تعلمنا من مادة الهندسة أن الوصول للنتيجة المطلوبة والبرهان عليها يكون باستخدام مجموعة من المعطيات وإذا طبقنا هذه القاعدة علي فوز مدرسة عمر الفاروق الرسمية للغات بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية بكأس برنامج "العباقرة"والمركز الأول في المباراة النهائية لموسمه الخامس الذي انتهي الأسبوع الماضي علي قناة "القاهرة والناس" وحصول المدرسة الحكومية "برق العز" بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية علي المركز الثاني فإننا نجد أن الاجتهاد في تحصيل مختلف فروع الثقافة والعلم والمعرفة تميز به طلاب الفريقين حيث حققت مدرسة عمر 645 نقطة علي مدار الحلقات بينما حققت مدرسة برق العز 615 نقطة وتمتلك المدرستين كافة الوسائل التي تحقق التفوق للطلاب وبناء شخصية قادرة علي التفكير والإبداع حيث المعامل العلمية والمكتبات التي تضم كتبا في شتي العلوم والفنون كما يرجع الفضل في تفوقهم كما قالوا جميعا أولا إلي رعاية وتشجيع الوالدين ثم المعلمين والمعلمات. ولأن لكل مجتهد نصيب فإنه ولأول مرة في البرنامج يحصل طالب واحد علي كأسين كأفضل لاعب والطالب المثالي وتسلمهما محمد بسيوني من مدرسة الأحمدية بمدينة طنطا محافظة الغربية وهنا تختلف المعطيات السابقة لتحقيقه هذه النتيجة المشرفة فوالده لم يشجعه علي التفوق لأنه توفي قبل ولادته ولم تقم أمه بتربيته إلا حتي سن الرابعة ثم تزوجت وتركته مع والدتها لتقوم علي رعايته فعاشت جدته له وحده تربيه وتعلمه وكانت له الأب والأم وقد تمنت لما شاهدت برنامج العباقرة في الموسم السابق أن تراه مع هؤلاء الطلاب ودعت الله ليحقق لها هذه الأمنية وقد استجاب الله لها واشترك محمد مع فريقه علي مدار المباريات التي أظهرت تفوقه العلمي وثقافته في فروع المعرفة فكان أفضل لاعب أما أخلاقه السامية فقد منحته كأس عبدالتواب يوسف ولقب الطالب المثالي مع منحتين من جامعة النيل للدراسة الجامعية بها فأهدي إحداهما لمحمود أشرف الطالب بمدرسة الدعوة الإسلامية بمحافظة سوهاج لأن دوره كان فعالا في وصول فريقه إلي حلقة قبل النهائي بثاني أكبر مجموع نقاط حققها لمدرسته وقد احتفل مقدم البرنامج الروائي عصام يوسف بالطالب العبقري بل وصور البرنامج لقائه مع جدته وفرحتها بكأس الطالب المثالي الذي أهداه إليها إعترافا بفضلها الكبير في تربيته علي الأخلاق والفضيلة والقيم والمباديء التي تجعل من كل إنسان مواطنا صالحا وهكذا أثبتت هذه الجدة أن للمرأة دورا كبيرا في تربية ورعاية الأطفال حتي ولو غاب الأب عنها بالوفاة أو الطلاق وكم في مجتمعنا من أمهات معيلات تقمن بأدوارهن في تربية وتعليم الأبناء خير قيام وتحقق لهم حياة مستقرة مليئة بالحب والحنان والتشجيع لاجتياز كل عائق ليحققوا في المستقبل مكانة أفضل يحلمون بالوصول إليها وكم من آباء يتركون أولادهم نهبا للعوز متخلين عن مسئولياتهم في الرعاية والإنفاق كما أمرهم رب العالمين وكونهم قدوة وسندا لأبنائهم. والعباقرة كما قال عصام يوسف ليس مجرد برنامج ولكنه مشروع وطن شعاره الأولوية للتعليم ويترجم البنك الأهلي المصري ما يحققه الطلاب في كل موسم من نقاط إلي ملايين الجنيهات يتم توجيهها إلي مشروع تطوير المدارس الحكومية كما طورت مباريات حلقات "عباقرة الجامعات" من قبل القري الفقيرة في شتي محافظات مصر وقد حقق الطلاب حتي نهاية الموسم الخامس واحدا وخمسين مليونا ومائتين وخمسة وخمسين ألف جنيه. وإذا كان فضل تفوق الطلاب المشاركين في مباريات البرنامج يرجع إلي تشجيع المعلمين لهم فإن بعض مدرسات معهد جمال عبدالناصر الصحي بالإسكندرية قد تسببوا في انتحار "إيمان" الطالبة بالسنة النهائية نتيجة لتأنبيهم اليومي لها والسخرية من لون بشرتها ونحافتها واعترافها بذلك قبل الوفاة في تسجيل صوتي أذاعه برنامج "مساء دي إم سي" يوم السبت الماضي وهكذا أدت المعطيات السابقة إلي نتائج سعيدة وأخري محزنة.