أما الفائز بشيك المصرية للإتصالات هذا الأسبوع فهو مواطن صعيدي رفض ترك الأرض الزراعية والعمل الشاق لأنه يعشق الطبيعة والمياه واللون الأخضر رغم قلة ما تجود به الأراضي مع إرتفاع تكاليف الزراعة وارتفاع أسعار التقاوي والأسمدة غرس في نفوس أبنائه حب الأرض ورفض أن يتركها أحدهم ليلحق بمن اتجهوا إلي القاهرة ليعملوا في المعمار أو المهن والوظائف المختلفة لكن الأرض التي كانت تجود بالخير أمسكته قليلاً فإنقلبت حياته لكنه كان علي ثقة من أن الازمة التي أحاطت بالفلاحين ستنتهي لكنها استمرت لسنوات طويلة حتي اضطر إلي ترك الارض التي كان يستأجرها من الغير بعد أن فشل في سداد ايجارها وزادت همومه بعد أن توقفت كليته عن العمل فجأة وخضع لجلسات الغسيل الكلوي. يقول علي عبدالمجيد حسن 75 عاماً من أهناسيا أنه كان يعشق الارض الزراعية والعمل فيها رغم المجهود الشاق الذي يبذله لكنه كان يشعر بسعادة بالغة وهو يري النبات والزرع الأخضر ينمو كل يوم حتي يحين موعد الحصاد فاستطاع من خلال دخله الضعيف تربية أبنائه الخمسة الذين وقفوا بجواره ولم يستطع سوي تعليم -اثنين منهم حصلا علي دبلوم تجاري والثلاث كانوا يعاونوه في أعمال الحقل. وبالرغم من الدخل المحدود والأرهاق الشديد الذي تتعرض له الأسرة إلا أنه كان سعيداً بما يحصل عليه نهاية كل موسم زراعي حيث رفض الاغراءات التي كانت تأتيه كل يوم للسفر إلي القاهرة والعمل هناك مع فلان الذي حقق ثروة وشقيقه الذي اشتري بيوتاً وأراضي وقريبه الذي امتلك عمارة كان حارساً عليها حيث رفض التخلي عن مبادئه التي نشأ عليها. مرت الأيام وتقدم عبدالمجيد في العمر وفي اللحظة التي كان أبناءه في حاجة ملحة لبذل مزيد من الجهد ليبني لهم مستقبلهم شعر بآلام شديد في الجانبين وكعادته أهمل في العلاج حتي تفاقمت حالته حيث توقع أنها مجرد أملاح في البول لكن الفحوصات والتحاليل الطبية اكدت اصابته بالفشل الكلوي وأن حياته معرضة للخطر إذا لم يخضع لجلسات الغسيل الكلوي الفوري وتم إجراء جراحة عاجلة لتوصيل شريان بوريد ومنذ تلك اللحظة أصبح يعيش مأساة حقيقية خاصة أنه ترك الأرض الزراعية التي كان يستأجرها من أصحابها بعد ان بارت ولم يعد يقدر علي سداد الإيجار خاصة أنه تأكد ان الشفاء من هذا المرض يحتاج إلي معجزة إلهيه. سقط أبنائه أيضاً في محنه فهم لم يتحملون المسئولية في حياتهم وكانوا تابعين لوالدهم الذي كان يستطيع تسيير الأمور بطريقته الخاصة فوقعوا في مأزق كبير وأصبح الاب يحتاج إلي من يرعاه وينفق عليه في مرضه خاصة انه يحتاج إلي أدوية بصفة دورية وكيس دم شهرياً فأرسل أهل الخير مأساته إلي الفرحة والأمل للوقوف بجوار الأسره في تلك المحنه. عرضنا مأساة الأسرة علي المهندس عقيل بشير رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للاتصالات والمهندس طارق طنطاوي الرئيس التنفيذي حيث وافقا علي منحه شيك الفرحة والأمل من المصرية للاتصالات حيث لم يتوقع عبدالمجيد ان يكون ضمن الفائزين بالشيكات فأصر علي الحضور لاستلامه بنفسه رغم المعاناة التي يتعرض لها في السفر وقال انه سوف يرتاح من شراء الأدوية والدم فترة طويلة بعد ان ذاق الأمرين خلال الأشهر الماضية.