توالت قرارات الانسحاب من التحالف الوطني الذي بدأته جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد وأنضم إليه عشرات الأحزاب والحركات السياسية في بداية الإعلان عن التحالف ، وبعد مصادمات بين بعض الأحزاب الليبرالية والأحزاب الدينية وجماعة الإخوان المسلمين قررت مجموعة من الأحزاب الليبرالية الانسحاب من التحالف وعلي رأسها حزبي التجمع الوطني التقدمي وحزب المصريين الأحرار والذين قاما بتأسيس الكتلة المصرية التي توازي التحالف الوطني والذي ضم ما يقرب من 30 حزب وتيار سياسي . واستمر التحالف الوطني في عمله لفترة طويلة دون أية خلافات تذكر بعد تكوين الكتلة المصرية التي يغلب عليها الطابع الليبرالي ، حتى قرر حزب الوفد الانسحاب من "التحالف الانتخابي" للتحالف وقرر خوض الانتخابات البرلمانية القادمة بقائمة خاصة به وحده ، مع استمراره في التنسيق السياسي مع مجموعة أحزاب التحالف الوطني . انسحاب حزب الوفد من التحالف أثار كثيرا من التساؤلات عن مستقبل التحالف خاصة في الانتخابات البرلمانية بعد أن باتت علي الأبواب ، حيث رأي مراقبون للأحداث أن انسحاب الوفد سيؤثر علي القوة الانتخابية للتحالف الذي كان يعلق عليه الكثيرون آمالا كبيرة .. فيما رأي آخرون أن انسحاب الوفد سيضر بالحزب وحده ولن يؤثر في القدرات الانتخابية للتحالف الذي يضم الكثير من التيارات والأحزاب التي تختلف في أيديولوجياتها وتوجهاتها المستقبلية . كانت الهيئة العليا لحزب الوفد في وقت متأخر من مساء الأربعاء خوض انتخابات مجلس الشعب القادمة من خلال قائمة منفردة خاصة بأعضاء الحزب . جاء هذا القرار بناء على أغلبية الأعضاء، وموافقة الجميع على استمرار التحالف السياسي بين الإخوان والقوى الوطنية خلال المرحلة المقبلة ، وقد قررت الهيئة العليا للوفد خوض الانتخابات بالقائمة والفردي لكثرة عدد مرشحي الحزب في كافة المحافظات. وقد تجددت اليوم الخلافات بين أحزاب التحالف الديمقراطي بسبب تدخل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان المسلمين في شئون الأحزاب الداخلية ومحاولة الحزب الحصول علي أغلبية ترشيح أعضائه في مقدمة القوائم . علي الجانب الأخر أعلن سامح عاشور نائب رئيس الحزب العربي الناصري عن انسحاب الحزب من التحالف الديمقراطي من أجل مصر بسبب رغبة حزب الحرية والعدالة في الاستحواذ على أغلب المرشحين بالقائمة الخاصة بالتحالف لخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة. وأكد أن قرار الانسحاب جاء عقب اجتماع مع قيادات الحزب ناقشوا فيه الأمر من جميع جوانبه وتوصلوا إلى أن التحالف كان أساسه المشاركة في البناء الديمقراطي وهو مالم يجدوه متحققا. وتواصلت الانسحابات من التحالف اليوم بقرار حزب "التوحيد العربي" أحد الأحزاب الإسلامية تحت التأسيس انسحابه من المشاركة في التحالف الديمقراطي الذي يقوده حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية ل"الإخوان المسلمين". وأرجع المهندس عمر عزام، أحد وكلاء مؤسسي الحزب السبب إلى أداء "اللجنة التنسيقية" الذي لم يكن مقنعا، ولا على قدر ما هو متوقع منها. وقال عزام على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إننا شاركنا من البداية من أجل العمل على اجتماع الكلمة، وتوحيد الصفوف، في إطار يراعي مصر في هذه اللحظة التاريخية، وكنا نود أن تلتقي الكلمة على المبادئ قبل عدد المقاعد، وهو ما كان يقتضي أن يقدم كل طرف قدرا من التنازل، ولكن انتهت اللجنة إلى فرض صورة من صور "الإملاء" وبالتالي إقصاء الأطراف وليس تجميعهم وتوحيدهم على النحو الذي كان مستهدفا. وحول موقف الحزب من الدخول في تحالفات انتخابية أم سيفضل خوض الانتخابات على المقاعد الفردية، قال وكيل مؤسسي حزب "التوحيد العربي": لم نقرر بعد، ولكن أرى من وجهة نظري التوقف عن المشاركة ما دام المناخ ليس صحيحا. فيما رفض حزب الغد "أيمن نور" الانسحاب من التحالف في اجتماع الهيئة العليا لحزب الغد الأخير والذي حضره أعضاء مجلسي الشعب والشورى عن حزب الغد السابقين, وذلك لتقرير موقف الحزب من المشاركة فى الانتخابات البرلمانية وموقفه من الاستمرار فى التحالف الديمقراطي ومن اجتماع المجلس العسكري مع بعض القوى السياسية. وعقب الاجتماع أكد أيمن نور رئيس حزب الغد الجديد والمرشح المحتمل لمنصب رئيس الجمهورية أن موقف حزب الغد أصبح واضحا اليوم بعد عملية التصويت التي جرت في اجتماع اليوم ونتج عنها موافقة 69% من أعضاء الهيئة العليا علي الاستمرار في التحالف ولو انسحبت أحزاب أخرى بينما اعترض 28% من الأعضاء علي الاستمرار، مطالبين بالانضمام لتكلات أخرى وامتنع 3 % عن التصويت. وأكد نور أن موافقة أعضاء الهيئة العليا ليست نهائية وإنما متعلقة بالتنسيق السياسي فقط، مؤكدا أن الحزب سيجرى تصويتا آخر عند تحديد التنسيق الانتخابي للتحالف.