شهدت السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وبالأخص الروبوتات الحوارية (الشات بوت) لتقديم الدعم النفسي والعاطفي. تطبيقات مثل ChatGPT التي أطلقتها OpenAI في 2022 أصبحت رفيقًا يوميًا لملايين المستخدمين حول العالم، يساعدونها في كل شيء بدءًا من اتخاذ قرارات بسيطة إلى مشاركة مشاعرهم والتخفيف من ضغوطهم النفسية. اقرأ أيضًا| من الابتكار إلى الاتهام| ما هي أخطار الذكاء الاصطناعي غير المسؤول؟ يُعزى لسهولة الوصول إليها وتوفرها على مدار الساعة سببًا رئيسيًا في اللجوء إلى هذه الأدوات، خاصة في المناطق النائية أو المجتمعات التي تعاني من وصمة العار تجاه الصحة النفسية. لكن على الرغم من الفوائد التي توفرها، تثير هذه التطبيقات تساؤلات كبيرة حول مدى فعاليتها الحقيقية، قدرتها على التعامل مع الحالات النفسية المعقدة، والقيود الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بها. تستخدم بعض التطبيقات العامة مثل ChatGPT وDeepSec وGemini للدعم النفسي غير الرسمي، لكنها ليست مهيأة لتشخيص أو علاج الاضطرابات النفسية، مما قد يعرض المستخدمين لمخاطر مثل الحصول على نصائح غير مناسبة أو عدم رصد حالات الطوارئ النفسية مثل الأفكار الانتحارية. كما تفتقر هذه الروبوتات إلى التعاطف واللمسة الإنسانية التي تلعب دورًا جوهريًا في العلاج النفسي. اقرأ أيضًا| استشاري إرشاد نفسي تحذر من الارتباط ب «شات جي بي تي» في المقابل، توجد تطبيقات مخصصة للصحة النفسية مثل Wysa وTherabot، تم تطويرها بواسطة فرق متخصصة ومرتكزة على مبادئ علاجية، مما يجعلها أكثر أمانًا وفعالية في التعامل مع المشكلات النفسية الحساسة. تقدم هذه التطبيقات دعمًا مستمرًا وبأسعار معقولة، وتساعد في سد الفجوات في خدمات الصحة النفسية، لكنها لا تزال غير بديلاً كاملاً للعلاج التقليدي. تشكل قضايا الخصوصية والأمان تحديًا كبيرًا عند استخدام هذه الأدوات، حيث يمكن أن تُعرض المعلومات الحساسة للانتهاك أو الاستخدام غير المصرح به، مما دفع الهيئات التنظيمية في أوروبا والولايات المتحدة لمراقبة هذه الخدمات عن كثب. اقرأ أيضًا| صراع العمالقة| ميتا تُقصي الذكاء الاصطناعي الخاص ب آبل من تطبيقاتها في النهاية، يؤكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة داعمة فعالة ضمن نموذج هجين يجمع بين التقنية والدعم البشري، مع ضرورة رفع الوعي وتنظيم القطاع لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول.