طالبت النيابة العامة في مرافعتها أمام محكمة جنايات الجيزة بتوقيع عقوبة السجن المؤبد علي محافظ المنوفية هشام عبد الباسط الذي تاجر بوظيفته العامة وكان سببا في إفلاس خزينة المحافظة بحصوله علي رشوة بلغت 27 مليونا و450 ألف جنيه ..وقررت المحكمة التأجيل لجلسة 8 سبتمبر لسماع مرافعة الدفاع وفض أحراز القضية . صدر القرار برئاسة المستشار بلال عبد الباقي وعضوية المستشارين احمد قرني وابراهيم لملوم بحضور اسامة سيف رئيس نيابة أمن الدولة العليا وضياء عابد وكيل أول النيابة بأمانة سر أسعد النوبي . بدأت وقائع الجلسة بإيداع المتهمين قفص الاتهام ثم سأل رئيس المحكمة المحافظ المرتشي قائلا "يا هشام أنت لسه مصر علي كلامك بإنكار التهم" فرد قائلا " أيوه يا فندم أنا بريء" بينما سأل المتهمين فقررا بتمسكهما باعترافهما من تقديمهما وتوسطهما في الرشوة . قال أسامة سيف رئيس نيابة أمن الدولة العليا في مرافعته أن المتهم الأول هشام عبد الباسط صاحب اليد السفلي والنفس الظمآنة للمال الحرام وأن حقيبته بلا قاع فلا تملأ وأن رغبته بلا شبع للمال وأنه صار يبحث عن المال السحت وجيش الشر والنقمة وضميره مشوه يقوده إبليس نحو الكذب والتضليل والسرقة وخيانة الأوطان والعدوان علي المال العام . أوضح ممثل النيابة أن المحافظ المرتشي هو حامل سلطات الوزراء وممثل السلطة التنفيذية بالمحافظة وأن سلطاته واسعة تمكنه من السيطرة علي المحافظة وديوانها والمتعاملين معها من أصحاب المال والثروات . أكد أسامة سيف رئيس النيابة أن المحافظ المرتشي رجل بألف قناع وأنه كلما نزعنا عن وجهه السافر قناعا تبدي لنا في الوجه قناع آخر ..وأننا وجدناه في الصباح يضرب علي أيدي الفاسدين جهارا ونجده في المساء يجلس مع شريكيه يعقدون الاتفاقيات علي الرشاوي والسحت وأنه يطلب فيجاب ويأمر فيطاع وأنهم جميعا تآمروا علي البلاد والعباد ..وأكل أموال الناس بالباطل وكان أظلم الناس فحجب عدل الله في الأرض بظلمه وفساده ..مؤكدا أنه خائن للأمانة مضيع للحقوق منتهك للحرمات . أضاف ممثل النيابة أن يوم 7 ابريل 2015 لم يكن عاديا في حياة هشام عبد الباسط حين تسلق في خطوات منتظمة القصر العريق حينما وقف مشدوها في بهوه الواسع يقرأ القسم حفاظا لمصالح الشعب واحترام الدستور والقانون واداء الأمانة بالذمة والصدق ولكن نفسه المريضة كانت تناديه بالجمع بين السلطة والمال وغش الرعية ..مشيرا إلي أن وزير السحت "هشام عبد الباسط" خرج علي الشاشات بلسان حال الزاهد المضطر لقبول المنصب وأنه تملق الناس والحكام والخدام لاطالة أمد بقائه في الحكم ولسان حالة غير مصدق لما فاضت به الأيام عليه. قال ضياء عابد وكيل أول نيابة أمن الدولة العليا أن هشام عبد الباسط المرتشي قد احتجب عن الناس بالحراس وتحدث الي الراشي والوسيط بمصطلحات مشفرة خوفا من الرصد الأمني وحتي لا يفتضح أمره كما أنه طالب من الراشي شراء خطوط جديدة للتواصل فيما بينهم حول المبالغ المتفق عليها وأن يقوموا بتغيير اسم المكان الذي تسلم فيه الرشوة باسم الورشة وتسمية الأموال بعدة مصطلحات مثل الملابس والجاكيتات والشيكولاته وغيرها . وشدد ممثل النيابة علي ضرورة انزال العقاب الشديد بهشام عبد الباسط وإذاقته لعنة المال الحرام وعدم أخذ المحكمة رأفة ولا رحمة به لأنه لم يعمل يوما بدافع من حق أو وازع من ضمير وأنه حكم هواه وتاجر بوظيفته وتلقي ثمنها وأن السجن المؤبد عقابه حتي يكون عبرة لغيره وخوفا من امتداد الفساد . بينما طالبت النيابة بإعفاء الراشي والوسيط من العقوبة أو أن توقع العقاب عليهما إن رأت وأن الاعفاء من العقوبة لن يمحو ذل الجريمة ولا عار الافساد في الأرض عنكما مشددا علي أن جشع المحافظ المتهم في طلب الرشوة وأخذها تسبب في نفاد ميزانية محافظة المنوفية بسبب ما أخذه من رشوة مقابل اسناد الاعمال الي شركة الراشي وأنه كان يزيد نسبة الاسعار للراشي واتفق معه علي ألا يقوموا بطلب معرفة الزيادة لأن أي زيادة في الأموال تخصه وأن هذه العطايا تكون في صورة عقارات وسيارات وأموال في البنوك كرشوة .