توفي إبرام بباوي أحد أهم المساهمين في توثيق مخطوطات نجع حمادي الأثرية عن عمر يناهز ال 90 عامًا، وكان الراحل تربويًا وشغل عدة مناصب أخرها مدير التعليم الإعدادي بالمحافظة. وساهم «بباوي» في توثيق مخطوطات نجع حمادي الخاصة بالفلسفة الغنوسية وهي فلسفة مسيحية ظهرت في القرون الأولي بعد انتشار الديانة المسيحية، حيث اشترك مع عالم المصريات الأمريكي جيمس روبنسون والبعثة الأمريكية في منتصف السبعينيات من القرن الماضي في الوصول إلى محمد السمان مكتشف المخطوطات النادرة بحكم إجادته للغة الإنجليزية ودرايته بالقري المتاخمة لموقع الاكتشاف الأثري. وفي سنة 1975 انتهي جيمس روبنسون وفريقه بالتنسيق مع اليونسكو من ترميم وإعداد دراسة متكاملة عن مخطوطات نجع حمادي المحفوظة حاليا في المتحف القبطي بالقاهرة، وبلغ عددها 12 مجلدًا تحوي 52 نصًا أو كتابًا عددها ألف و125 صفحة وكتبت باللغة القبطية وباللهجتين الصعيدية والإخميمة الجنوبية، وبمشاركة وإشراف علماء مصريين ومنهم الدكتور لبيب حبشي وباهور لبيب. ونشر روبنسون اكتشافه 1975 وترجم إلى الفرنسية والألمانية، وزار هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي المتحف القبطي لتفقد المخطوطات، وتم إعلان نتائج الاكتشاف في احتفال كبير في المتحف القبطي وحرص «جيمس روبنسون» على دعوة صديقه إبرام بباوي الذي داعب الحضور في كلمته التي ألقها بالإنجليزية «السُمّان طائر جميل ولحمه شهي بعكس محمد السمّان» تندرًا على هيئة مكتشف المخطوطات، ولم تنقطع علاقة روبنسون بباوي حتي بعد إنهاء عمله في نجع حمادي وكان حريصًا علي زيارة صديقه بمنزله حتى أوائل التسعينيات. وبفضل دراسة ونشر مخطوطات نجع حمادي، التي تعود زمنيًا إلى نهاية القرن الثالث الميلادي إلى بداية القرن الرابع الميلادي، أزيح الكثير من الغموض عن الفلسفة الغنوصية وأدبياتها التي كانت مجهولة للعالم حتى منتصف القرن التاسع عشر، وهي فلسفة دينية مسيحية نشأت في سنة 75 ميلادية، وضمت مخطوطات نجع حمادي 3 أنواع من الكتابات .. «كتاب توما المجاهد»، ومؤلفات غنوصية وتضم «حكمة يسوع»، «كتاب يوحنا السري»، «إنجيل الحق»، والنوع الثالث تفسيرات وإيحاءات غير متأثرة بالديانة المسيحية. وتعود قصة اكتشاف المخطوطات لسنة 1945 حيث عثر محمد السمان وشقيقه بالصدفة على جرة من الفخار أثناء جلبهما للسماد من جبل الطارف شرق نجع حمادي، حيث يعملان بمجال النقل بالجمال.