اليوم القارة السمراء علي موعد من أولي الخطوات علي طريق التنمية الحقيقية.. تلك الخطوة التي تحتضنها مصر لمدة يومين في شرم الشيخ وبمبادرة منها لتقاسم خبرة الأخت الكبري مع 51 دولة شقيقة من أجل إنقاذ 50 مليار جنيه سنوياً خسائر الفساد وحيث تخسر القارة 1.8 تريليون دولار سنويا في صورة أموال مهربة بما يشكل نسباً أكبر من الميزانية المخصصة للتنمية في القارة كلها. أكد الخبراء أن هذه الأموال يمكن أن تستغني بها القارة عن أي مساعدات خارجية.. والأكثر من ذلك أن أجندة تقدم القارة حتي عام 2063 لن تتحقق إلا بالقضاء علي الفساد. المنتدي الذي تؤدي فيه تجربة مصر الدور الرئيسي والذي استطعنا إنجازه من خلال الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد واستقلالية أجهزة الرقابة واطلاق يدها وكذلك القضاء. كما استعادت مصر 1.3 مليار جنيه لخزينة الدولة نتيجة ضبط عدد كبير من المخالفات. وسيطرح المنتدي عدداً كبيراً من الملفات منها عرض جهود مصر في مكافحة الفساد ووسائل القضاء عليه وتنمية القدرات البشرية في الوقوف ضده مع تجربة الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد كأول تجربة في إفريقيا لنشر قيم النزاهة والشفافية. وقد أثمرت التجربة عن نتائج هائلة فقد استطاعت الهيئات الرقابية ضبط 104 قضايا خلال شهرين وخلال عام 2018 فقط ثم استرداد أراضي وأموال تقدر ب 43 مليار جنيه. السياسيون يدقون "ناقوس الخطر": 50 مليار دولار .. "فاتورة الفساد" في القارة كتبت - نهي أبوالعزم أكد السياسيون أن مصر باعتبارها رئيس الاتحاد الأفريقي تقوم بنهضة في القارة السمراء عن طريق مكافحة الفساد في الدول الأفريقية من خلال تقديم خبراتها في مكافحة الفساد وذلك لتحقيق رفاهية شعوبها خاصة وأن الفساد يعتبر "فيروس" يقتل التنمية ويهدر ثروات الشعوب. ويري السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق وأمين عام اتحاد المستثمرين العرب أن أحد واجبات مصر كرئيس للاتحاد الأفريقي. هو مناقشة تجارب أفريقيا في مكافحة الفساد وخاصة أنه لايتوقف علي الرشوة فقط والبيروقراطية. بل وتعطيل المصالح وإهدار الموارد وصعوبة التعاملات البنكية بين الدول الأفريقية ليتم وضع تصور لطرق محاربته. يضيف بيومي. أن مصر ملتزمة في إطار نظام الأممالمتحدة بالاتفاقية العامة لمكافحة الفساد بنقل خبراتها إلي أفريقيا وإلي العالم العربي بأكمله في المنتدي الأفريقي لمكافحة الفساد بشرم الشيخ. مشيراً إلي أن مصر ملتزمة مع الاتحاد الأوروبي بمكافحة الجريمة المنظمة بكل أشكالها كتجارة المخدرات وغسيل الأموال والهجرة غير المشروعة.. وهي جرائم نحاول مواجهتها ومحاربتها. ويوضح إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن المنتدي الخاص بمكافحة الفساد جاء لتلبية المبادرة التي أطلقها الرئيس خاصة انها جاءت في ظروف مهمة.. فمصر قطعت شوطاً كبيراً في مجال مكافحة الفساد في السنوات الأخيرة. مشيراً إلي أن الرقابة الإدارية كان لها دور نشط وفعال في نفس الوقت الذي تعاني فيه القارة الأفريقية من مظاهر متعددة من الفساد. وأكد بدر الدين أن الخسائر التي تتحملها القارة الأفريقية نتيجة الفساد تصل إلي 50 مليار دولار سنوياً وهو مبلغ ضخم يقتطع من الموارد التي كانت من الممكن أن توجه لأغراض التنمية. لافتاً إلي أن مصر شديدة الاهتمام بأفريقيا في كافة المجالات وعادت لتكون رائدة القارة السمراء وقائدتها في عهد الرئيس السيسي. وأضاف. أن الفساد منتشر في العالم وإن اختلفت درجاته وأشكاله فكل دول العالم تعاني من صورة من الفساد.. أما بالنسبة للقارة الأفريقية فتعاني من مظاهر متعددة يؤثر عليها سواء من الناحية الاقتصادية أو التنموية أو السياسية.. وأن المنتدي الأفريقي لمكافحة الفساد سيطرح خطط التنمية في أفريقيا والتنمية المستدامة والتعاون الإقليمي. وأن الفساد ينعكس سلباً علي الطموحات الأفريقية. ومن هنا تأتي أهمية الدعوة لانعقاد هذا المؤتمر والذي سيكون الأول من نوعه لبحث آلية مكافحة الفساد والذي يحتاج إلي مكافحة شاملة وتعاون جميع الدول. وأوضح بدرالدين. أن المنتدي سيتم فيه تبادل الخبرات وآليات مكافحة الفساد والأجهزة التي سيكون لها دور في ذلك بمشاركة مسئولين من وزراء العدل والداخلية والأجهزة الرقابية كما سيتم تبادل المعلومات وعرض التجربة المصرية في مكافحة الفساد في السنوات الأخيرة ومناقشة وإصدار تشريعات معينة لمكافحة غسيل الأموال بخلاف الاتجار في البشر والتي تعتبر من أعمال الفساد. بالإضافة إلي أنه سيتم النظر في تنمية العنصر البشري للتعامل مع مكافحة الفساد من خلال وسائل التكنولوجيا والتدريب. متوقعاً أن تتضمن توصيات المؤتمر تحوله لمؤسسة تنعقد دوريا ليتم دراسة ما تحقق من إنجازات وما هي العوائق وكيفية الاستفادة منها. خاصة أن العالم كله يهتم بموضوع الفساد الذي لا يقتصر علي دولة واحدة فقط بل علي العالم باكمله بكل شفافية ووضوح. تتفق معه في الرأي الدكتورة هدي زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسي وتضيف أن انعقاد المؤتمر في مصر لحظة تاريخية لأن الفساد يعتبر ميكروباً وفيروساً يقلل من فرص التقدم والتنمية. وأن مصر في عهد السيسي أصبحت لها تجربة رائدة في مكافحة الفساد تستطيع أن تنقلها للقارة السمراء. .. وخبراء الأمن .. "قولاً واحداً": الفساد.. الباب الرئيسي للفقر الجريمة المنظمة.. تجارة السلاح والأعضاء.. وغسل الأموال.. "ثالوث الرعب" كتب هشام صالح ولاء صبري: أكد خبراء الأمن أن دعوة مصر للمنتدي الإفريقي لمكافحة الفساد إنما يأتي من مسئولية مصر القارية في تحقيق التنمية والرخاء لشعوب القارة التي عانت لعقود طويلة من الفساد المالي والإداري والذي أنهكها مما ساهم في انتشار المرض والجهل والفقر والجريمة المنظمة من تجارة سلاح غير مشروعة وتجارة الأعضاء وغسل الأموال. أشاروا إلي أن المنتدي بتوصياته التي سوف يتم التوصل إليها يمكن أن يكون النواة الحقيقية لمكافحة الفساد في القارة والخبرة المصرية سيكون لها الدور الرئيسي والفعال في خروج القارة من النفق المظلم. اللواء جمال أبوذكري مساعد وزير الداخلية الأسبق يقول إن مصر في ظل رئاستها للاتحاد الإفريقي تتبني نشر استراتيجية مكافحة الفساد في القارة السمراء التي تعاني شعوبها منه مما أدي إلي انتشار الجهل والفقر والمرض وظهور الجريمة المنظمة وتجارة السلاح والمخدرات وغسيل الأموال وتجارة الأعضاء الأمر الذي جعل من القارة السوداء مطمعاً لكل فاسد. أضاف: ان وضع قواعد لمكافحة الجريمة الاقتصادية ومنع نهب ثروات الشعوب سيؤدي إلي بدء تنمية حقيقية تعتمد علي الاستغلال الأمثل لثروات بلدان القارة وبالتالي تحقيق رفاهية الشعوب. يؤكد علي أن وقف الجريمة المنظمة في تجارة السلاح غير المشروعة والتي تستغل في إشعال الصراعات بين الدول الإفريقية ومنع غسل الأموال وتجارة المخدرات والأعضاء والتي تعد من أبشع صور الفساد في إفريقيا سيؤدي كل ذلك إلي خروج القارة من النفق المظلم الذي تعيش فيه لتحقيق الأمن والاستقرار ومن ثم تحقيق خطط التنمية المستدامة التي لا تنجح إلا في ظل وجود استقرار أمني وسياسي واقتصادي. يشير إلي أن مصر وضعت اللبنة الأولي لمكافحة الفساد منذ سنوات وعملت علي تحقيق الشفافية والاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي أن دعوة مصر لعقد هذا المنتدي يهدف إلي وقف "غول الفساد" الذي نهش بلدان القارة الغنية بمواردها وثرواتها البكر التي لم تستفد منها شعوبها. ويؤكد أن تتبني الدول الإفريقية التوصيات التي سوف تخرج من المنتدي يحقق الرفاهية والرخاء لشعوبها. ريادة.. مصرية ويضيف اللواء ممدوح الكدواني الخبير الأمني أن مصر من الدول الرائدة في مكافحة الفساد وإفريقيا والشرق الأوسط حيث لها خبرات موسعة في هذا المجال وبها أجهزة متخصصة لها قدرات كبيرة في كشف الفساد ومواجهة الجرائم الاقتصادية وهذه الخبرات يمكن أن تستفيد منها الدول الإفريقية التي تعاني من استشرائه منذ عقود طويلة والذي أفقر شعوبها وأصابهم بالأمراض والجهل. ويشير إلي أن الرئيس السيسي منذ أن تولي المسئولية أعطي دفعة قوية للأجهزة الرقابية المعنية في مكافحة الفساد مما أثمر عن سقوط الكثير من بؤر الفساد الإداري والاقتصادي بمصر وساهم في تحقيق خطط التنمية الشاملة. ويضيف اللواء رضا يعقوب الخبير الأمني عقب تولي الرئيس السيسي الحكم أطلق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ومنح الهيئة الرقابية صلاحيات للقضاء علي الفساد الذي يقف حائلاً أمام خطط التنمية الشاملة ومعوقاً للتقدم الاقتصادي. موضحاً ان الفساد ليس "رشوة" فقط وإنما يشمل الجشع وإهدار الموارد والسلبية والاهمال وسوء التخطيط والتنفيذ. ومن هنا كانت دعوة مصر لعقد منتدي إفريقيا لمكافحة الفساد في القارة السمراء التي تعاني شعوبها من الفساد المالي والإداري التي أنهكت تلك الدول الغنية بمواردها الطبيعية التي تذهب لفئة معينة فقط. ويشير إلي أن الخبرة المصرية في مكافحة الفساد شهدت لها منظمات دولية كبيرة بالكفاءة واستخدام الأسلوب العلمي في كشف جرائم الفساد ونشر ثقافة النزاهة والشفافية ويمكن من خلال هذا المنتدي أن تنقل مصر خبراتها للدولة الإفريقية في مكافحة الفساد وتحقيق الشفافية حتي تتمكن شعوب القارة من الاستفادة من ثرواتها الطبيعية وتحقيق التنمية الشاملة لتحقيق الرفاهية والرخاء لشعوب القارة كخطوة مهمة وضرورية للوصول بعد ذلك إلي تكامل اقتصادي بين تلك الدول لتكون قارة إفريقيا من القارات الناهضة اقتصادياً.. فمصر تمد يدها للقارة لخروجها من النفق المظلم. وزير الداخلية إطمأن علي تأمين المنتدي فاجأ الأكمنة الحدودية .. والأقوال الأمنية .. ووحدات التدخل السريع كتب خالد أمين: قام محمود توفيق وزير الداخلية فور وصوله أمس لمدينة شرم الشيخ بجولة ميدانية تفقد خلالها التجهيزات والاستعدادات التي اتخذتها أجهزة وزارة الداخلية لتأمين فعاليات المنتدي الإفريقي لمكافحة الفساد.. حيث تفقد عدداً من نقاط التفتيش والأكمنة الحدودية والارتكازات والأقوال الأمنية ووحدات التدخل السريع والنقاط الحاكمة بنطاق المدينة. وأطلع علي التجهيزات والوسائل التكنولوجية التي تم تدعيم عدد من الأكمنة والتمركزات بها بما يساهم في تحقيق المزيد من السيطرة الأمنية. واطمأن الوزير علي كفاءة وفاعلية نطاقات التأمين وما تحققه من معدلات لإحكام السيطرة علي محاور ومنافذ المدينة. ووجه وزير الداخلية باتخاذ أقصي درجات الحيطة والحذر وتشديد الإجراءات الأمنية علي حدود ومنافذ محافظة جنوبسيناء. وخاصة مدينة شرم الشيخ ونشر الأكمنة الثابتة والمتحركة.. كما وجه القيادات الأمنية بالمتابعة المستمرة للقوات ميدانياً.
