المشهد السياسي في أي دولة دائما ما يشهد صراعا خفيا بين القديم والجديد في السياق البرلماني، هذا الصراع يتجلى في محاولات الشخصيات البرلمانية المخضرمة، التي اعتادت على مقعدها لسنوات طويلة، للحفاظ على نفوذها ومواقعها، هذه الشخصيات غالبا ما تعتمد على شبكات علاقاتها القديمة، وقواعدها الجماهيرية التقليدية، وخبرتها في التعامل مع كواليس العمل السياسي.. على الجانب الآخر، تبرز شخصيات جديدة وشابة، بعضها من خارج العائلات السياسية المعروفة، تسعى لتقديم نفسها كبديل مختلف هذه الشخصيات قد تأتي بأفكار جديدة، وطاقة متجددة، ورغبة في كسر القوالب النمطية صراعهم ليس فقط على المقعد البرلماني، بل على تجديد الخطاب السياسي نفسه، وجعله أكثر قربا من هموم الشباب والجيل الجديد هذا الصراع يحمل في طياته مخاطر إذا ما تحول إلى صراع شخصي، حيث قد يتم إهمال الأولويات الحقيقية للمواطن..
تحالفات الأحزاب ودورها الانتخابات ليست مجرد صراع بين أفراد، بل هي أيضًا صراع بين أحزاب وتحالفات سياسية. في المراحل التحضيرية للانتخابات، تبدأ الأحزاب في مراجعة استراتيجياتها، وتحديد مرشحيها، وبناء تحالفات قد تبدو غير متوقعة. بعض الأحزاب تسعى لتشكيل جبهات قوية لضمان الفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد، بينما قد تفضل أحزاب أخرى خوض المعركة منفردة. تكمن أهمية هذه التحالفات في قدرتها على تشكيل كتلة برلمانية موحدة، قادرة على تمرير التشريعات أو عرقلتها. ولكن في بعض الأحيان، قد تكون هذه التحالفات مجرد ترتيبات شكلية لا تعكس رؤية سياسية مشتركة، بل تخدم مصالح انتخابية مؤقتة. هذا الوضع يثير تساؤلات حول مدى قدرة هذه الكتل على خدمة المواطن بعد الفوز، وهل ستكون أولوياتها هي تنفيذ أجندة حزبية أم تحقيق المصلحة العامة؟
غياب الحوار وتأثيره على المصلحة الوطنية في خضم هذا الصراع، قد يغيب أهم عنصر في العملية السياسية وهو الحوار البناء. عندما يتحول التنافس إلى صراع شخصي أو حزبي بحت، فإن لغة التفاهم والتنازل قد تتبخر. يركز المرشحون على عيوب خصومهم، وتتحول الحملات الانتخابية إلى سجالات شخصية لا تقدم أي رؤية واضحة للمستقبل. هذا الغياب للحوار يعكس خطرًا كبيرًا على المصلحة الوطنية. فبدلًا من أن يكون الهدف هو تقديم أفضل الحلول لمشاكل المواطنين، يصبح الهدف هو الفوز بأي ثمن. وعندما يصل هؤلاء المرشحون إلى قبة البرلمان، قد يستمر الصراع بينهم، مما يعرقل عمل المؤسسة التشريعية، ويضعف قدرتها على الرقابة والتشريع. المواطن في هذه الحالة هو الخاسر الأكبر، لأنه يجد نفسه بين أطراف تتصارع على النفوذ، بينما تبقى قضاياه الحياتية معلقة.
وعي بالمخاطر الإقليمية والداخلية لا يمكن النظر إلى صراع الأجيال أو تنافس التحالفات بمعزل عن التحديات الكبرى التي تمر بها الدولة والمنطقة. فالعالم يشهد اليوم تحولات متسارعة: أزمات اقتصادية خانقة، تحديات أمنية معقدة، واستقطابًا سياسيًا وإعلاميًا يهدد استقرار المجتمعات. في هذا السياق، يصبح الانغماس في صراعات شخصية أو حزبية ضيقة نوعًا من الترف السياسي الذي لا تتحمله أوطاننا. إن تجاهل هذه المخاطر يعكس ضيق أفق، بل وعدم إدراك للمسؤولية الوطنية والتاريخية الملقاة على عاتق النخب السياسية. فالدولة تحتاج إلى تجديد دماء يوازيه وعي بالمخاطر، وإلى معارضة بناءة لا إلى صراعات عقيمة، وإلى تحالفات نابعة من مشروع وطني لا من صفقات انتخابية مؤقتة. إن الاستمرار في هذه المعارك الجانبية أشبه بمن يلهو على حافة الهاوية غير مدرك أن سقوطه لن يكون فرديًا، بل سيجر المجتمع بأسره إلى أزمة أعمق السياسة ليست ميدانًا لتصفية الحسابات أو لتكريس الأنا الفردية، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب شجاعة في التضحية بالمصالح الشخصية من أجل بقاء واستقرار الوطن. فضيحة اسمها الانتخابات حزب مصر أكتوبر: الانتخابات البرلمانية المقبلة مفصلية ومصر تستحق الأفضل إن الرهان الحقيقي ليس على من يربح مقعدًا أو يخسر آخر، بل على قدرة النخبة السياسية في حماية الدولة من المخاطر التي تلوح في الأفق، وصونها من التفتت أو الانقسام. والمجتمع اليوم أصبح أكثر وعيًا من أي وقت مضى، ويراقب بعين ناقدة كل من يحاول استغلال معاناته لمكاسب ضيقة، ولن يغفر بسهولة لمن يضع طموحاته فوق مصلحة الوطن. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا