تمر في 19 سبتمبر الحالي ذكري ميلاد رائد مصري مجهول لنسبة كبيرة من المصريين. هو باهور لبيب عالم القبطيات المصري الأول "1905 1994" ينتمي باهور لعائلة صعيدية تعتز باللغة القبطية. حيث أتقنها والده أقلاديوس لبيب علي أيدي رهبان دير العذراء بأسيوط "دير المحرق". كان الوالد يمتلك مطبعة حديثة ويتولي التدريس في المدرسة الإكليركية. ولشدة ولعه باللغة القبطية كان يتحدث بها داخل المنزل. وهو ما جعل باهور وإخوته يتقنونها ويتحدثون بها بطلاقة. ويُقال إنه عندما توفي والدهم أثناء دراسة باهور الثانوية ألقي كلمة شكر للمعزين باللغة القبطية. وأنقل المعلومات التالية عن حياته من كتاب ابنه أحمس "الدكتور باهور لبيب عالم الآثار.. قصة كفاح ونجاح". وُلد باهور في عين شمس بالقاهرة وتعود جذوره إلي قرية مير بسيوط التحق بمدرسة الأقباط بالأزبكية القريبة من مقر البطريركية المرقسية القديمة. وأثناء دراسته ازداد اهتمامه باللغة القبطية من خلال الاطلاع علي المخطوطات بمكتبة البطريركية عقب إنهاء دراسته الثانوية بمدرسة الخديوية عام 1925 التحق في وقت واحد بكلية الحقوق. وبقسم الآثار بكلية الآداب جامعة القاهرة. لكنه نظراً لميوله أعطي دراسة الآثار أولوية أكبر حتي حصل علي الليسانس في 1930 ثم سافر لألمانيا لدراسة الدكتوراه علي يد كبار العلماء الألمان المتخصصين في المصريات والتاريخ الفرعوني والقبطيات. أمثال هرمان جرابو أكبر عالم للغة الهيروغليفية في العالم حينذاك. كورت زيتة رئيس قسم الآثار الفرعونية بمتحف برلين حصل باهور علي الدكتوراه عام 1934 عن "الملك أحمس طارد الهكسوس" ليصبح أول مصري يحصل علي الدكتوراه في الآثار المصرية. أمضي سنة عقب عودته لمصر دون أن يعين في الجامعة. ويرجح السبب كما أخبره مسئول بالجامعة إلي قوله أثناء مناقشة الدكتوراه: "كما طرد أحمس الهكسوس من مصر يجب علينا أن نطرد المحتل من بلادنا" يقصد الإنجليز. عُين في العام التالي معيداً بقسم الآثار جامعة القاهرة. وتولي تدريس اللغة القبطية وتاريخ مصر اليوناني الروماني "الحقبة المسيحية". ثم حصل بمعونة د.طه حسين علي الموافقة لتدريس العصر الفرعوني وهو تخصصه في الدراسات العليا. عُين مديراً للمتحف القبطي في الفترة من 1951 إلي 1965. ومن إنجازاته فيه وضع جزء كبير من مخطوطات نجع حمادي بمكتبة المتحف. وهي كنز أثري ضخم يضم 12 بردية بالقبطية اكتشفت صدفة عام 1945 في حقل بنجع حمادي بسوهاج. وتضم مؤلفات لفلاسفة ينتمون إلي الغنوصية "مدرسة عقائدية فلسفية نشأت بالإسكندرية في القرن الأول الميلادي. ويعتقد البعض أن جذورها تعود للقرون الثلاثة الأخيرة قبل الميلاد" توفي باهور في 7 مايو 1994 تاركاً عدداً كبيراً من الأبحاث في التاريخ المصري بمختلف حقبه. وكان أهمها في الحقبة المسيحية: حفائر المتحف القبطي بمنطقة أبو مينا "1953". والمتحف القبطي وحصن بابليون بمصر القديمة "1953". ودليل المتحف القبطي قسم الأحجار "1955". والحياة اليومية في الفن القبطي "1960". والآثار في المناطق التي مرت بها العائلة المقدسة بمصر "1969". والفن القبطي في العصر المسيحي المبكر "1971" كما نشر 158 ورقة من مخطوطات نجع حمادي. وهو أهم عمل شارك فيه مع أكبر علماء القبطيات في العالم. ونتج عنه اهتمام عالمي بعلم القبطيات وإنشاء الهيئة العالمية لدراسة القبطيات التي عقدت أول اجتماعاتها بالقاهرة عام 1976م. لقطة: "برلماني هولندي يميني متطرف يعلن عن مسابقة لرسوم كاريكاتورية تسيء للإسلام". خبر يثير الاشمئزاز. كما يشير إلي رغبة اليمين المتطرف العالمي في إشعال الحروب خدمة لاحتكارات السلاح.