البيدوفيليا أو الهوس الجنسى بالأطفال يعرفه علماء النفس بأنه هو اضطراب نفسى يتمثل فى انجذاب غير طبيعى ومرضى تجاه الأطفال قبل سن البلوغ، ويعتبر هذا الاضطراب خطيرًا وضارًا ويهدد المجتمعات ويمكن أن يؤدى إلى عواقب وخيمة على الأطفال، وهنالك أسباب مختلفة قد تسهم فى تطوير هذا الاضطراب، وتشمل الآتى: - عوامل بيولوجية ووراثية، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن هناك تغيرات فى بنية الدماغ ووظائفه. - عوامل نفسية: تجارب الطفولة الصعبة التى تعرض لها الشخص من إيذاء جنسى أو إهمال عاطفى. - عوامل اجتماعية أو عوامل بيئية وتربوية قد تسهم فى تطوير هذا الاضطراب. من المهم معرفة أن البيدوفيليا هى مرض وحالة طبية ونفسية وتحتاج لعلاج متخصص ويخضع الشخص إلى عدة أنواع من العلاجات والتى منها: - العلاج النفسى يمثل أهم أنواع العلاج وأفضل أنواع العلاج السلوكى المعرفى لهذا الحالات والذى يساعد بصورة كبيرة فى تغيير الأفكار والسلوكية غير الطبيعية وغير الصحية. - العلاج الدوائى: استخدام أدوية مخفضة للرغبة الجنسية غير الطبيعية تحت إشراف طبى. - العلاج السلوكى يساعد فى تطوير المهارات الاجتماعية والعلاقات السوية والصحية. - العلاج الجماعى: يكون مفيدًا فى دعم الأفراد فى التعامل مع مشاعرهم وسلوكياتهم وهو من أفضل أنواع العلاج. - العلاج باستخدام التحليل النفسى لاكتشاف الأسباب الجذرية للمشكلة. ومن المهم والضرورى أن يتم العلاج تحت إشراف متخصصين فى الصحة النفسية والطب النفسى، وضرورة الخضوع لبرنامج علاجى شامل ومتكامل برعاية فريق عمل كامل. طرق الوقاية من اضطراب البيدوفيليا؟
هناك بعض الاستراتيجيات التى تساهم فى الوقاية منها: - تقديم الدعم النفسى للأطفال الذين تعرضوا للإيذاء الجنسى لمساعدتهم على التعافى وتقليل خطر تطور أى اضطرابات جنسية مستقبلًا. - التثقيف الجنسى الصحيح وتعليم أولادنا طرقًا صحيحة وآمنة لتساعدهم فى حماية أنفسهم والحدود الصحية والاحترام المتبادل. - التدريب المستمر والتوجيه للأمهات والمعلمين والإخصائيين عن كيفية التعرف على علامات الإيذاء والتعرض لأى انتهاكات جنسية والتعامل معها بشكل مناسب. - تعزيز الحوار والتواصل الجيد بين الآباء والأبناء، لأن ذلك يساعدهم على الشعور بالأمان وعدم الخوف أو تأنيب الضمير أو إلقاء اللوم عليه. - فى حالة ظهور أى أعراض أو علامات نفسية أو سلوكيات غير طبيعية (التبول اللاإرادى، صعوبة التبول والتبرز، تكرار الشكوى العضوية الخاصة بمناطق العفة عن الأطفال، الصراخ بصورة دائمة خصوصا عند رؤية شخص معين، تكرار الكوابيس وعلامات القلق) يجب الرجوع لطبيب المتخصص وإجراء الفحص المناسب لحالته. - الرقابة المستمرة والمتكررة ومراقبة الأنشطة التى يقوم بها الأطفال ومراقبة شاشات التواصل الخاصة بهم وما يقوم بمشاهدته. - الاهتمام ببناء الثقة بالنفس عند الأطفال وكيفية الدفاع عن النفس والمواجهة لأن ذلك سوف يحميهم من اضطرابات نفسية وسلوكية متكررة . - الوعظ الدينى وأدوار دور العبادة توعية وحماية أطفالنا. وهذه الاستراتيجيات والطرق يمكن أن تسهم فى خلق بيئة آمنة للأطفال فى المحيط الاجتماعى لديهم وتقليل فرص تعرضهم لأى صور من الإيذاء الجنسى. وفى النهاية يجب أن نتعامل مع مثل هذه الاضطرابات الجنسية بالوعى العلمى والنفسى والطبى المضبوط.