"عزبة الورد" من أقدم المناطق بحي الشرابية ولم تنل من اسمها حظا حيث تمثل نموذجا صارخا للاهمال والعشوائية وانعداما لابسط الخدمات الرئيسية حيث تبدأ المأساة بمزلقان عايدة المدخل الرئيسي للعزبة الذي يعد خطرا يهدد حياة الأهالي ويحصد أرواح عابريه وتمتد للقمامة التي احتلت الشوارع وغرق المنازل بمياه الصرف الصحي علاوة علي "مغالق" الأخشاب التي تفقد وسائل الأمان مما يعرض العزبة للحرائق بين الحين والآخر. يقول محمود فريد- بالمعاش- أقيم في "عزبة الورد" بحي الشرابية منذ 40 عاما ولم تشهد المنطقة أي تطوير أو اهتمام من قبل المسئولين وكأننا نعيش في جزيرة منعزلة عن الحي وأخطر ما نواجهه هو مزلقان السكة الحديد الفاصل بين العزبة والطريق العمومي فعبور المزلقان خطر داهم علي أرواح المواطنين لعدم وجود رقابة من مشرفي المحطة مما يهدد بحدوث كارثة فهو الطريق الوحيد لوصول الطلبة لمدارسهم بخلاف سير التكاتك وأتوبيسات المدارس. ويضيف محمد محمود- مقاول- رغم وجود كوبري يطلق عليه "كوبري طيبة" بالعزبة أنشئ منذ حوالي 10 سنوات لعبور المشاة إلا انه غير مستغل نظرا لسوء مواصفاته وارتفاع السلم مما يمثل عبئا علي المارة خاصة كبار السن لتكون النتيجة إهدارا للمال العام والعودة لعبور المزلقان مرة أخري فكان الأولي انشاء نفق للمشاه بديلا عنه. برك ومستنقعات وتتضرر الحاجة أم يوسف- ربة منزل- من طفح الصرف الصحي الذي أصبح عرضا مستمرا داخل البيوت التي تحولت إلي مستنقعات وبرك تصدر منها الروائح الكريهة والحشرات بخلاف تأثيرها علي أساس البيوت ما يجعلنا مهددين بانهيارها فوق رءوسنا في أي لحظة ونناشد المسئولين بنظرة رحمة للمنطقة فلا مأوي لنا ولا بديل للحصول علي أماكن أخري أكثر آدمية نقيم فيها. يلتقط طرف الحديث الحاج عبدالمعبود محمد- عامل بمسجد التوحيد- قائلا: ان مشكلة الصرف تتكرر مرتين علي الأقل أسبوعيا وخاصة أمام مدخل الجامع مما يعوق دخول المصلين لأداء الصلاة وإذا قمنا بابلاغ عمال الصرف لا يأتون إلا بعد الاتفاق علي دفع مبلغ مالي قبل التصليح ومعظم سكان العزبة معدومو الدخل لا يستطيعون دفع هذه المبالغ بصورة متكررة يوميا. المغالق كثيرة ويشير رجب محمد- أحد السكان- إلي ان الكارثة الحقيقية في انتشار مغالق الخشب فقد تعرضت المنطقة منذ 4 سنوات لحريق هائل في أحد المخازن بالعزبة امتد لعدد كبير من العشش الخشبية مما ساعد علي سرعة انتشار الحريق الذي استمر حوالي 9 ساعات وبعد معاينة المسئولين توقعنا المساعدات الفورية وتوفير مساكن بديلة للمتضررين ولكن لم يحركوا ساكنا. ويضيف خضر محمد- أرزقي- بعد أن دمر الحريق بيوتنا بجميع المنقولات قمنا بإعادة بناء المنازل ذاتيا علي شكل حجرات علي سطح الأرض بالطوب وبمساعدة بعض الجمعيات تم تركيب المرافق بعد تجاهل المسئولين لنا ومما زاد الطين بلة تحرير محاضر ضد الأهالي بغرامات تتعدي 20 ألف جنيه لكل أسرة لعدم وجود تراخيص فحالنا لا يسر عدواً ولا حبيبا وبدلا من تعويضنا أصبحنا مخطئين في حق الدولة ومطالبين للدفع للحكومة. المزلقان مقلب ويعرض عصام صالح مشكلة أخري تؤرق سكان المنطقة وهي تراكم القمامة لعدم انتظام المتعهدين مما يضطرهم لالقائها علي المزلقان حتي كادت ان تختفي قضبان السكة الحديد بخلاف قيام الأهالي بحرقها للتخلص من الرائحة الكريهة والحشرات لتحل محلها الأدخنة الكثيفة التي تسبب أمراض الحساسية خاصة للأطفال. يوافقه شوقي غريب قائلا: نعاني أشد المعاناة من تراكم القمامة والمخلفات وحرصا علي صحة أولادي من انتشار الأمراض أقوم وبعض أهالي العزبة بدفع مبلغ مالي لبعض الأفراد لتجميع القمامة والقائها بأقرب صندوق قمامة والذي يبعد عنا بمسافة كبيرة. الخدمات منعدمة تؤكد فاطمة يوسف- أحد سكان العزبة- ان التوك توك يعتبر وسيلة المواصلات التي تناسب العزبة لأن جميع الشوارع غير ممهدة ولا تصلح لسير السيارات بخلاف ان المشكلة الأكبر ضيق الشوارع فإذا استنجدنا بسيارات الاسعاف أو المطافي لانقاذ الأهالي في حالة وقوع أي حادث لا قدر الله من الصعب دخولهم. وتوضح سنية عبدالمقصود- ربة منزل- ان الحياة هنا أشبه بحياة الأموات تحاصرنا الأوبئة والأمراض والممرات ضيقة بداخلها 6 أو 7 غرف يقيم فيها أسرة بكاملها ودورة مياه مشتركة لكافة الأسر وعلي الرغم من رضانا بالأمر الواقع إلا ان ذلك لا يمنع من حقنا علي الدولة في توفير أبسط صور الحياة الكريمة وحمايتنا من تلك المغالق الخشبية المنتشرة وسط البيوت. ويشير محمد علي- أحد سكان العزبة- إلي عدم اضاءة أعمدة الانارة مما حول العزبة لمأوي للبلطجية ومتعاطي المخدرات ليلا والذي زاد الأمر سوءا عدم وجود تواجد أمني الأمر الذي يجعلنا لا نتمكن من الخروج بعد الثامنة مساء خوفا علي أرواحنا من الخارجين عن القانون.