● كلما اقترب يوم إغلاق باب الترشح للانتخابات البرلمانية، كلما تسارعت حركة الأحزاب والسياسيين إن باتجاه الانضمام لتحالفات انتخابية قائمة أو الانسحاب منها أو العمل تحت ضغط زمنى لتشكيل تحالفات اللحظة الأخيرة. وبعيدا عن الدخول فى الأسباب التفصيلية لانسحاب التحالف الشعبى ومصر الحرية من الكتلة المصرية أو حزب الجماعة الإسلامية من التحالف الديمقراطى أو غير ذلك من أنباء الساعات الأخيرة، ينبغى على الأحزاب والسياسيين تقديم تفسير وافٍ لتحولات تحالفاتهم الانتخابية للرأى العام وألا يتركوا المواطنات والمواطنين فريسة لانطباع سلبى مؤداه أن المصلحة الحزبية الضيقة أو المنفعة الشخصية هى دوما وأبدا الدافع الوحيد. ● ينبغى أيضا على الحزبيين المتقدمين للترشح على المقاعد الفردية أن يشرحوا للرأى العام سبب توجههم للترشح الفردى وليس على القوائم الحزبية. والحقيقة أن بعض الأحزاب، كبيرة وصغيرة، فضل الدفع بشخصيات عامة أو شخصيات حزبية قوية للمنافسة على المقاعد الفردية والتى تشكل ثلث مقاعد البرلمان وذلك لفرصهم الانتخابية الأفضل من مرشحين آخرين. على خلاف المرشح صاحب الموقع المتقدم فى القائمة الحزبية (من 1 إلى 3)، والذى قد يحتاج لأقل من 15% من الأصوات فى دائرته للحصول على مقعد برلمانى، يتعين على المرشح الفردى الفوز بأغلبية أصوات الناخبين فى دائرته أى أكثر من 50% من الأصوات ولو بقليل. الصعوبة فى الأمر واضحة ولم يتكالب مرشحو الأحزاب أو التحالفات الانتخابية على المقاعد الفردية بل تجنبوها قدر الاستطاعة، وليس فى الترشح على المقعد الفردى إلا مجهود انتخابى وسياسى ومادى مضاعف. المهم أن يعلن المنتمون للأحزاب من بين مرشحى المقاعد الفردية عن انتمائهم الحزبى بوضوح ويناقشوا الأمر بشفافية مع ناخبيهم المحتملين.
● كلما اقترب موعد بدء الحملات الانتخابية، كلما تغيرت لغة الحوار والخطاب بين الأحزاب والسياسيين وأصبحت أكثر عنفا لفظيا وأكثر وضوحا فى طرح الاختلافات بين هوية الأحزاب المتنافسة ومواقفها وبرامجها وكذلك بين المرشحين على المقاعد الفردية. هناك خطر بالغ من أن تمتلئ سماء الوطن بالشعارات الحدية والاتهامات المتبادلة والشائعات والدعاية الرخيصة وغيرها، وهو ما قد يضع المرشحون وذويهم فى اختبارات نفسية صعبة، ويعرض الرأى العام المصرى لما لا يطيق ولا يريد. من هنا ومن موقع المسئولية الوطنية أدعو الجميع للابتعاد عن العنف اللفظى وعن الحملات الانتخابية السلبية وعن التعريض بشخص المنافس والالتزام بالنزاهة والموضوعية فى إدارة تنافس انتخابى وسياسى ينبغى أن يرتكز إلى الأفكار والبرامج. لا نريد أن نعود للعبة السياسة والانتخابات كما مارسها الحزب الوطنى المنحل والبعض ممن نافسه فى الماضى، لا نريد أن نذهب بالكامل بثقة المصريات والمصريين فى نخبة السياسة والأحزاب إن هم رأوها فى تناحر وشقاق واتهامات.