ارتدي بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة العنصرية المتطرفة في إسرائيل رداء سابقه ايريل شارون الغائب عن الوعي الآن عندما ردد نتنياهو مقولة شارون المشهورة عن عدم وجود شريك فلسطيني في المفاوضات. بينما كان محتجزا الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في مقر "المقاطعة" برام الله حتي تم اغتياله. يريد نتنياهو اليوم شريكاً فلسطينيا بديلا لرئيس السلطة محمود عباس "أبومازن" لتمسكه بشرط وقف الاستيطان الإسرائيلي المفترس في الأراضي الفلسطينية قبل استئناف المفاوضات المباشرة. ولم تشفع لهذا الشريك الفلسطيني تنازلاته المنتزعة منه بالضغوط الأمريكية العنيفة. لأن نتنياهو يريد شريكا علي "مقاسه" ينفذ كل مطالبه في الاستيلاء علي الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها القدسالمحتلة والاعتراف بدولة يهودية عنصرية خالية من الفلسطينيين أصحاب البلاد الشرعيين. اتهم نتنياهو الرئيس الفلسطيني بأنه لا يريد أن يذكر لشعبه ما وصفه بالحقيقة أي ضرورة التسليم بمطالب إسرائيل. وهنا يبدو نتنياهو مثل شارون غائبا عن الوعي بحقيقة أن نضال الشعب الفلسطيني الذي لم يتوقف منذ سرقة أرضه سوف يستمر مهما كانت التضحيات ومهما كانت المناورات والضغوط التي سوف تتكسر واحدة تلو الأخري علي صخرة الصمود والمقاومة. ولن يظفر نتنياهو كما حدث مع سابقيه بشريك فلسطيني يوقع علي صك الاستسلام.