نحتاج دائمًا أن نتذكر الرواد المصريين الذين ساهموا في تقدم المجتمع المصري في جميع المجالات. لكي تتخذهم الأجيال المتعاقبة قدوة لها في العمل علي تطوير المجتمع وانتشاله من التخلف إلي المكانة اللائقة به بين دول العالم. واليوم القي الضوء علي واحد من رواد دراسات التاريخ المصري وبصفة خاصة الحقبة القبطية وبتعبير أدق المسيحية. وهو الدكتور باهور لبيب المدير الأسبق للمتحف القبطي الذي تمر يوم 19 سبتمبر ذكري ميلاده في عام 1905. ينتمي باهور إلي عائلة صعيدية تعنز باللغة القبطية. فوالده أقلاديوس يوحنا لبيب كان يجيد الفرنسية والانجليزية والهيروغليفية. كما أتقن القبطية التي تعلمها من رهبان دير السيدة العذراء "المحرق" بأسيوط. وكان الوالد شديد الولع بها حتي أنه التزم بالحديث بها داخل المنزل. وهو ما جعل باهور واخوته يتحدثون بها بطلاقة. وُلِد باهور في عين شمس بالقاهرة. إلا أن جذوره تعود إلي قرية مير بأسيوط. والتحق بمدرسة الأقباط الكبري التي انشأها البابا كيرلس الرابع "1816 1861م" بجوار الكاتدرائية القديمة بالأزبكية في القاهرة. وأثناء دراسته بها تمكن من الاطلاع علي المخطوطات القبطية المتوافرة بمكتبة البطريركية. عقب انهاء دراسته الثانوية في مدرسة الخديوية عام 1925. التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة. كما التحق في ذات الوقت بقسم الآثار بكلية الآداب. ولكنه ونظرًا لميوله. أعطي دراسة الآثار أولوية أكبر حتي حصل علي الليسانس في 1930 ثم توجه إلي المانيا لدراسة الدكتوراة حيث تتلمذ علي يد مجموعة كبيرة من علماء المصريات مثل هرمان جرابو أكبر عالم للغة الهيروغليفية في العالم وقتها. وكورت زيتة رئيس قسم الآثار الفرعونية بمتحف برلين. وعميد الأثريين الألمان أدولف إيرمان. حصل باهور علي الدكتوراه عام 1934 برسالة عن "الملك أحمس طارد الهكسوس". وكان أول مصري يحصل علي الدكتوراه في علم الآثار المصرية. ورغم ذلك أمضي سنة عقب عودته إلي مصر دون أن يعين في الجامعة. ويرجع السبب كما أخبره أحد المسئولين بالجامعة إلي قوله أثناء مناقشة الدكتوراة في ألمانيا: "كما طرد أحمس الأول الهكسوس من مصر يجب علينا أن نطرد المُحتل من بلادنا" وكان يقصد الإنجليز. ثم عُين معيدًا بقسم الآثار بكلية الآداب. حيث تولي تدريس اللغة القبطية وتاريخ مصر اليوناني الروماني "الحقبة المسيحية". ثم حصل بمساعدة د.طه حسين علي الموافقة علي تدريس العصر الفرعوني. وهو تخصصه الذي حصل فيه علي درجة الدكتوراة. عُينَ مديرًا للمتحف القبطي في الفترة من 1951 إلي 1965. وكان من أهم انجازاته ضم جزء كبير من مخطوطات نجع حمادي إلي مكتبة المتحف. وهي تتكون من 12 بردية باللغة القبطية اكتشفت صدفة عام 1945م في حقل زراعي بنجع حمادي بسوهاج. وتضم مؤلفات كتبها أشخاص ينتمون إلي الغنوصية "فلسفة العارفين بالله". وهو أهم عمل علمي شارك فيه باهور مع أكبر علماء القبطيات في العالم. ونتج عنه اهتمام عالمي بعلم القبطيات وإنشاء الهيئة العالمية لدراسة القبطيات التي عقدت أول اجتماع لها بالقاهرة عام 1976م. توفي باهور في 7 مايو 1994 تاركًا وراءه عددًا كبيرًا من الأبحاث في التاريخ المصري بمختلف حقبه الممتدة آلاف السنين. وكان أهمها في الحقبة المسيحية: حفائر المتحف القبطي بمنطقة ابو مينا. المتحف القبطي وحصن بابليون بمصر القديمة. دليل المتحف القبطي. الحياة اليومية في الفن القبطي. الآثار في المناطق التي مرت بها العائلة المقدسة أثناء زيارتها لمصر. الفن القبطي في العصر المسيحي المبكر. لقطة: "الجلوس علي كرسي عظماء الفنانين شرف كبير". أول تصريح لصفية القباني. وهي أول سيدة تتولي عمادة كلية الفنون الجميلة منذ انشائها عام 1908 باسم مدرسة الفنون الجميلة المصرية.