وزير التربية والتعليم يزور مدرسة «كوازاه» الفنية الصناعية في طوكيو    محافظ المنيا: تحصين 181 ألف رأس ماشية ضد الأمراض الوبائية لحماية الثروة الحيوانية    الهيئة الدولية لدعم فلسطين: إعلان المجاعة في غزة إدانة واضحة لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة وتجويع جماعي    مصر ترحب بخارطة الطريق الأممية لتسوية الأزمة الليبية    وزير خارجية باكستان يبدأ زيارة إلى بنجلاديش    النصر يواجه الأهلي في نهائي السوبر السعودي    ضبط شخص يزور تأشيرات السفر للنصب على المواطنين راغبي العمل بالخارج    هبات رياح وارتفاع حرارة ورطوبة.. تعرف على طقس مطروح اليوم السبت    وزارة النقل تناشد المواطنين عدم اقتحام المزلقانات أو السير عكس الاتجاه أثناء غلقها    البيئة تعلن الانتهاء من احتواء بقعة زيتية خفيفة في نهر النيل    غدا.. قصور الثقافة تطلق ملتقى دهب العربي الأول للرسم والتصوير بمشاركة 20 فنانا    قلق داخلي بشأن صديق بعيد.. برج الجدي اليوم 23 أغسطس    فحص وصرف العلاج ل247 مواطنا ضمن قافلة بقرية البرث في شمال سيناء    رئيس «الرعاية الصحية»: تقديم أكثر من 2.5 مليون خدمة طبية بمستشفيات الهيئة في جنوب سيناء    محافظ أسوان يتفقد مشروع مركز شباب النصراب والمركز التكنولوجى بالمحاميد    رئيس مدينة الأقصر يناقش مع رؤساء الأحياء ملفات تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين    8 وفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة خلال ال24 ساعة الماضية    خبير علاقات دولية: إعلان المجاعة في غزة يكشف سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة    ضبط وتحرير 18 محضرا فى حملة إشغالات بمركز البلينا فى سوهاج    ظهر أحد طرفيها عاريا.. النيابة تحقق في مشاجرة بمدينة نصر    رغم تبرئة ساحة ترامب جزئيا.. جارديان: تصريحات ماكسويل تفشل فى تهدئة مؤيديه    "اتحاد المقاولين" يطالب بوقف تصدير الأسمنت لإنقاذ قطاع المقاولات من التعثر    نور القلوب يضىء المنصورة.. 4 من ذوى البصيرة يبدعون فى مسابقة دولة التلاوة    محاضرة فنية وتدريبات خططية في مران الأهلي استعدادًا للمحلة    محمد مكي يعالج الأزمة الهجومية في المقاولون قبل مواجهة بتروجت    لا دين ولا لغة عربية…التعليم الخاص تحول إلى كابوس لأولياء الأمور فى زمن الانقلاب    صراع الأجيال وتجديد الدماء    البابا تواضروس يترأس قداس تدشين كنيسة القديس مارمينا العجايبي بالإسكندرية    مصر تستضيف النسخة الأولى من قمة ومعرض "عالم الذكاء الاصطناعي" فبراير المقبل    إسلام جابر: تجربة الزمالك الأفضل في مسيرتي.. ولست نادما على عدم الانتقال للأهلي    تفاصيل وأسباب تفتيش منزل مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق جون بولتون    محافظ الجيزة يشدد علي التعامل الفوري مع أي متغيرات مكانية يتم رصدها واتخاذ الإجراءات القانونية    تحرير 125 محضرًا للمحال المخالفة لمواعيد الغلق الرسمية    «متبقيات المبيدات» ينظم ورشة عمل لمنتجي ومصدري الطماطم    «صحح مفاهيمك».. مبادرة دعوية خارج المساجد بمشاركة 15 وزارة    ثلاثة أفلام جديدة فى الطريق.. سلمى أبو ضيف تنتعش سينمائيا    مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يحيي ذكرى وفاة العالم الكبير الشيخ مصطفى المراغي    ما أسباب استجابة الدعاء؟.. واعظة بالأزهر تجيب    الأوقاف: «صحح مفاهيمك» تتوسع إلى مراكز الشباب وقصور الثقافة    شباب في خدمة الوطن.. أندية التطوع والجوالة يعبرون رفح ويقدمون المساعدات لقطاع غزة    العمل والبيئة ينظمان دورة تدريبية حول الاستخدام الآمن لوسائط التبريد والتكييف بسوهاج    تحقيق استقصائى يكتبه حافظ الشاعر عن : بين "الحصة" والبطالة.. تخبط وزارة التعليم المصرية في ملف تعيين المعلمين    ابنة سيد مكاوي عن عودة شيرين لحسام حبيب: فقدت تعاطفي معها    جامعة القاهرة تُطلق قافلة تنموية شاملة لمدينة الحوامدية بالجيزة    حملة «100 يوم صحة» تقدّم 59 مليون خدمة طبية مجانية خلال 38 يومًا    إصابة 3 أشخاص في حادث سير بوسط سيناء    إعلام فلسطينى: مصابون من منتظرى المساعدات شمال رفح الفلسطينية    «الإفتاء» تستطلع هلال شهر ربيع الأول اليوم    حسن الخاتمة.. وفاة معتمر أقصري أثناء أدائه مناسك الحج    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 23-8-2025 في محافظة قنا    تنسيق الجامعات 2025| مواعيد فتح موقع التنسيق لطلاب الشهادات المعادلة    كأس السوبر السعودي.. هونج كونج ترغب في استضافة النسخة المقبلة    ملف يلا كورة.. خطة انتخابات الأهلي.. رسائل الزمالك.. واعتماد لجنة الحكام    شريف حافظ: الحب هو المعنى في حد ذاته ولا يقبل التفسير... والنجاح مسؤولية يجب أن أكون مستعدًا لها    نوال الزغبي: ضحيت بالفن من أجل حماية أولادي بعد الطلاق    ما هي اختصاصات مركز التسوية والتحكيم الرياضي المصري بقانون الرياضة بعد التصديق عليه؟    إرهاب الإخوان في ثلاجة القرارات الأمريكية.. لعبة المصالح فوق جرائم الجماعة    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه بحماس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تنقل تجربتها في مكافحة الفساد للدول الأفريقية
نشر في صوت البلد يوم 10 - 06 - 2019

الحرب على الفساد أحد اشرس معارك الشأن الداخلي التي تخوضها مصر حاليا بالتوازي مع معركتى التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية ، وهى المعركة الأخطر داخل البناء المؤسسي في إطار جهودها للإصلاح الاقتصادي والتنمية والتطوير والتحديث ، والتي لا تعرف سوى حماية المال العام ، وحماية المواطنين من الفاسدين ومصاصي الدماء والمتاجرين بقوت الشعب ، وبنجاح الجهود الوطنية في مكافحة الفساد وجرائمه ، أصبح لدى مصر تجربة رائدة وخبرة يمكن نقلها لمختلف الدول في أساليب محاصرة الفساد وتتبعه.

إن الدعم والمساندة التى تبديها القيادة السياسية في مصر لجهود الحرب على الفساد ، والضرب بيد من حديد على الفاسدين لتحقيق الردع لمن يفكر فى السعى فسادا ، عزز حرص مصر التى ترأس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقى على نقل تلك التجربة إلى الأشقاء الأفارقة كى تكون معينا لهم فى مواجهة أخطر الآفات فى القارة السمراء وهى الفساد ، وذلك على ضوء ما تعتبره اتفاقية الاتحاد الأفريقى لمنع ومكافحة الفساد ، الوثيقة القانونية الأساسية للقارة الإفريقية لمكافحة الفساد.

دوائر اهتمام مصر بمكافحة الفساد اتسعت وارتفع صوتها لتشمل القارة الإفريقية إيمانا من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الاتحاد الإفريقى بأن الفساد يقف عقبة دون تحقيق أهداف أجندة التنمية 2063 فى القارة الإفريقية ، لما يحدثه من استنزاف مواردها وهدر لجهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة ، وفى ظل رئاسة مصر للاتحاد فقد أولت أهمية متقدمة لهذا الموضوع الحيوى بين القضايا ذات الاهتمام فى برنامج ونشاط الإتحاد ، حيث تشير التقارير الدولية إلى أن معدلات الفساد فى القارة السمراء هى الأعلى عالميا، وتقدر بنحو 50 مليار دولار سنويا ، إضافة إلى التدفقات المالية غير القانونية إلى خارج إفريقيا والتى قدرت بنحو 900 مليار دولار وأغلبها عبر شركات متعددة الجنسيات وتجارة المخدرات والأسلحة والبشر.٠

وفى هذا الصدد جاءت مبادرة استضافه مدينة شرم الشيخ "المنتدى الإفريقى الأول لمكافحة الفساد"، لتتسق مع الأولوية المتقدمة التى يحظى بها موضوع مكافحة الفساد لدى مصر ، حيث تنطلق فاعليات المنتدى بعد غد (الأربعاء ) ويستمر على مدى يومين بمشاركة ٥١ دولة يمثلها وزراء العدل والداخلية ورؤساء هيئات مكافحة الفساد وأجهزة المحاسبات و الكسب غير المشروع فى الدول الإفريقية.


عرض التجربة المصرية فى مواجهة الفساد ، سيكون واحدا من أهم البنود المدرجة على جدول أعمال المنتدى ، حيث أظهر تقرير منظمة الشفافية العالمية لعام ٢٠١٨ تحسن ترتيب مصر فى مؤشر مدركات الفساد بنحو 12 مركزا ، وجاء ذلك نتيجة تنفيذ "الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد" التى أطلقتها مصر قبل ٥سنوات ، و تم توزيعها على 84 جهة ما بين وزارات وجامعات وأجهزة حكومية ومحافظات ، و أثمرت عن العديد من الإجراءات والقرارات المهمة التى تضبط الأداء المالى ، وترسى مبادئ الشفافية والنزاهة لدى العاملين بالجهاز الإدارى للدولة، وتساعد فى الوقاية من الفساد وإشراك المجتمع فى محاربته ، وتحد من ظاهرة التهرب الضريبى ، وتعزز تنفيذ سياسة التدوير الوظيفى بالجهاز الإدارى فى الوظائف الأكثر عرضة للفساد ، وتبنى منظومة وطنية متكاملة لتبادل المعلومات بين وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والمؤسسات المالية والمصرفية ، بالإضافة إلى إنشاء اللجنة الفنية الوطنية لمكافحة الرشوة ، و الارتقاء بمستوى أداء الجهاز الحكومى الإدارى للدولة، وتحسين الخدمات الجماهيرية ، وسن وتحديث التشريعات الداعمة لمكافحة الفساد، ودعم الجهات المعنية بمكافحته، ورفع مستوى الوعى الجماهيرى بخطورة الفساد وأهمية مكافحته وبناء ثقة المواطنين فى مؤسسات الدولة، وتعزيز التعاون المحلى والإقليمى والدولى بجانب مشاركة منظمات المجتمع المدنى فى مكافحة الفساد.

وأعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى أكبر مساندة عرفتها الرقابة الإدارية فى معركتها على الفساد فهي تشكل الجهة الأساسية المكلفة بالتحقيق فى قضايا الفساد وإعادة أملاك الدولة المنهوبة ، بعدما ضرب الفساد بجذوره فى أعماق الجهاز الإدارى للدولة عبر عقود طويلة مضت تم خلالها التراخى فى مواجهته ، مما جعل استئصاله مهمة صعبة على مختلف الأصعدة ، وبهذا الدعم تمكنت الهيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية المنصوص عليها فى تشكيل اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الفساد من تحقيق أهداف الاستراتيجية

ففى ظل سعى الدولة المصرية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال إطلاق رؤية مصر 2030، ورفع معدلات النمو الاقتصادى، حققت هيئة الرقابة الإدارية بالتوازى مع هذه الأهداف، المعادلة الصعبة فى محاربة الفساد على مدار ٤ سنوات متواصلة تنفيذا لتعليمات الرئيس السيسى، بتبنى استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد ، والتى أعلن فى ختام المنتدى الثالث إفريقيا 2018، عن إطلاق المرحلة الثانية منها (2019 - 2022)٠

وحجم مايتم الكشف عنه بشكل متتابع من قبل الرقابة الإدارية منذ أطلق الرئيس يدها فى هذا المضمار ، يؤكد إلى أى مدى اصبح هذا الجهاز الرقابى الصديق الأول للمواطن المصرى فى حماية مصالحه وملاذ شكواه ، وأنها خط الدفاع الأول لحماية المشروعاتالقومية والخطط التنموية واستعادة أراضى الدولة وتحفيف بؤر الفساد أى كان موضعها ، وأنها تقود هذه المهمة القتالية بكفاءة واقتدار لصالح مصر والمصريين ، وتؤكد القضايا التى ضبطتها الرقابة أن الحرب على الفساد شملت كافة الأجهزة الحكومية وكل من له علاقة بالإضرار بالمال العام أو مصالح المواطنين ، وأن المعركة متواصلة بإطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسى المرحلة الثانية من الاستراتيجية التى حددت عددا من الأهداف الأساسية ، ومنها تطوير جهاز إدارى على درجة عالية من الكفاءة بمختلف المواقع فى الدولة ، وإعداد بنية تشريعية وقانونية داعمة لجهود المكافحة وتوسيع آفاق وأساليب التعاون الإقليمى والدولى فى منع الفساد بكافة صوره ٠
و تمثل نجاح الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد فى قيام الدولة بإصدار قانون الخدمة المدنية الذى ساهم بشكل كبير فى إصلاح نظم التعيين والتقييم والترقية لموظفى الدولة، بجانب زيادة الاعتمادات المالية المخصصة لتدريب العاملين بالجهاز الحكومى، وربط بعض الحوافز للعاملين بمدى الالتزام بمدونات السلوك، وإصدار قانون منع تضارب المصالح للموظفين الحكوميين وميكنة إقرارات الذمة المالية، فضلا عن نجاح الاستراتيجية فى تحقيق العدالة الضريبية، والحد من التهرب الضريبى والجمركى وزيادة تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
تنظيم دورات تدريبية ، أحد أهم الأهداف الرئيسية للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ، فلأول مرة أطلقت هيئة الرقابة الإدارية منظومة تدريبية بنظام التعلم عن بعد عبر الإنترنت للتدريب على نشر قيم النزاهة والشفافية بنظام التعلم الإلكترونى لجميع موظفي الجهاز الإداري بالدولة، والتي تهدف إلى رفع الوعى التثقيفي بقيم النزاهة والشفافية لدى العاملين بالدولة، ويمكن أيضا للمواطنين ومنظمات المجتمع المدني الحصول على هذه الدورة من خلال التدريب في عدة مجالات وهى مفهوم الفساد وأنواعه، اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ومدونة السلوك الوظيفي للعاملين المدنيين بالدولة، وأخيرا الاتجاهات الحديثة للإدارة ومفهوم مكافحة الفساد، والشفافية، والنزاهة، وذلك عبر التصفح الإلكترونى للإنترنت من خلال أجهزة الحاسب الآلي واتباع خطوات التدريب بالبرنامج ، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أعلن في مناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يوافق التاسع من شهر ديسمبر، وتفعيل نشاط الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، وتقديم 250 منحة تدريبية للكوادر الإفريقية، العاملة في مجال الوقاية من الفساد.
الحرب على الفساد أحد اشرس معارك الشأن الداخلي التي تخوضها مصر حاليا بالتوازي مع معركتى التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية ، وهى المعركة الأخطر داخل البناء المؤسسي في إطار جهودها للإصلاح الاقتصادي والتنمية والتطوير والتحديث ، والتي لا تعرف سوى حماية المال العام ، وحماية المواطنين من الفاسدين ومصاصي الدماء والمتاجرين بقوت الشعب ، وبنجاح الجهود الوطنية في مكافحة الفساد وجرائمه ، أصبح لدى مصر تجربة رائدة وخبرة يمكن نقلها لمختلف الدول في أساليب محاصرة الفساد وتتبعه.
إن الدعم والمساندة التى تبديها القيادة السياسية في مصر لجهود الحرب على الفساد ، والضرب بيد من حديد على الفاسدين لتحقيق الردع لمن يفكر فى السعى فسادا ، عزز حرص مصر التى ترأس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقى على نقل تلك التجربة إلى الأشقاء الأفارقة كى تكون معينا لهم فى مواجهة أخطر الآفات فى القارة السمراء وهى الفساد ، وذلك على ضوء ما تعتبره اتفاقية الاتحاد الأفريقى لمنع ومكافحة الفساد ، الوثيقة القانونية الأساسية للقارة الإفريقية لمكافحة الفساد.
دوائر اهتمام مصر بمكافحة الفساد اتسعت وارتفع صوتها لتشمل القارة الإفريقية إيمانا من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الاتحاد الإفريقى بأن الفساد يقف عقبة دون تحقيق أهداف أجندة التنمية 2063 فى القارة الإفريقية ، لما يحدثه من استنزاف مواردها وهدر لجهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة ، وفى ظل رئاسة مصر للاتحاد فقد أولت أهمية متقدمة لهذا الموضوع الحيوى بين القضايا ذات الاهتمام فى برنامج ونشاط الإتحاد ، حيث تشير التقارير الدولية إلى أن معدلات الفساد فى القارة السمراء هى الأعلى عالميا، وتقدر بنحو 50 مليار دولار سنويا ، إضافة إلى التدفقات المالية غير القانونية إلى خارج إفريقيا والتى قدرت بنحو 900 مليار دولار وأغلبها عبر شركات متعددة الجنسيات وتجارة المخدرات والأسلحة والبشر.٠
وفى هذا الصدد جاءت مبادرة استضافه مدينة شرم الشيخ "المنتدى الإفريقى الأول لمكافحة الفساد"، لتتسق مع الأولوية المتقدمة التى يحظى بها موضوع مكافحة الفساد لدى مصر ، حيث تنطلق فاعليات المنتدى بعد غد (الأربعاء ) ويستمر على مدى يومين بمشاركة ٥١ دولة يمثلها وزراء العدل والداخلية ورؤساء هيئات مكافحة الفساد وأجهزة المحاسبات و الكسب غير المشروع فى الدول الإفريقية.
عرض التجربة المصرية فى مواجهة الفساد ، سيكون واحدا من أهم البنود المدرجة على جدول أعمال المنتدى ، حيث أظهر تقرير منظمة الشفافية العالمية لعام ٢٠١٨ تحسن ترتيب مصر فى مؤشر مدركات الفساد بنحو 12 مركزا ، وجاء ذلك نتيجة تنفيذ "الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد" التى أطلقتها مصر قبل ٥سنوات ، و تم توزيعها على 84 جهة ما بين وزارات وجامعات وأجهزة حكومية ومحافظات ، و أثمرت عن العديد من الإجراءات والقرارات المهمة التى تضبط الأداء المالى ، وترسى مبادئ الشفافية والنزاهة لدى العاملين بالجهاز الإدارى للدولة، وتساعد فى الوقاية من الفساد وإشراك المجتمع فى محاربته ، وتحد من ظاهرة التهرب الضريبى ، وتعزز تنفيذ سياسة التدوير الوظيفى بالجهاز الإدارى فى الوظائف الأكثر عرضة للفساد ، وتبنى منظومة وطنية متكاملة لتبادل المعلومات بين وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والمؤسسات المالية والمصرفية ، بالإضافة إلى إنشاء اللجنة الفنية الوطنية لمكافحة الرشوة ، و الارتقاء بمستوى أداء الجهاز الحكومى الإدارى للدولة، وتحسين الخدمات الجماهيرية ، وسن وتحديث التشريعات الداعمة لمكافحة الفساد، ودعم الجهات المعنية بمكافحته، ورفع مستوى الوعى الجماهيرى بخطورة الفساد وأهمية مكافحته وبناء ثقة المواطنين فى مؤسسات الدولة، وتعزيز التعاون المحلى والإقليمى والدولى بجانب مشاركة منظمات المجتمع المدنى فى مكافحة الفساد.
وأعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى أكبر مساندة عرفتها الرقابة الإدارية فى معركتها على الفساد فهي تشكل الجهة الأساسية المكلفة بالتحقيق فى قضايا الفساد وإعادة أملاك الدولة المنهوبة ، بعدما ضرب الفساد بجذوره فى أعماق الجهاز الإدارى للدولة عبر عقود طويلة مضت تم خلالها التراخى فى مواجهته ، مما جعل استئصاله مهمة صعبة على مختلف الأصعدة ، وبهذا الدعم تمكنت الهيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية المنصوص عليها فى تشكيل اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الفساد من تحقيق أهداف الاستراتيجية
ففى ظل سعى الدولة المصرية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال إطلاق رؤية مصر 2030، ورفع معدلات النمو الاقتصادى، حققت هيئة الرقابة الإدارية بالتوازى مع هذه الأهداف، المعادلة الصعبة فى محاربة الفساد على مدار ٤ سنوات متواصلة تنفيذا لتعليمات الرئيس السيسى، بتبنى استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد ، والتى أعلن فى ختام المنتدى الثالث إفريقيا 2018، عن إطلاق المرحلة الثانية منها (2019 - 2022)٠
وحجم مايتم الكشف عنه بشكل متتابع من قبل الرقابة الإدارية منذ أطلق الرئيس يدها فى هذا المضمار ، يؤكد إلى أى مدى اصبح هذا الجهاز الرقابى الصديق الأول للمواطن المصرى فى حماية مصالحه وملاذ شكواه ، وأنها خط الدفاع الأول لحماية المشروعاتالقومية والخطط التنموية واستعادة أراضى الدولة وتحفيف بؤر الفساد أى كان موضعها ، وأنها تقود هذه المهمة القتالية بكفاءة واقتدار لصالح مصر والمصريين ، وتؤكد القضايا التى ضبطتها الرقابة أن الحرب على الفساد شملت كافة الأجهزة الحكومية وكل من له علاقة بالإضرار بالمال العام أو مصالح المواطنين ، وأن المعركة متواصلة بإطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسى المرحلة الثانية من الاستراتيجية التى حددت عددا من الأهداف الأساسية ، ومنها تطوير جهاز إدارى على درجة عالية من الكفاءة بمختلف المواقع فى الدولة ، وإعداد بنية تشريعية وقانونية داعمة لجهود المكافحة وتوسيع آفاق وأساليب التعاون الإقليمى والدولى فى منع الفساد بكافة صوره ٠
و تمثل نجاح الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد فى قيام الدولة بإصدار قانون الخدمة المدنية الذى ساهم بشكل كبير فى إصلاح نظم التعيين والتقييم والترقية لموظفى الدولة، بجانب زيادة الاعتمادات المالية المخصصة لتدريب العاملين بالجهاز الحكومى، وربط بعض الحوافز للعاملين بمدى الالتزام بمدونات السلوك، وإصدار قانون منع تضارب المصالح للموظفين الحكوميين وميكنة إقرارات الذمة المالية، فضلا عن نجاح الاستراتيجية فى تحقيق العدالة الضريبية، والحد من التهرب الضريبى والجمركى وزيادة تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
تنظيم دورات تدريبية ، أحد أهم الأهداف الرئيسية للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ، فلأول مرة أطلقت هيئة الرقابة الإدارية منظومة تدريبية بنظام التعلم عن بعد عبر الإنترنت للتدريب على نشر قيم النزاهة والشفافية بنظام التعلم الإلكترونى لجميع موظفي الجهاز الإداري بالدولة، والتي تهدف إلى رفع الوعى التثقيفي بقيم النزاهة والشفافية لدى العاملين بالدولة، ويمكن أيضا للمواطنين ومنظمات المجتمع المدني الحصول على هذه الدورة من خلال التدريب في عدة مجالات وهى مفهوم الفساد وأنواعه، اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ومدونة السلوك الوظيفي للعاملين المدنيين بالدولة، وأخيرا الاتجاهات الحديثة للإدارة ومفهوم مكافحة الفساد، والشفافية، والنزاهة، وذلك عبر التصفح الإلكترونى للإنترنت من خلال أجهزة الحاسب الآلي واتباع خطوات التدريب بالبرنامج ، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أعلن في مناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يوافق التاسع من شهر ديسمبر، وتفعيل نشاط الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، وتقديم 250 منحة تدريبية للكوادر الإفريقية، العاملة في مجال الوقاية من الفساد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.