واصل المصريون الليلة الماضية الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد وسط أجواء من الفرحة والبهجة سيطرت علي المحتفلين كما تزينت الكنائس والأديرة في القاهرة والمحافظات في ذكري ميلاد السيد المسيح عيسي عليه السلام. امتزجت الاحتفالات بمشاركة قوية من المسلمين في مشهد عكس الترابط الوطني بين عنصري الأمة من مسلمين ومسيحيين حيث حرصت أعداد كبيرة من المسلمين علي التواجد أمام الكنائس لتهنئة الأقباط وتوزيع الحلوي. "المساء" قامت بجولة أمام عدد من كنائس القاهرة لرصد أفراح واحتفالات المسيحيين بالعيد فيقول سعد عياد وسهام سنا: لقد تعودنا منذ زواجنا ان نقضي بداية يوم العيد في الكنيسة لكي نشعر بالبركة والتفاؤل ودائماً ما نشعر بأن الرب يمنحنا السعادة والبهجة وهو الأمر الذي لم يختلف كثيراً عما شعرنا به هذا العام فالعيد المبارك ننتظره من عام لعام نظراً لمكانته الكبيرة في قلوبنا وكان أجمل ما فيه هو حالة الحب والمودة بيننا وبين إخواننا المسلمين من خلال تبادلنا التهاني في المولد النبوي وعيد الميلاد المجيد اللذين جاءا في توقيت متزامن وهو الأمر الذي لم يحدث منذ سنوات حيث إننا نشعر بأنها رسالة من الله لتؤكد أن هذه الأمة ستبقي شعباً واحداً لا يقبل الانقسام أو الاختلاف. ونتمني ان يعم مصر السلام والأمن والاستقرار ونصبح في أفضل حال في العام الجديد إن شاء الله. د.رامي وديع: لقد عشنا أجمل لحظات السعادة أمس الأول بحضور الرئيس السيسي لتقديم التهنئة للبابا وشعب الكاتدرائية وكل المسيحيين في مصر وكانت بمثابة أطيب وأرق التهاني التي بعثت في قلوبنا الاطمئنان والفرحة وجعلتنا في غاية السعادة والرغبة في الاستمتاع والبهجة بالعيد إلي جانب توافد أصدقائي وجيراني المسلمين بتقديم الحلوي والمأكولات في تعبير صادق عن فرحتهم بعيدنا وهو ما لا أعتبره عيداً قبطياً وحسب بل عيداً لكل المصريين. ويضيف: لم يمنعنا الطقس البارد والعواصف الترابية من القدوم للكنيسة لمباركة العيد فكل المسيحيين لديهم ارتباط قوي بالكنائس حيث إنه شعور مقدس اعتدنا عليه طوال سنوات طفولتنا ونشأنا عليه وسوف أقوم أنا وزوجتي بزيارات عائلية بعد الكنيسة والذهاب بعد ذلك مع أصدقائنا للاحتفال وقضاء أول أيام العيد. سيلافا مراد وايفا وديع: شعورنا أكثر من رائع وسط أجواء السلام والمحبة التي تعم مصر واحتفال أصدقائنا وجيراننا وأهلنا المسلمين معنا والحرص علي تقديم التهاني لنا بالعيد المجيد أمور أكسبت عيد الميلاد الكثير من ملامح الفرحة والمحبة وجعلتنا نقاوم الطقس السيئ المليء بالرياح والعواصف الترابية وننزل لنفرح. سامية حلمي: لا شك أن الطقس المتقلب الممتلئ بالأتربة والرياح القوية دفع البعض لعدم الخروج للشوارع والاحتفال بالعيد إلا أنني قاومت وقررت النزول للاحتفال والاستمتاع بطقوس العيد المجيد بالذهاب أولاً للكنيسة ثم التقاء أصدقائي مسلمين ومسيحيين لنقضي اليوم سوياً في أحد المطاعم ثم الذهاب إلي منزل أحد الأصدقاء لنجتمع فيه لقضاء سهرة عيد الميلاد. اندرو جورج وديفيد سامي: نحضر للكاتدرائية في العباسية كطقس كنسي حرصنا عليه منذ صغرنا حيث نحصر مع عائلتنا وأصدقائنا ونقضي غالبية اليوم في لقاءات داخل الكاتدرائية لكوننا لا نلتقي بحكم ظروف العمل والدراسة وننتهز الفرحة بالعيد لكل نلتقي مع الأصدقاء والأقارب ولعل أصدقائي المسلمين الذين كانوا أول المهنئين لنا بالعيد أصحاب السبق في ادخال الفرحة في قلوبنا وهو الأمر الذي يتكرر بشكل مستمر كل عام وهو ما حدث منذ أيام قليلة عندما قدمنا لهم حلوي المولد في مناسبة المولد النبوي فتزامن عيد الميلاد والمولد كان لهما تأثير كبير علي تقارب وتلاحم فرحة العيدين في قلوب المصريين. هي دي مصر أيمن مكرم وتريزا جرجس: سعداء بالعيد ونشعر بمدي المحبة والروح الجميلة التي أصبحت عليها مصر فهناك تغيير حقيقي في تركيبة المواطن المصري فبعد فتاوي تحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم التي استقبلها المسلمون والمسيحون بازدراء وسخرية ورفض في الآونة الأخيرة والتي تتكرر كل عام عبر متشددين وأصحاب أفكار متطرفة لا تؤمن بتعدد الأديان والمذاهب والعقائد لذا سعدنا كسائر الأقباط بوجود حضور قوي من إخواننا المسلمين لتقديم التهاني لنا في كنائسنا بل واحتفالهم معنا بالعيد. أحمد فاروق وحسن موسي وخالد حسين: لقد تعودنا ان نهنئ أصدقاءنا المسيحيين المرتبطين معهم بصداقة تعود إلي أيام الطفولة لدرجة أننا نشعر أننا إخوة ولسنا أصدقاء وحسب. ويضيفون أننا نذهب إلي الكنائس مع أصدقائنا في حي شبرا ونقضي وقتاً ممتعاً ونشعر بمدي العلاقة الراسخة والقوية التي تجمع مسلمي ومسيحيي هذا الوطن ببعضهم بل نسخر ونتهكم علي الأشخاص المرضي الذين يطلقون علي أنفسهم دعاة إسلاميين يطلقون فتاوي تحريم التهاني للأقباط في أعيادهم ومناسباتهم الدينية وهو أمر عبثي ومضلل ومن يقوله لايستحق ان يعيش في هذا الوطن.