رغم الحواجز الأمنية المنيعة والبوابات الاليكترونية وإجراءات التفتيش التي تستغرق وقتاً طويلا احتشد المسيحيون أمام الكنائس منذ الصباح الباكر وانتشر الاطفال بملابسهم الزاهية في الساحات الداخلية وعلي الأرصفة المواجهة بعد أداء حق الله في زيارة كبار السن ودور الأيتام والمرضي وتوزيع الهدايا عليهم في حدود قدرة كل عائلة. "كل سنة وأنت طيب" علي كل الألسنة.. لا فرق بين مسلم ومسيحي.. يتبادلها الماره مع الواقفين أمام الكنائس بينما تحول شارع شبرا لكرنفال كبير لهدايا الأطفال والزينة الملونة ومحلات بيع الكعك والحلوي. كريم حشمت من أمام كنيسة مسرة يقول: لا اتصور ان احتفل بعيد الميلاد بدون اصدقائي بالحي واغلبهم من المسلمين فمنذ الصغر تعودنا ان نحتفل معاً بالعيد سواء كان عيد الميلاد أو الفطر أو الاضحي كنا نخرج إلي المتنزهات والحدائق في الصباح وفي الليل نذهب إلي السينما. واضاف: لم نعرف يوماً فرقاً بين مسلم وقبطي تجمعنا المحبة والرحمة والاخوة وما نراه في الاعياد المصرية سواء كانت قبطية أو اسلامية دليل علي ان مصر شعب واحد وامة واحدة رغم أنف اهل الشر الذين يحاولون ان يفرقوننا. عاطف فوزي صاحب صالون حلاقة بشبرا اضطر للعمل وأول من قدم لي التهنئة بالعيد هو جاري المسلم فنحن نعيش في المنزل كالاسرة الواحدة نتبادل التهاني في الاعياد ونتقاسم الطعام والشراب ونتشارك الأوقات الحلوة والصعبة كما كان يفعل اهالينا وسيفعل أولادنا إن شاء الله. وتقول نعمة ميخائيل: فرحة المصريين بالأعياد تتجسد في تبادل التهاني والامنيات الطيبة بين ابناء الوطن الواحد سواء كان مسلماً أو قبطياً وهي مشاعر تجسد الروح المصرية الاصيلة التي لن يفلح معها كل محاولات التقسيم او التمييز فالشعب المصري نسيج واحد لا يقبل الفصل او التقسيم. وأضافت: أنا مع جيراني نتعايش سوياً في محبة وإخاء وكنا "نقسم اللقمة والهدمه والحزن والفرح مع بعض" ومعظم اصدقائي وزملائي وجيراني من المسلمين يشاركوني الاحتفال بعيد القيامة المجيد كما نفرح معاً بعيد الفطر بعد شهر رمضان كما لو كان عيدنا وهو فعلا عيد للمصريين جميعاً وما يعيشه المصريون من تماسك وترابط ووحدة صف نموذج فريد لا يوجد مثله علي مستوي العالم. مروان كمال موظف يقول: أحرص علي أن اكون أول من يقدم التهنئة إلي اصدقائي الاقباط فأعيادهم عيد لي واعياد المسلمين اعياد عندهم وصورة الشارع المصري في الاعياد نموذج للوحدة الوطنية التي لا دخل لانسان في صنعها إنما هي صورة للمشاعر العفوية الطبيعية التي تخرج في وقتها بدون تصنع أو اختلاف. ويقول حسام توفيق صاحب متجر: "احنا في شبرا لا نعرف مين مسلم ومين مسيحي كلنا مصريون وعلي مر العصور فشلت العديد من الفتن والاسافين في فك الوحدة الوطنية الربانية التي نشأت في نفوس الناس قبل بناء البيوت. واضاف: انا سعيد جداً بالانتشار الأمني المكثف لرجال الشرطة والجيش البواسل حول الكنائس والاديرة وهو ما اعطي شعوراً بالاطمئنان والتفاؤل والامل لجموع المصريين خصوصاً بعد الاحداث الدامية التي وقعت في مسجد الروضة وكنيسة حلوان. شربات موريس ربة منزل: تعودنا انا واسرتي كل عيد ان نقوم بزيارة الأسر الفقيرة المجاورة لنا ونقدم لهم الهدايا ونلبي احتياجاتهم الضرورية من طعام وملابس لإدخال الفرحة عليهم خلال أيام العيد. واضافت كثيرا ما نقوم بفتح بيوتنا لعمل عزومات وولائم تجمع الجيران والاحباء والفقراء واصبحت هذه العادات من طقوس الاحتفال بعيد الميلاد او عيد القيامة المجيد وهو ما يدخل علينا السعادة والفرحة كما يشعر بها الفقراء والمحتاجين في هذه الأيام المباركة. ماجد زكي مسئول بجمعية خيرية مع الاحتفال بالاعياد نقوم بالإعلان عن تنظيم زيارات إلي دور الايتام والمستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية ويشارك معنا اعداد كبيرة وغير متوقعة من الأسر المصرية في أيام الاعياد حتي ندخل الفرحة لكل محروم او مريض وهو ما يجعل الاحتفال بالعيد له متعة وسعادة تغمر الجميع. جورج سعد موظف يضيف الكنيسة تساهم بشكل مستمر في ادخال السعادة علي الفقراء من خلال تقديم مساعدات مالية وعينية في الاعياد والمناسبات خاصة في عيد الميلاد والقيامة ويطلق علي هذه المساعدات لفظ "العطايا" وهو ما يدخل السعادة والبهجة علي نفوس الفقراء من المصريين. ويتم توزيع هذه الهدايا للمحتاجين والفقراء في منازلهم حتي لا تكلفهم مشقة الوقوف امام الكنيسة أو الاديرة لتلقي تلك المساعدات وفي الغالب يكون ذلك ليلاً حفاظاً علي مشاعرهم بين جيرانهم. مجيدة تادرس ربة منزل: احرص كل عام علي توزيع الهدايا بعد القداس علي الاطفال وهي عادة قديمة ورثته عن اسرتي مما جعلها طقساً من طقوس الاحتفال بالعيد كل عام وهو ما يشعرني بسعادة غامرة عند رؤية الاطفال وهم فرحون بما يتلقون من هدايا. واشادت بما يبذله رجال الشرطة والجيش من تأمين للاحتفال بأعياد الميلاد والشعور بالأمن والاستقرار والتنسيق الكامل مع كافة اجهزة ومؤسسات الدولة لخروج الاحتفال بهذا الشكل الراقي. سامر عدلي مسئول أمن بكنيسة الملاك بشبرا أشار دور الكنيسة الوطني علي مر العصور وما تقوم به من خدمات اجتماعية لرعاية الأسر في محيطها من تقديم مساعدات وتنظيم رحلات وندوات ونشر الوعي الوطني وبث روح الأمل والتفاؤل والسلام بين كافة أطياف المجتمع المصري متمنياً عيد سعيد لمصر كلها مؤكداً علي أن وحدة المصريين لن تمس رغم كل المحاولات البائسة للمتربصين بها مؤكداً ان فرحة المصريين جميعهم بالأعياد رسالة للعالم علي أن مصر بلد الأمن والأمان والتسامح والمحبة وهو ما اكده الرئيس من خلال كلمته اثناء مشاركته الاحتفال بالعيد بالعاصمة الإدارية الجديدة.