أكد وزراء خارجية الدول المشاركة في الاجتماع الخامس للتحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين، الذي انعقد الثلاثاء 20 مايو 2025 في العاصمة المغربية الرباط، أن اللقاء يمثل محطة مفصلية ضمن الجهود الدولية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وقد نظم الاجتماع بشراكة بين المملكة المغربية ومملكة هولندا، تحت شعار: "استدامة الزخم لعملية السلام: الدروس المستفادة، قصص النجاح، والخطوات القادمة." وشدد الوزراء خلال هذا الحدث على أهمية توحيد الجهود الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم، يقوم على رؤية دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في أمن وسلام. من جانبها، أعربت فارسين أغابكيان شاهين، وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، عن شكرها للمغرب وهولندا على تنظيم الاجتماع، مؤكدة أنه يشكل فرصة مهمة لتوحيد الجهود نحو حل مستدام. واعتبرت أن هذا اللقاء، الخامس في سلسلة اجتماعات عقدت سابقًا في الرياض، وبروكسل، وأوسلو، والقاهرة، يجسد الالتزام الدولي بحل الدولتين كخيار واقعي، مشيرة إلى أن الاجتماع يسلط الضوء على الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني ويؤكد العزم المشترك على إنهائه. أما كريستيان ريبيرغن، الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية الهولندية، فأكد أن حل الدولتين يشكل مفتاحًا حقيقيًا لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، واصفًا الوضع القائم بأنه "غير مقبول"، وداعيًا إلى إظهار إرادة سياسية جماعية لتطبيق هذا الحل. كما أشار إلى أهمية دعم اقتصاد فلسطيني قوي يُلبي تطلعات الشعب الفلسطيني نحو دولة مستقلة. في السياق ذاته، شدد وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، في كلمة مصورة، على أن حل الدولتين هو "ضرورة إنسانية والتزام قانوني"، داعيًا إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وأضاف أن الاجتماع ساهم في توطيد وحدة التحالف، معربًا عن أمله في أن يسهم الالتزام الجاد من كافة الأطراف في تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة يسودها السلام والاحترام المتبادل. من جهته، أكد وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في كلمة مسجلة أن بلاده تعتبر أن اللحظة الحالية "حاسمة"، وأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتحرير الرهائن واستئناف المساعدات الإنسانية يمثل أولوية عاجلة. وأضاف أن "حل الدولتين بات اليوم ضرورة أكثر من أي وقت مضى". بدورها، دعت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فايون إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق وتحت إشراف منظمات دولية، مؤكدة دعم بلادها المستمر للأمم المتحدة ووكالة الأونروا، وانخراطها في جهود السلام. أما وزير الشؤون الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بوينو، فأكد أن اللقاء يأتي في وقت يتزايد فيه تمسك المجتمع الدولي بإرساء حل الدولتين، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار وتشكيل حكومة فلسطينية موحدة تقودها السلطة الوطنية، في إطار حل سياسي شامل. وفي ختام الاجتماع، شدد وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الحرية والسلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، مؤكدًا ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل استجابة للوضع في غزة والضفة الغربية، ومشددًا على أهمية التحالف الدولي كإطار فاعل لدفع جهود إحلال السلام.