في الآونة الأخيرة أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تدير العلاقات بين الأفراد لكن من غير المألوف ان تدير شئون دولة او يتم استخدامها كقناة لتنظيم العلاقة بين رئيس وشعبه فالأمر اعقد من ذلك بكثير الإ ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يقتنع بهذا فجعل من موقع التواصل الاجتماعي تويتر منصة يدير منها البلاد, ويطلق من خلالها اهم وأخطر القرارات السياسية. كان ومازال تويتر هو الوسيلة المفضلة لدي ترامب منذ توليه السلطة في اعلان كثير من القرارات علي خلاف سلفه باراك أوباما. الذي لم يلجأ لهذا الأسلوب يوماً طوال 8 سنوات قضاها في البيت الأبيض. تخطي استخدام ترامب لحسابه علي تويتر أكثر من كونه نافذة للتواصل مع متابعيه. حيث استخدمه للهجوم علي وسائل الإعلام المعارضة له مثل شبكة سي ان ان. وشن من خلاله حربا كلامية علي كوريا الشمالية واعلن من خلاله تعيين موظفين بمناصب حساسة بالدولة والتخلي عن آخرين. يصر ترامب علي التحدث في أمور بالغة التعقيد والحساسية في تويتر. معللاً سلوكه بأن هذه الطريقة تمكنه من الوصول مباشرة بدون وسيط إلي القاعدة العريضة من المواطنين كما انه قال ان استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي هي التي أوصلته إلي البيت الأبيض مشيرا الي انه ربما بدون تويتر لم يتمكن من الوصول لحكم أكبر دولة في العالم. برر ترامب استخدام تويتر بأن كتابة التغريدات مثل الآلة الكاتبة عندما تكتبها تنشر فورا كما انها تتيح له الرد سريعا عندما يقول شخص ما شيئا عنه واصفا تويتر بالمنصة الهائلة. كثيرا ما حث الجمهوريون ترامب علي تجنب التغريدات أو تقليلها, كما أقر ترامب بأن بعض الأصدقاء اقترحوا عليه عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. حتي ان استخدام ترامب المفرط لحسابه الرسمي علي "تويتر" أثار حالة من الجدل في الأوساط السياسية الأمريكية وصلت إلي دعوة أحد أعضاء الكونجرس لفرض إغلاق حساب ترامب الشخصي لأنه قد يكون يقود البلاد من هذا الحساب. في فبراير 2017 طالب أعضاء من الكونجرس بالتدخل لمنع ترامب من التغريد عبر هاتف غير آمن وسهل الاختراق. وهو ما يشكل خطورة بالغة علي أمن البلاد. نقلت تقارير عن بعض أعضاء في مجلس الشيوخ أن إصرار ترامب علي استخدام هاتفه القديم يعد أمراً بالغ الخطورة خصوصاً مع ارتفاع عمليات القرصنة علي الهواتف الذكية. كان استطلاع أجرته جامعة "كوينيبياك" الأمريكية. أظهر أن 64% من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع يرون أن علي ترامب حذف حسابه تماماً من علي تويتر. بعد استلام إدارة البيت الابيض بشكل رسمي. النائب الديمقراطي الأمريكي. مايك كويجلي تقدم في يونيو 2017. بمشروع قانون يحمل اسم "كوفيفي". وطالب من خلاله بإدخال تعديلات علي قانون السجلات الرئاسية» بحيث يلزم إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية بتخزين التغريدات الرئاسية وغيرها من مشاركات الرؤساء في مواقع التواصل. ما يعني أن تغريدات الرئيس الأمريكي قد تصبح سجلات رئاسية في حال إقرار "كوفيكي" كوفيكي. هي كلمة غير مفهومة كتبها ترامب في إحدي تغريداته. في 31 مايو 2017. وأثارت حيرة وجدلاً واسعاً. حول معناها والمراد منها. قبل أن يحذفها. في سبتمبر الماضي أدت تغريدات ترامب المثيرة للجدل. إلي إصدار شركة تويتر تهديدا بحظر حسابه. بعد أن أكدت أن سياستها لا تستثني أحدا بمن فيهم ترامب. تعتبر تهديدات تويتر تلميحا واضحا إلي إمكانية اتخاذ قرار بفرض عقوبات علي رئيس الولاياتالمتحدة وإيقافه مؤقتًا من نشر التغريدات خاصة المسيئة.