شهدت امتحانات الصف الأول الثانوي التي تطبق في 2500 مدرسة ويخوضها 81 ألف طالب وطالبة. أحداثاً درامية لم تحدث في تاريخ اختبارات المرحلة الثانوية. حيث قررت وزارة التربية والتعليم لأول مرة تطبيق نظام الامتحانات بنظام "الكتاب المفتوح". ومع ذلك انتشرت تسريبات أسئلة الامتحانات في جميع المواد تقريباً. "الجمهورية" رصدت ردود أفعال المدرسين تجاه التجربة التي تطبق للمرة الأولي. حيث أجمعت الآراء عن تأييد التجربة خاصة في اليوم الأول. إلا أن التجربة تلقت ضربة قاضية في باقي الامتحانات مع تسريب الأسئلة والإجابات. أشاروا إلي أن واضعي الأسئلة في عدد من المواد لا يزالون يحتاجون للتدريب علي وضع أسئلة تتناسب مع نظام امتحانات الاوبن بوك. بينما أعرب العديد من المعلمين عن استغرابهم من الاستمرار في أداء الطلاب للامتحانات في ظل تسريب الأسئلة المستمر. الذي قضي علي مفهوم أداء الامتحانات. أشار أحمد سمير مدرس لغة فرنسية إلي أن حالة من الغضب تنتاب جميع المعلمين الآن بسبب تسريبات امتحانات الصف الأول الثانوي وأصبح الطالب يدخل لينقل الإجابات ومعها رموز فقط ونحن نحاول فقط تفتيش الطلاب قبل دخولهم إلي اللجان لمنعهم من الدخول بالبرشام الذي توجد به الإجابات حتي نجبر الطالب علي التفكير وقراءة الأسئلة حتي يتمكن من الإجابة عليها ونطالب بإلغاء قرار دخول الطلاب الكتب إلي اللجان حتي تعود هيبة الامتحانات مرة أخري. أضاف أن الامتحانات مستواها جيد ومناسبة جداً لنظام الاوبن بوك خاصة في امتحان اللغة الفرنسية وأسئلة المواقف بأن يقوم الطالب بكتابة المواقف بنفسه. أوضحت وفاء علي مدرسة أن تسريب الامتحان أضر بجميع طلاب الصف الأول الثانوي ولا توجد لديهم أي معلومة عن المواد التي قاموا بمذاكرتها طوال العام وبذلك هذه الامتحانات لا جدوي منها ونطالب الوزير بضرورة تعديل هذه المنظومة. قال محمد الجهمي رئيس قسم اللغة العربية في قومية 6 أكتوبر. إنه كان من أشد المؤيدين لتجربة امتحانات "الكتاب المفتوح" خاصة أن اليوم الأول شهد اعتماد الطلاب علي الاستنتاج والتحليل لما درسوه لكي يستطيعوا الإجابة علي الأسئلة إلا أن ظاهرة التسريب التي انتشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي وجهت ما يشبه الضربة القاضية لمنظومة الامتحانات فيما بعد. حيث دخل الطلاب اللجان ومعهم الإجابات النموذجية. وأصبح من الطبيعي أن يطالبوا بالخروج من اللجان بعد مرور تلت ساعة علي بداية زمن الإجابة. أضاف مروان محمد مدرس خبير الرياضيات أنه للأسف لا يستطيع اقناع التلاميذ في الصف الأول الثانوي بضرورة المذاكرة حيث إن تسريب الأسئلة الذي أصبح يحدث قبل الامتحانات بأيام يساوي بين الطالب المجتهد والضعيف. أشار إلي أنه لا يعرف فائدة من الاستمرار في تلك المنظومة مطالباً وزارة التربية والتعليم بالتدخل وعلاج تلك الظاهرة حتي لا يتضرر الطلاب ومستقبلهم. اتفق معه وائل يوسف معلم فيزياء. الذي أشار إلي أن هيبة الامتحانات ضاعت تقريباً بين الطلاب. وألا يعرف مدي فائدة الاستمرار في أداء الطلاب للامتحانات. والتكلفة المالية التي أصبحت الوزارة تتكلفها. أوضح أنه يري أن منظومة الامتحانات بنظام "الكتاب المفتوح" لاتزال تحتاج للتدريب سواء لواضعي الأسئلة أو الطلاب. بالاضافة لتغيير المناهج بشكل يتناسب مع المنظومة الجديدة. أكد أحمد محمود مدرس لغة ألمانية أن التجربة حالياً لا نستطيع تقييمها أو معرفة إذا ما كانت ناجحة أم لا في ظل التسريبات وقيام الطلاب بكتابة الإجابات علي غلاف الكتاب وعندما نقوم بسحب الكتاب أو البرشام نجد الطلاب غاضبين ويقولون إن الوزير سمح لنا بالدخول بالكتاب أما عن مستوي الامتحانات فهو جيد ولكن التسريبات أكدت أن هذه الامتحانات لا جدوي منها. أشار أشرف إسماعيل مدرس أول لغة انجليزية إلي أن التغيير في منظومة الامتحانات مطلوب لإفراز خريجين قادرين علي الإبداع والتحليل والابتكار حتي يساعده ذلك عند الانتقال للمرحلة الجامعية حيث إن المنظومة القديمة كانت تصب الاهتمام علي الدرجات فكان الطالب يصطدم عند دخوله الجامعة بالكليات العملية رغم أنه حاصل علي مجموع متميز بالدراسة التي تختلف عن طريقة الدراسة في المرحلة الثانوية وبالتالي يكون مصيره الرسوب أو التحويل إلي كلية أخري كما أن الدول المتقدمة تسير في اتجاه الإبداع والابتكار. قالت هنيده يوسف مديرة مدرسة إن تسريب الامتحانات يقف وراءه أصحاب المصالح الذين يريدون إفشال منظومة التطوير كما أن الطالب الذي يعتمد علي الغش يضر نفسه لأنه سيكون أمام امتحان حقيقي بعد ذلك ولابد من التدريب عليه. أكدت صفاء عبدالله معلمة أن مشكلة تسريب الامتحانات أضاعت الحلم في تطوير منظومة التعليم الجديدة الخاصة بالثانوية العامة لأن الواقع الذي يحدث الآن أن الطلبة يدخلون اللجان وهم مدونون الإجابات داخل الكتب ولا نستطيع منعهم من الاطلاع عليها فلماذا الامتحانات أساساً طالما فقدت معناها وهو البعد عن الحفظ والتلقين والبحث عن المعلومة. أضافت أن المنظومة نجحت في امتحان اللغة العربية فقط حيث جاء الامتحان بالفعل طبقاً لمعايير نظام الاوبن بوك الصحيح وبصفة عامة النظام جيد ولكن يجب أن تتخذ إجراءات سرية للامتحانات حتي تحقق الهدف المرجو منها.