الفائزة بشيك المصرية للاتصالات هذا الأسبوع أرملة في العقد الرابع من العمر تحملت مسئولية أبناءها الصغار بعد وفاة زوجها فذاقت الأمرين ورفضت رغم ضيق الحال تلقي أي مساعدة بالرغم من أن دخل الأسرة لا يكفي سداد إيجار الشقة فقط لكن كبرياءها منعها من مد يدها للغير فأغلقت بابها علي نفسها وزرعت في نفس أبناءها الرضا بالقليل وعدم النظر إلي ما في أيدي الآخرين حتي وصلت بناتها إلي عمر الزواج وقبل أن تكمل رسالتها سقطت مريضة فلم تستطع استكمال المشوار الذي بدأته منذ سنوات طويلة وأصبح دخلها عبارة عن معاش ضماني قدره 70 جنيهاً فقط فجاءت إلينا تروي مأساتها. تقول مرفت السيد محمد إنها تزوجت من أول عريس طرق بابها وبالرغم من دخله الضعيف من عمله كأرزقياً إلا أنه لم يدخر جهداً في اسعادها والتفاني في العمل وكانت هي الأخري تؤازره باستمرار وتقف بجواره وتهيء أبناءها حتي يكونوا علي قدر المسئولية وأن يتحملوا جزءاً من معاناة والدهم ليخرجوا إلي الحياة حاملين للمسئولية لكن الموت خطفه وهو في بداية الطريق فانتقلت إليها المسئولية ورفضت الزواج رغم صغر سنها وقررت أن تعيش لأبنائها فقط فبحثت عن عمل تعول منه أسرتها وبذلت مجهوداً كبيراً في العثور علي عمل يناسب ظروفها حتي نجحت في الالتحاق بأحد مصانع القطاع الخاص وبدأت أحوالها المادية تتحسن وظلت علي هذا الحال سنوات تنتظر أن يتخرج أبناؤها ويحصلون علي أعلي الشهادات حتي تشعر أنها أوفت بالعهد الذي قطعته علي نفسها أمام والدهم قبل وفاته. ولم يمنح القدر الأم الفرصة حتي تواصل معهم المشوار فقد بدأت أعراض الفشل الكلوي تظهر عليها منذ أن كان أكبر أبناءها في المرحلة الإعدادية فلم تستطع إلحاقه بالثانوي العام واكتفي معظم أبنائها بالحصول علي مؤهل متوسط وكانت أعراض المرض تتزايد كل يوم حتي أصبحت أسيرة لجلسات الغسيل الكلوي فتركت عملها وأصبح دخلها الوحيد معاشا ضمانيا ضئيلا للغاية يصل إلي 70 جنيهاً فقط. حاولت ابنتها الكبري البحث عن فرصة عمل لكنها فشلت أكثر من مرة وبعد خطوبتها اضطرت إلي الجلوس في المنزل بناء علي طلب أهل عريسها ووجدت الأم نفسها حائرة بين متطلبات أبنائها الصغار وتجهيز ابنتها المخطوبة منذ عام ونصف العام فدلها أهل الخير إلي عرض ظروفها علي الفرحة والأمل. عرضنا مأساة مرفت علي المهندس عقيل بشير رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للاتصالات والمهندس طارق طنطاوي الرئيس التنفيذي حيث وافقا علي منحها شيك المصرية للاتصالات بالتعاون مع الفرحة والأمل لتلبية احتياجات أسرتها وشراء بعض احتياجات ابنتها المخطوبة.. ورغم ظروف الأم الصحية المتدهورة إلا أنها أصرت علي الحضور لاستلام الشيك وقالت إنها تشعر الآن بالأمان بعد أن وجدت التفاني من بعض الجهات لاسعادها وتخفيف العبء عنها.