ابداع الرجل والمرأة.. فهناك من ينكر أن هناك تباينا بين ابداع كل منهما.. هذا في الوقت الذي يعج فيه العالم بالحركات النسوية. والكاتب محمود قاسم .. يصحبنا في رحلة مع الابداعات.. المرأة في عالم السينما وهو في نفس الوقت يغوص في الكثير من قضايا المرأة التي تناولتها الشاسة الفضية بابداعات نسوية.. وذلك ضمن كتابه "سينما تاء التأنيث". وقبل ان يرصد محمود قاسم المرأة في السينما وبالذات المخرجة في دول العالم المختلفة ودور الرائدات كمخرجات والمخرجات الآن. ولنفهم الحكاية من أولها. بدأ محمود قاسم برصد الحركات النسوية في العالم بقوله إن النسوية مناصروها من الرجال والنساء علي السواء وهم يبحثون عن تطور مكانة المرأة في المجتمع المحلي والدولي وأيضا في مجالات الاقتصاد والسياسة. ولقد وجدت هذه الحركات نفسها أمام مجتمع جامد يقف ضد كل ما هو جديد في مجال التغيرات الاجتماعية خاصة بالنسبة للمرأة التي تمثل ركيزة لنصف المجتمعات في الريف والمدينة. وتطور الحركات النسوية ارتبط بظهور كتب أثرت في الشعوب والمثقفين فكتاب مثل "دفاعا عن حقوق المرأة" لماري ولستون كرافت في بريطانيا سنة 1792 حيث تأثرت الكاتبة بما يدور بعد قيام الثورة الفرنسية. ودافعت في الكتاب عن حق بنات الليل في الزواج واعلان التوبة.. وعن المرأة التي تضطر للعمل في مهنة قذرة بسبب الفقر والحاجة. وقد ظهر بعدها أسماء نسائية أخري مثل سان سونيه وكانت تدافع عن حرية المرأة. وبدأت الصحف تتحدث عن حرية المرأة كتعبير جديد ثم ظهر سنة 1832 أول صحيفة نسائية بعنوان "ناصح المرأة". وارتبطت الحركات الفرنسية بالأنشطة الاجتماعية وباصدارات ثقافية ومفاهيم جديدة مثل حق العمل وحق المرأة في الانتخاب وانتقلت إلي ألمانيا ثم الولاياتالمتحدة وخركات اجتماعية ولكن بدون كتب ثم الي بريطانيا في الجامعات التي تأسست بأسماء دينية وبدأت المرأة تجد لنفسها مكانا في المدرجات وقد قادت البريطانية اميلي دافير دورا هاما لتلتحق البنات في جامعة اكسفورد وجامعة كمبردج سنة .1865 ويسجل محمود قاسم طبعا بصفته رجلا أن أول حركة لمناصرة المرأة في حق التصويت كانت في بريطانيا سنة 1866 دعا اليها الفيلسوف جون ستيوارت مين أي أن الرجال هم أول من نادي بحقوق النساء أكثر من النساء. أما في أمريكا فجاءت متأخرة بسبب انشغالهم بحق الزنوج في التصويت. وظهر كتاب هام هو الفصائل الثلاثة لكريستين دوبيرا ونادي بحق المرأة في التظاهر وكان سنة 1912 وبعدها بدأت مناداة المرأة بالسلام وأهمية ايقاف الحرب. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية جاء كتاب الجنس الثاني لسيمون دي بوفوار الذي وجد صداه في الولاياتالمتحدة خاصة في الستينيات.. وأتذكر أنا وجيل الستينيات كلنا بدأنا ثقافتنا بهذه النوعية من الكتب. وفي السبعينيات ظهر جيل من النساء ينادي بحق الاجهاض سنة 1973 وصارت المرأة تدافع عن حقها في عدم التعامل معها بالعنف والتحرش والاغتصاب.. وهذه الدعوة في السبعينيات مازالت الحركات النسوية لدينا ونحن في 2010 ننادي بها. ومن أبرز المفاهيم التي تنادي بها الحركات النسوية أن الرجل ليس هو العالم وحده.. وأن أجسادنا تخصنا نحن.. وطفل اذا أردت وعندما أريد فالمهم هو التعليم.. واستقلال المرأة وان المرأة بدون رجل ليست مثل سمكة تخرج من الماء.. ولا تحررني فانا كفيلة بنفسي وهناك من ما هو مجهول أكثر من الجندي المجهول.. انها زوجته. الغريب ان هذه الحركات وهذه المصطلحات ناهضتها بعض النساء مثل نانشا بولوتي واليزابيث ليفي حيث رأتا انه رغم كل شيء.. فالرجل هو مستقبل المرأة. وقبل ان يعرض محمود قاسم دور المرأة في السينما العربية أو المصرية فان عرضه لحكايات مجموعة من المخرجات من السينما الفرنسية والسينما الألمانية والسينما المجرية.. والأسترالية.. والهندية والايرانية والايطالية.. والأمريكية. وعندما نبدأ بالمرأة في السينما المصرية ماذا رصد محمود قاسم صاحب جائزة الدولة التقديرية. ان الظاهرة الغريبة أن المرأة كمخرجة بدأت تقف خلف الكاميرا منذ الأفلام الأولي من عمر هذه السينما ففي الثلاثينيات والأربعينيات حسب قوائم المخرجين في السينما.. ظهر حوالي 20 مخرجة منهن خمس عملن في بداية السينما وهن احسان صبري.. وأمينة محمد.. وبهيجة حافظ.. وعزيزة أمير.. وفاطمة رشدي. أما الخمس الأخريات اللائي عملن منذ منتصف العقد التاسع عشر والقرن العشرين فهن نادية حمزة.. وايناس الدغيدي ونادية سالم وأسماء البكري ونعمات رشدي وذلك باعتبار ان فيلما من أحب الذي أكملت اخراجه ماجدة تمت تحت ظروف انتاجية. وفي السنوات الأخيرة كانت هناك ساندرا نشأت وهالة خليل وكاملة أبوذكري ومنال الصيفي. وأغلب مخرجات المرحلة الأولي من السينما هن في الأساس ممثلات مارسن الاخراج كنوع من الوجاهة الفنية وكل النساء اللاتي أخرجن أفلاما في هذه الفترة اشتركن في بطولة هذه الأفلام وكتابتها وأحيانا في أنتاجها. وأكثر الأفلام التي أخرجتها النساء في الفترة الأولي للسينما المصرية.. فنري أن المآسي تحوط بهن والعراقيل مقامة دوما أمام الحب وفي الكثير من هذه المصائر.. تدفع المرأة حياتها بينما يبقي الرجل علي قيد الحياة ينعم بها سواء كان شريدا أو طيباً. والرجال في هذه الأفلام هم أسباب الشر وصانعوه فهم الذين يزجون بالمرأة إلي الجريمة أما النساء فبريئات حتي وان كن يمارسن أعمالا متواضعة كالرقص. المرأة في السينما العربية أو المصرية أو الأوروبية كمخرجة هي الأكثر اجادة.. وان واحدة من الأديبات وهي فرانسواز ساجان أخرجت فيلمين عن قصة حياتها وحتي سيمون دي بوفوار كانت أمنيتها ان تخرج فيلما روائيا لأن السينما يمكنها ان تصل للجمهور أكثر من الأدب. الاخراج في السينما دخلته المرأة كما دخلت من قبل مجال الفنون والآداب.. وهي ليست متطفلة علي هذا العالم بدليل انها قدمت أفلاماً جيدة.. وفي أغلب الأحيان سحبت البساط من تحت أقدام الرجال. في النهاية كتاب محمود قاسم سينما تاء التأنيث رصد تاريخي قيم لدور المرأة سواء في الحركات النسوية أو الأدب أو السينما. ويستحق القراءة لكل مهتم بقضايا المرأة.. وأن يكون جزءا من مكتبته. ثمن الابداع له ثمن باهظ يدفعه الفنانون مقابل التعبير عما لديهن من أفكار وأحلام داخل مجتمعاتهم وأوطانهم بما يتحملون من نقد لاذع بل وتعرض بعضهم للخطر البالغ هذا هو ما قالته السيدة جيهان السادات علي هامش كلمتها أمام ندوة تمكين المرأة للابداع بحرية والتي استضافتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة الجديدة ونظمتها مؤسسة حرية الابداع العالمية في اطار الاحتفالية الدولية التي تنظمها المؤسسة سنويا واستضافتها مصر لهذا العام لتسليم جوائزها العالمية للمبدعين الشباب في مختلف مجالات الفنون.. وكما قالت السيدة جيهان السادات ان هؤلاء المبدعين الذين فازوا بجوائز المؤسسة لعام 2010 قد طرحوا حلولا وبرامج من خلال أعمالهم الفنية. وقد شاركت السيدة جيهان السادات كمتحدثة رئيسية في الندوة حيث استعرضت مسيرتها في دعم حقوق المرأة المصرية وتمكينها السياسي من خلال سن القوانين والتشريعات باعتبارها مؤسس الرابطة العربية الافريقية بمصر المعروف ان السيدة جيهان السادات مؤلفة لعدد من الكتب "سيدة من مصر" "أملي في السلام" التي حققت أعلي مبيعات في وقتها. * السيدة جيهان السادات عندما رافقتها في أول مؤتمر دولي أقوم بتغطيته صحفيا سنة 1980 وهو المؤتمر العالمي للمرأة بكوبنهاجن بالدانمارك وكان وقتها لها دور كبير في دعم السلام بين فلسطين وإسرائيل.. بالرغم من معارضة الفلسطينيات وقتها لها.. وأتذكر وقتها ان الفلسطينية ليلي خالد التي خطفت طائرة. كانت قد خطفت الأبصار أيضا بمقاومتها واستطاعت السيدة جيهان السادات وقتها بلباقتها وفطنتها ان تبطل كل ما تردده ليلي خالد بمقولتها الشهيرة "القافلة تسير نحو السلام بالرغم من كل شيء". جيهان السادات في حديثها بالجامعة الأمريكية استعرضت ببساطة وتواضع فترة زواجها من الزعيم الراحل أنور السادات وسلطت الضوء علي أهمية ارساء مفهوم السلام ليكون نواة تنطلق منها المجتمعات خاصة المرأة التي تمثل دعامة البناء الرئيسية في أي مجتمع ومؤسسة حرية الابداع التي احتفلت بالقاهرة بالمبدعين في العالم هي منظمة دولية شهيرة تأسست 2006 لدمج قوي الفن والثقافة بهدف بناء مجتمعات أكثر ابداعا ورخاء وتعد حرية التعبير الابداعي الدعامة الأساسية للمجتمعات العادلة والمنصفة والركيزة الأساسية للسلام. وجوائز مؤسسة حرية الابداع 125 ألف دولار للشباب وتقدمها للفنانين الذين يمتازون بالجرأة والابداع والترويج للعدالة الاجتماعية في دول يمنع القمع السياسي والجهل والتطرف الديني التعبير الإبداعي. وقد فاز هذا العام ثلاثة أفلام الهروب * فيلم من كينيا يوضح ختان الاناث والزواج المبكر في قبيلة ماساي * وفيلم آخر ما بعد الضوء الأحمر وهو فيلم تعليمي عن أزمة الاتجار الجنسي للفتيات في نيبال * فيلم الأصدقاء الخارقين فيلم وثائقي يتناول مغامرات خمسة من الأبطال المعاصرين في مدينة ميكسيكو خلال مواجهتهم لتحقيق العدل. * ولا عزاء للسيدات: أقصد بهذا المرأة في الكوتة أي واحدة خارج ترشيح الحزب الوطني.. لم تنجح في الكوتة ولا تعليق. [email protected]